ما هو لقب الملك بيبرس

لقب الملك بيبرس هو موضوع مقالنا اليوم على مجلة رجيم حيث أن الظاهر بيبرس واحد من أشهر الملوك الذين تولوا حكم مصر وسوف نتحدث عبر هذا المقال عن كل ما يخص هذا الملك منذ ميلاده وحتى مماته مع توضيح أهم انجازاته و معاركه التي خاضها عبر السطور التالية.

لقب الملك بيبرس

الملك الظاهر بيبرس

يعرف باسم بيبرس العلائي البندقداري الصالحي النجمي، وقد أطلق على الملك الصالح أيوب اسم “ركن الدين”، وبالتحديد عندما كان في دمشق، واشتهر باسم الملك الظاهر بيبرس، كما أنه لقب نفسه هو، وكان لقبه في السابق أبو الفتوح، حيث أنه كان سلطان على دولتي الشام ومصر، وهو المؤسس لدولة المماليك، وكان ترتيبه رابع السلاطين بها.

وبدأ حياته وقتما كان مملوك بأسواق الشام وبغداد ويشتري ويبيع، حتى أن وصل به الأمر أن يصبح من أعظم السلاطين بالعصور الإسلامية الوسطى، ونحن اليوم من خلال مقالنا هذا سوف نجمع لكم بعض المعلومات الكثير من الظاهر بيبرس.

لقب الملك بيبرس

نبذة تعريفية عن الظاهر بيبرس:

  • ولد بالتقريب في عام 620هـ، وهو ما يوافق 1223م، وقد كانت حياة الظاهر بيبرس مليئة بالإنجازات، حيث أنه حقق العديد من الانتصارات الإسلامية على المغول وأيضاً الصليبيين، وذلك بداية من معركة المنصورة التي قد تمت في عام 1250م، وأيضاً معركة عين جالوت.
  • وكانت من أخطر المعارك التي قام بها في معركة الأبلستين، وقد كانت تلك المعركة ضد المغول عام 1277م، وعرف عنه خلال فترة حكمه أنه كان يقضي على الحشاشين، كما أنه قام بفرض سلطته على إمارة أنطاكية الصليبية وقام بالاستيلاء عليها.
  • كما أنه تولى حكم مصر بعد أن تم اغتيال السلطان سيف الدين قطز، وقد تم ذلك بعد أن عاد من معركة عين جالوت عام 1260م.
  • وفي خلال مدة حكمه لمصر، اهتم بالعمل على الازدهار بالخلافة العباسية في القاهرة، والتي تم القضاء عليها من قبل المغول، بمدينة بغداد، كما أنها قد قام بإنشاء تنظيم إداري جديد للدولة.
  • كان الظاهر بيبرس يشتهر بالذكاء العسكري، كما أنه كان دبلوماسي مرموق، وكان له دور كبير في القيام بتغيير الخريطة السياسية وأيضاً العسكرية بكافة المناطق التي تحيط بالبحر المتوسط.
  • وقد ترجع أصول الظاهر بيبرس إلى القبجاق، والتي يطلق عليها كازاخستان في تلك الوقت الحاضر، أما بالنسبة لأسمه فهو تركي ويحمل معنى الفهد.
  • الملك الصالح هو من قام بعتقه ومنحه لقب الأمير، حتى أن صار وقتها أمير، أما بالنسبة لشكله فقد كان شخص ضخم البنية وذات قامة طويلة، وكان يتمتع بشخصية قوية، كما أنه كان يمتلك عينين ذات اللون الأزرق.
  • استمر في مزاولة الحكم لمدة 17 عام، حتى أن وافته المنية وهو كان في عمر الخمسينات، وذلك عام 626هـ.

أصل الظاهر بيبرس ونشأته:

قد يختلف في أصله فبينما تذكر الكثير من المصادر العربية وأيضاً المملوكية بأنه تركي الأصل من القبجاق ويطلق عليها الكازاخستان في الوقت الحالي، ويطلق عليه اسم الظاهر بيبرس، واسمه تركي يؤلف من بي بمعنى أمير وبرس بمعنى فهد،  والكثير من الباحثين المسلمين بالعصر الحديث يشيرون بأن مؤرخي العصر المملوكي من عرب وأيضاً مماليك كما أنهم كان يعتبرون الشركس من الترك.

كما أنه كانوا ينسبون أي عبيد مجلوب من مناطق القوقاز والقرم، والقبجاق وقد ذكر المقريزي بأنه قد وصل حماة مع تاجر والقيام ببيع الملك المنصور محمد حاكم حماة، ولكن تلك الملك لم يعجبه فقام بارجاعه، وقام التاجر بالذهاب به إلى سوق العبيد في دمشق، وكان وقتها يبلغ من العمر 14 عام، وقام ببيعه بحوالي ثمان مائة درهم، ولكنه قد ارجعه للبائع لوجود عيب خلقي كان يوجد بإحدى عينيه مياه بيضاء، فقام بشرائه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري، ومن هنا أطلق عليه البندقداري.

