مباني المستقبل العجيبة

كثير من الروايات والأفلام تخيّلت كيف ستكون الحياة فى المستقبل .., رسمت سيارات طائرة .. وقطارات معلقة و طائرات عملاقة .., تخيلت مركبات تصل إلى الفضاء .. ومدناً عالمية شاهقة على كوكبنا والكواكب الأخرى ! .., كما تخيلت مركبات تسافر عبر الزمن .., رسمــت وصورت حياة مستقبلية تختلف تماماً عن عالمنا الحالى ..
.. لكن هل تخيلتم ماهو حال المبانى فى المستقبل .., وهل ستظل على شكلها الحالى , أم ان هذه القاعدة سيكسرها المستقبل الغامض ..؟
لنجيب على السؤال لابد أن نستعير ” آلــة زمن ” من المستقبل لنسافر لمدة أبعد قليلاً لنرى وضع المبانى والأبراج الشاهقة فى المستقبل البعيد ..!

هناك الكثير من النفايات المخيقة التى تُلقى فى البحار والمحيطات .. لدجة ان هناك إحصايئة تقول ان معدل القمامة فى المحيط الهادىء وحده تعادل مساحة ولاية كاليفورنيـا الأمريكية ! .. ومن هنا جائت فكرة المصمم الكورى الجنوبى ” تشو سونغ جين ” كحل لهذه المشكلة ..
يقول سونغ جين أنه صمم ناطحة سحاب لأسفل 550 متر وبعرض 300 متر .. ” وسنسميها ناطحة أعماق كما يصح أن يقال ” على شكل يشبه قنديل البحر .. وسيتم وضع هذه الكتلة العملاقة فى قلب الأماكن المشغولة بالنفايات.. !
لكن ما الفائدة من كل هذا ؟
يجيب تشو سونج بأن المبنى سيكون عبارة عن مصفاة عملاقة تحتوى على خمسة طبقات ” مشابهة لفلاتر المياه ” تعمل على فصل جزيئات البلاستيك والسوائل , ثم ترسلهـا إلى أماكن بعيدة لإعادة تدويرها .. بينما يتم تخزين مياه البحر النقية الناتجة عن باقى الطبقات فى المنطقة السفلية للمبنى ليتم إعادتها مرة اخرى إلى المناطق النظيفة فى المحيط !
فكرة فريدة من نوعها توحى بأن العمارة سيكون لها شأن كبير وأكثر بمراحل مما هى عليه الآن ..
ما شهادته فى الصورة السابقة ليس شجرة أو جزء من الطبيعة حولنا ..أو حتى ناتج عن ريشة فنان حالم .., لكنه فى الحقيقة اقتراح لمبنى عجيب يعتمد على الطبيعة بكل ما تحملة الكلمة من معنى ..
مجموعة من المصممين من دولة تشيلى جائو بهذه الفكرة التى تهدف جعل التربة والكتلة المعمارية جزء واحد لا ينفصل أبداً !
