ما هي أسباب آلام الرقبة والكتفين.. وكيفية التخلص منها؟

لم تعد آلام الرقبة والكتفين محصورة بفئة عمرية دون سواها، فقديماً كانت هذه الأوجاع ترتبط بالتقدم بالعمر، لكن  النمط الحالي للحياة العصرية جعلها مرض جيل الشباب. 

كل من اختبر آلام الرقبة، وبالتالي الكتفين يعلم أنها قادرة على تحويل حياته الى جحيم، إذ ينتقل الألم إلى مختلف أنحاء الجسد كالذراعين والظهر، تعتبر الرقبة من أكثر أجزاء العمود الفقري حركة وتحمل 15% من وزن الجسم، لكنها في الوقت عينه تحظى بحماية أقل من بقية أجزاء العمود الفقري.

ولا ينحصر هذا الداء بالمشاكل الصحية الفردية، بل بات مشكلة اقتصادية تعاني منها دول العالم، إذ تؤدي الآلام هذه إلى ما  يعرف «بالإعاقة عن العمل»، والتي تكلف دول العالم ما يفوق الـ50 مليار دولار، جراء الإجازات المرضية وتكاليف الرعاية الصحية.

أسباب ألم الرقبة

الإجهاد هو السبب الرئيسي لألم الرقبة بشقيه الجسدي والنفسي، فالجلوس لساعات طويلة خلف المكتب أو أمام الكمبيوتر أو عند الدراسة بطريقة خاطئة، تؤدي إلى هذه الأوجاع، كما أن الضغوطات الحياتية والمهنية وما تتركه من آثار نفسية سلبية من المسببات الرئيسية.

الجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو خلف المكتب، القيادة، حمل الأشياء الثقيلة النوم بشكل خاطئ، جميعها تؤدي إلى آلام الرقبة والكتفين، وتصيب عادة الذين يعملون في مهن تتطلب الوقوف لوقت طويل، أو العكس تماما الجلوس لساعات طويلة، وأيضا أصحاب المهن التي تتطلب نشاطاً بدنياً كبيراً أو الذين يعملون على الآلات الضخمة، القيادة تتسبب أيضا بها خصوصا حين تكون لمسافات طويلة.

الخاملون لهم حصتهم، إذ إن عضلاتهم التي اعتادت على الارتخاء لا تتفاعل بشكل صحيح مع أي نشاط مفاجئ، ولو كان من النوع البسيط جداً.

استخدام الوسادة غير المناسبة يساهم في ظهورها، كما أن وضعية النوم قد تؤدي إلى تفاقمها، خصوصاً إن كانت الوضعية تلك تضع الكثير من الضغط على منطقة الرقبة والكتفين، تقلبات الطقس والمكيفات، خلال فصل الصيف من العوامل المؤثرة، خصوصاً حين ينتقل الشخص من جو حار إلى آخر بارد، والعكس ما يجعل عضلات الرقبة والكتفين تتشنج.

في المقابل، هناك بعض الحالات التي قد تكون نتيجة التهاب عضلية مزمنة أو بسبب انزلاق غضروفي، حينها يمتد الألم ليشمل الكتفين، ويبدأ الشعور بالتنميل في أطراف اليدين والأصابع أو الساقين، وفي حالات نادرة، قد تكون ناجمة عن التهابات جرثومية في الفقرات نتيجة الإصابة بالبكتيريا.

الرقبة النصية

حصلت الآلام الناجمة عن استعمال الهواتف الذكية والأجهزة واللوحية على تسميتها الخاصة، «الرقبة النصية» Text Neck، فاستخدام الأجهزة الذكية الحديثة تتطلب الجلوس لوقت طويل، بحيث يكون الرأس منحنياً إلى الأمام، ما يؤدي إلى آلام الرقبة والكتفين والعمود الفقري، ويعد الشباب الفئة الأكثر عرضة للإصابة بها؛ لأن عمودهم الفقري يكون مرناً للغاية، كما تهدد الفئة العمرية الأكبر في حال قررت خوض التجربة الالكترونية ومطالعة الصحف لساعات طويلة.

والسبب هو أن رأس الشخص البالغ عادة يتراوح وزنه بين 4 إلى 6 كيلوغرامات، تؤثر على العمود الفقري بقوة تبلغ 13 كلغ عند إمالة الرأس إلى الأمام بزواية 15 درجة تقريباً، وكلما زادت درجة الانحناء، كما هي الحال لدى استعمال الهواتف والأجهزة اللوحية، فإن الزاوية تكون 60 درجة تقريباً، وتؤثر على الرقبة والكتفين والظهر بقوة تبلغ 27 كليوغراماً.

علاج آلام الرقبة والكتفين

الجلوس بطريقة سليمة هي نصف الحل، بحيث يكون الجزء الأعلى من الشاشة موازياً للعينين بشكل يمكنك من الاطلاع على كل المحتويات من دون الحاجة لتغير وضعية الجلوس، وضعية الجلوس يجب أن تكون مستقيمة، بحيث يلامس ظهرك ظهر الكرسي، مع إسناد المرفق على ذراع الكرسي.

الحركة هي العلاج الأمثل، فإن كانت تعمل لساعات طويلة، وقوفاً أو جلوساً، فإن منح نفسك راحة لدقائق معدودة للتريض قليلاً في أرجاء المكتب أمر في غاية الأهمية، تمارين الرقبة التي يمكن تنفيذها، خلال الجلوس أو الوقوف وهي النظر إلى أعلى ثم إلى أسفل ببطء أو القيام بحركة دائرية أو جانبية للرقبة كل نصف ساعة كفيلة بالحد من هذه الآلام ومنع تفاقمها.

كما يفضل اعتماد الوسادات الطبية التي تمنح الرقبة الراحة التي تحتاجها خلال النوم، أما الرياضات التي ينصح بها فالسباحة تأتي في المقدمة، ولمن لا يحبذ ممارسة الرياضة، فيمكن اعتماد النشاط البدني وصعود الأدراج عوض استخدام المصعد مثلاً.

خيار آخر يتمثل بالأكياس الدافئة التي تحتوي على مسحوق الحديد الذي يمنح درجة دفء تصل إلى 40 درجة، ويحافظ عليها لنحو ثماني ساعات، فالدفء يساهم باسترخاء العضلات والتخلص من التشنج وبالتالي الألم، وفي حال استمر الألم لأكثر من ثلاثة أشهر، فإن الحالة هنا قد تكون قد تحولت إلى مرض سريري يتطلب العلاج.

زر الذهاب إلى الأعلى