مباحات الاعتكاف وآدابه وهل يجوز القضاء فيه
مباحات الاعتكاف من المباحث الشرعية التي ينبغي للمسلم الاهتمام بها لا سيما في العشر الأواخر من رمضان، وهو الوقت المسنون للاعتكاف والبقاء في المسجد والتفرغ للعبادة والذكر، كما أن الاعتكاف له آداب وأحكام ينبغي للمسلم التأدب بها والتزامها حتى يحصل على ثواب الاعتكاف كاملًا ولا ينقص من ثواب هذه العبادة العظيمة.
مباحات الاعتكاف
- الأكل والشرب: المعتكف يباح له الأكل والشرب داخل المسجد حال اعتكافه وهذا باتفاق جميع أهل العلم.
- النوم: وأيضًا المعتكف يباح له النوم في المسجد، وهذا الأمر طبيعي فمادام المسلم سيظل الأيام المتتابعة في المسجد للاعتكاف فلابد له من النوم والأكل والشرب.
- لزوم المكان: من مباحات الاعتكاف أن يلزم مكان معين في المسجد حال اعتكافه لا يفارقه ويخصصه لنفسه في العبادة والصلاة أو النوم أيضًا. وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكان يعتكف فيه في المسجد يعرفه الصحابة رضوان الله عليهم.
- غسل الشعر وتسريحه: كما يباح للمعتكف أن يقوم بغسل رأسه ودهن الشعر بالزيوت والكريمات، ومن المباحات التي تلحق بهذا الأمر سائر سنن الفطرة مثل قص الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة، ويباح له كذلك تغيير الثياب ولبس الثياب الحسنة ووضع الطيب في المسجد، وإن كان هذا الأمر الأخير فيه اختلاف بين العلماء والجمهور على جواز ذلك.
- صلاة الجِنازة: يباح كذلك للمعتكف أن يصلي على الجنازة في داخل المسجد أما إذا كانت الجنازة في خارج المسجد فلا يخرج إليها للصلاة عليها.
- عقد الزواج: للمعتكف في مسجده أن يعقد عقد الزواج ولا يفسد اعتكافه بسبب ذلك، كما يجوز له أن يشهد على عقود الزواج وان يهنئ المتزوج و يباح له كذلك الآذان والإقامة والتعزية وكل هذا بلا خلاف بين أهل العلم.
- زيارة أهله له: من مباحات الاعتكاف أيضًا جواز زيارة أهل المعتكف له والتحدث معه، وقد كان بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يزورنه في معتكفه في المسجد.[1]
قد تجد هنا أيضًا: ما هو الاعتكاف
قضاء الاعتكاف
القول الراجح من أقوال أهل العلم على أن قضاء الاعتكاف ليس بواجب في حق المعتكف إذا قطع اعتكافه سواء قطعه بعذر أو من غير عذر، أما القضاء على وجه الاستحباب فمشروع لقيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضاء الاعتكاف وهو القول الذي يراه جَمهور الفقهاء من أهل العلم.
آداب الاعتكاف
للاعتكاف آداب على المسلم أن يلتزم بها حال اعتكافه حتى يحصل على الأجر والثواب كاملًا من غير نقصان، ومن آداب الاعتكاف ما يلي:
إخلاص النية
النية هي الركن الأول في الاعتكاف، وعلى المسلم أن يخلص النية لله سبحانه وتعالى، وأن يعتكف إيمانًا بأهمية الاعتكاف وسنيته، واحتسابًا وطلبًا للأجر من الله وحده، وليس الاعتكاف لمجرد الصحبة أو الخجل من مفارقة الأصحاب، وإذا حدّث المعتكف نفسه بغير ذلك فعليه مجاهدة نفسه وإعادة تصحيح النية وإخلاصها لله سبحانه.
قد تجد هنا أيضًا: ما هى شروط صحة الاعتكاف
تقليل الكلام والاختلاط
المقصود الأول من الاعتكاف هو التفرغ للعبادة والانقطاع عن الدنيا وحث النفس على الطاعة وأمر الآخرة، وهذا المقصود الأعظم لا يستقيم مع كثرة الخلطة وكثرة الكلام والأخذ والرد والتسامر مع الأصحاب والأقران، بل ينبغي للمسلم الانشغال بالذكر وقراءة القرآن والقيام والتفكر وسائر أعمال الطاعات.
الاجتهاد في العبادة
الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان هو أفضل أوقات الاعتكاف وهو السنة المحفوظة عن النبي صل الله عليه وسلم، وهذه العشر الأواخر هي التي فيها ليلة القدر بما تحويه من خيرات وبركات وتنزل للملائكة واستجابة للدعاء، فحري بالمسلم الحرص على تحري هذه الليلة والاجتهاد في العبادة والطاعة والقيام، وقد كان رسول الله صلى الله عليه في العشر الأواخر من رمضان يحيي ليله كله ويقومه.
نظافة المكان
المعتكف في المسجد يلزمه اصطحاب متاعه وبعض ما يحتاجه، كما أنه يأكل ويشرب في المسجد، لذلك فمن المهم على المعتكف الحفاظ على نظافة المسجد وتنظيف بقايا الطعام والشراب في مكان اعتكافه حتى لا يتأذى المسلمين الذين يرتادون المسجد للصلاة من مخلفات المعتكف وهذا لا يجوز.
قد تجد هنا أيضًا: **هدي النبي عليه الصلاة والسلام في الاعتكاف **
التقليل من الجوال
كما قدمنا فإن المقصود الأول للاعتكاف هو التفرغ للعبادة وتدريب النفس على الطاعة والانشغال بالتقرب إلى الله سبحانه بالأقوال والأفعال، والانشغال بالجوال حال الاعتكاف منافي لهذا الأمر، لذلك فالمسلم عليه أن يقلل من استخدام الهاتف سواء في الحديث أو في تصفح مواقع الإنترنت، وأن يقصر استخدام الهاتف بقدر الإمكان في الاطمئنان على الأهل.
تعرفنا على مباحات الاعتكاف وأهم الآداب التي ينبغي للمسلم أن يتأدب بها حال اعتكافه، كما تعرفنا على حكم قضاء الاعتكاف.
المراجع