التصميم استمد فكرته من عدة اشياء طبيعية مثل ” أقراص العسل، والشعاب المرجانية، وأعشاش النمل ” تم مزجهم ليخرج هذا الشكل الغريب خارجياً وداخليــاً .., المبنى سيصنع طاقته الإستهلاكية بنفسه عن طريق إنتاج الطاقة الكهربية بالألواح الشمسية والطاقة الحرارية بالنباتات الطبيعية .., أما استهلاكه للمياه فسيكون عن طريق تجميع مياه الأمطار والمياه الجوفية ! ,.. الجميل فى هذا المشروع الغريب انه لن يحتوى على حائط مستقيم أبداً .. بل انه سيكون بأشكال عشوائية مربوطة بنظام ” عشش النمل ” !
هذه الفكرة ربما تكون أسوأهم كما سنرى.. وأيضاً صعبة التنفيذ .. لكنها توضح لنا ما هى الأفكار التى ربما ستبنى عليها العمارة مستبقلاً !
هناك دراسة أجرتها وكالة ناسا تقول ان حرائق الغابات تلتهم حوالى 33000 كم مربع من الأراضى خلال كل عقد من الزمن بسبب الإرتفاع الملحوظ فى درجات الحرارة فى الفترة الأخيرة .. ولهذا قام مجموعة من المصممين الصينين وعلى رأسيهم ” جي هوانغ جين وى ” بتقديم حل استثنائى للتغلب على هذه المشكلة مستقبلاً .. بعمل برج سكنى عملاق يقوم بفكرة عمل ” دش الاستحمام ” !
المبنى سيكون على شكل اسطوانى كما ذكرنا يعتليه مسطح دائرى يتدلى منه أنابيب صغيره للأرض مهمتها إمتصاص المياه الزائدة فى موسم الأمطار .. والجزء العلوى يـحتوى على مساحات لاستيعاب مياه الأمطار ايضاً .., وسيتم تخزين المياه بعد تصفيتها بكميات عملاقة.. هذه المياه تهدف إلى شيئين .., أولهما هو تغزية التربه فى الأوقات الجافة بالمياه للتقليل من حدوث الحرائق .., ثانياً جعلها مصدر قريب لطائرات بدون طيارمصممة خصيصاً لعملية إخماد الحرائق إن بدأت لتكون مركز إطفاء قريب .., لهذا أطلقوا عليه حارس غابات الأمزون المطيرة ..!
تصميم وفكرة جنونية بعض الشىء لكنها تعطى ايضاً المجال لعمارة مستقبلية تهتم لأمر كوكبنا الذى أهلكنـاه كثيراً !
.. هل تخيلت يوما ما كيف سيكون هيكل مصنوع من ” ثانى اكسيد الكربون ؟!
إليك هذا الاقتراح الرائع من تصميم أبناء كوريا “يوهاو ليو”، و”وروي وو” الذى يعتمد على هيكل يستبدل الخرسانة والفولاز بثانى أكسيد الكربون !
فكرة المبنى تكمن فى ” زراعة ” هيكل مصنوع من مواد تمتص غاز ثانى اكسيد الكربون المتواجد فى الغلاف الجوى , ثم تقوم بتجميدة لينتج عنه صلابة تعادل الخرسانة !
يقول ايضاً المصممين الذين استمدوا فكرتهم من ” جبال الكربون المجمدة فى كوكب المريخ ” أن المبنى سيكون حل لا يستهان به لمواجهة مشكلة الاحتباس الحرارى ” لأن ثانى اكسيد الكربون هو سبب رئيسى لهذه الظاهره ” ..