لقب الملك بيبرس

أهم إنجازات الظاهر بيبرس:

  • قد قام بإنشاء جامع عريق في مدينة القاهرة، وقد أطلق على تلك الجامع جامع الظاهر بيبرس وهو مازال قائم حتى وقتنا الحالي.
  • اهتم الظاهر بيبرس اهتمام كبير بالزراعة، كما أنه أول من قام بإنشاء الجسور على نهر النيل، وقد أمر أيضاً بحفر الترع، كما أنه قام بإنشاء القناطر الخيرية.
  • وحرص على الاهتمام الجيد بالصناعة وبالأخص في كل ما يتعلق بصناعة معدات الجيوش سواء كانت آلات حربية وأيضاً ملابس.
  • وقد قام بالعمل على إصلاحات متعددة للحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وقد تم بناء مستشفى بها، وعمل على تجديد بناء مسجد إبراهيم عليه السلام وأيضاً بيت المقدس وقبة الصخرة.
  • يعرف بأنه أول سلطان مملوكي قام ببناء دار للعدل وجلس للمظالم.

الظاهر بيبرس و حملة لويس التاسع:

اشتهر الظاهر بيبرس عندما قام بقيادة جيش المماليك البحرية في معركة المنصورة، وكانت تلك المعركة ضد الصليبيين، في رمضان في عام 647هـ و1249م، وقد قام الفرنجة بهجوم كبير على الجيش المصري، مما كان سبب في مقتل لقائد الجيش “فخر الدين بن الشيخ”، مما أثر على ارتباك الجيش، وكادت أن تكون هذه كسرة، ولولا الخطة المحكمة لمصيدة المنصورة التي قام بترتيبها الظاهر بيبرس القائد الجديد للماليك البحرية والصالحية، وكانت بموافقة شجر الدر التي كانت في هذه الفترة الحاكمة الفعلية بعد أن توفي زوجها سلطان مصر الصالح أيوب، وفقد قام بقيادة الهجوم المعاكس لهذه المعركة ضد الفرنج، وقد كان السبب في نكبتهم الكبرى بالمنصورة، والتي تم فيها أسر الملك الفرنسي لويس التاسع والقيام بحبسه بدار ابن لقمان.

دور الملك بيبرس في النهضة المعمارية والتعليمية:

شهد الظاهر بيبرس نهضة معمارية وتعليمية كبيرة، حيث أنه حرص على الاهتمام الجيد بالعمل على تجديد الجامع الأزهري، وقد عمل على إعادة عراقة الأزهر، فقد شن حملات من التجميل والترميم، حتى أن عاد له مكانته وجماله مرة أخرى، وقد أعاد خطبة الجمعة والدراسة لجامع الأزهر، بعد أن هجر لفترة طويلة، وقد نصب حوالي 4 قضاة شرعيين، واحد من كل مذهب من مذاهب السنة الأربعة، حيث أن كان القضاء مقتصر على قاضي قضاة شافعي، وقد قام بالعمل على إنشاء الكثير من المؤسسات التعليمية التي تعمل على إنشاء المدارس في دمشق ومصر، كما أنه في عام  665 هـ و1267 م، تم إنشاء جامع يطلق عليه الظاهر بيبرس ومازال موجوداً حتى اليوم.

ما هي أهم صفات الظاهر بيبرس:

  • من أهم ما يتصف به الظاهر بيبرس هي الشجاعة والدهاء واٌقدام والكرم، وأيضاً الإحسان للفقراء وحب الخير.
  • كان يتسم بإكرام العلماء والاستماع لهم والسكون له عند النصح، كما أنه كان يفعل معه ذلك النووي وعز الدين بن عبد السلام.
  • وقد اتصف الظاهر بيبرس بأنه كان يتنقل في مملكته فلا يكاد أن يشعر به العساكر وهو بينهم، وقد قيل عنه أنه ما كان يتوقف أبداً عن شيء يبلغ غايته، ولكي يحمل الحصول عند الاستسلام له، وقد كان نجنح معتمد على سرعته وتنظيمه وشجاعته التي لا نهاية له، وكان يحمل شعار دولته الأسد، وقد نقش صورته على الدراهم.

وفاة الظاهر بيبرس:

توفي الظاهر بيبرس في يوم الخميس الموافق 27 من محرم 676 هـ و2 مايو 1277م، وكان يناهز عمر 54 عاماً، وبعد أن رجع من معركة الأبلستين ضد المغول في عام 675هـ و1277م، وقد تم دفنه في المكتبة الظاهرية في دمشق بعد أن استمر في الحكم لمدة 17 عام.

زر الذهاب إلى الأعلى