هذا المبنى بلا شك أكثر جنونا وأكثرهم بعداً عن الواقع .. لكنه يـــفتح المجال لتفكير أكثر تعقيداً !

الصين ” مصنع العالم ” كما يطلق عليها الآن .. ولهذا فإن مناخ معظم مدن الصين يتلوث بصورة تصاعدية مخيفة .., فتحول إلى مناخ ضبابى مليىء بسحب الغازات الضارة ..
وبناء عليه تقدم مجموعة طلبة من الصين بفكرة مميزة جدا تعمل كحل لهذه المشكلة الكارثية .., فكرة ابناء السور العظيم جائت كحل عبقرى ومجنون فى ذات اللحظة !
المبنى سيكون على شكل اسطوانى رفيع للغاية , يعتليه محطة دائرية عملاقة تعمل على معادلة الغازات السامة المنتشرة فى الجو مع غازات اخرى كأول اكسيد الكربون والميثان لتنقية الهواء بمساحة كبيرة تحيط بالبرج .., ثم تقوم بتخزين الغازات الضارة الناتجة عن التفاعل لاستخدامها فى الصناعات المختلفة .. إلى جانب استخدامها فى انتاج وقود بديل ! .., إليك المفاجئة سيفعل كل هذا وهو طائر !
هذه الفكرة تعطى لنا تصور قريب للمنظر العام ” الغريب ” الذى يمكن ان تكون عليه مدننا مستقبلاً عندما تجد أبراج تطير !
نظراً لقلة المياه العذبة فى منطقة جنوب شرق آسيـأ بالنسبة لعدد السكان جائت فكرة مشروع ” المدن العائمة ” من جزر تايلاند الساحره كحل استثنائى لهذه المشكلة .. ومحاولة لإنتاج طاقة نظيفة بصورة سهلة ..
يقول المصمم ان 90% من سكان جنوب شرق آسيا يسكنون بالقرب من المياه سواء العزبة أو المالحة ولكن تكدس السكان يصنع مشكلة فى عجز توفير المياه الصالحة للشرب لكل الناس .. ولهذا فكرنا فى عمل بديل طبيعى يحاول قتل هذه المشكلة العويصة .. بعمل هياكل عملاقة عائمة تعمل على تنقية مياه البحار وتجميع مياه الأمطار .. إلى جانب نشر خلايا شمسية بمساحات كبيرة لإنتاج طاقة نظيفة بكميات كبيرة ..!
تعتبر هذه الفكرة هى الأقرب للتنفيذ وتضيف لفكرة اهمية العمارة مستقبــلاً عما ماهو موجود فى الوقت الحالى .
جاء الوقت ليكون للصحراء نصيب من ما يخبأه المستقبل لــنا.. مع مشروع ” Sand Babel – رمال بابل ” ..
فكرة المشروع تجعله قطعة لا تتجزأ من رمال الصحرء .. بهيكل مصنوع بالكامل من رمــالها .. , عن طريق طابعات
ثلاثية الابعاد عملاقة تترجم التصميم الذى أمامك إلى مواد صلبة مصنوعة من الرمال فقط !
المثير أيضاً فى هذه الفكرة انها تنقسم إلى جزئين أعلى الأرض والآخر اسفله بتصميم شيبه إلى حد كبير ” الشجرة بجزورهــا ” .. ويعتليه لوح دائى عملاق يحوى خلايا شمسية لتخزين الطاقة النظيفة .. كما أنه سيحتوى على مراكز للأبحاث ومركز سياحى للصحراء ..!
مرة أخرى نعود لفكرة إتحاد المبنى مع البيئة المحيطة لعيطى لنا نتائج تفوق مفهوم العمارة البيئية !
هل تخيلت يوماُ ما ان يكون لديك شىء فى مدينتك يتحكم فى المناخ !؟ .. حسناً هذا المبنى يضع هذه الفكرة المجنونة أمام عينيك !
المبنى العجيب سيكون آداة عملاقة تتحكم فى نسبة الرطوبة فى المناخ وتطلق السحب للتحكم فى سطوع الشمس .. ومصفاة لتنقية الغلاف الجوى !.., ويمكنها أيضاً أن تكون مركز لتوعية السكان لما يمكنهم فعله للحفاظ على بيئة مناسبة داخل منازلهم , البرج سيكون مركز بث لوحدات منتشرة فى جميع ارجاء المدينة لتنفيذ ما يطلبة ! ..
هل هذه الكبسولة الضخمة ستفعل كل هذا كما يقول المصمم ؟.. هو يقول نعم !
ولكن إن تحققت فبالتأكيد ستمحى فكرة ” خطر الاحتباس الحرارى ” من جميع أرجاء المعمورة !
نكتفى بهذا القدر ونعود مرة أخرى إلى واقعنا الطبيعى الذى نعرفه ..
رأينا فى تللك الرحلة العجيبة كيف كانت المبانى جزء لا ينفصل عن الأرض .. و كيف كانت هناك مبانى تعمل على تنقية البيئة المحيطة .., وأخرى تساعد على الحد من بعض الكوارث .., والأخيرة تتحكم فى مناخ المدن .. والأغرب منهم جميعاً المبنى الذى سيكون نفسه من ثانى أكسيد الكربون ..!
هذه الأفكار الغريبة والمبتكرة تصور لنا كيف ستكون حال العمارة فيما بعد .. لتضيف أشياء أكثر إبهاراً عما تخيلته الأفلام السينيمائية .., وتعطى لنــا إنطباعات مختلفة تماماً عن مستقبل ملىء بالمفاجآت الإيجابية للغاية ..
وليكن شعارهم جميعاً نحن خرجنا من هذه البيئة .. وحان الوقت لنعود إليــها !

زر الذهاب إلى الأعلى