ماهو الاكتئاب , أسباب الاكتئاب , علاج الاكتئاب
ماهو الاكتئاب
الكلمة مأخوذة من كآب والكآبة سوء الحال و الانكسار من الحزن. كئب كآباً وكآبة واكتئابا وتعني حزن وانكسر ، وهو كئيب والكآبة تصيب النفس بالانكسار من شدة الحزن.
اصطلاحا:
لقد اهتم الكثير بالاكتئاب لذا نجد تعاريف عديدة له فقد عرفه “دافيد ستات “ بأنه واحد من المظاهر أو الأشكال العامة للاضطراب الانفعالي الذي قد تختلف كثافته من مجرد أزمات وهموم الحياة اليومية إلى الحياة العقلية لليأس التام وهو يتصف بالكآبة وانخفاض النشاط العام .
الاكتئاب هو الاضطراب في الحياة النفسية ويعبر عنه أساسا بالحزن الشديد ويكون مصحوبا بالقلق وشعور بالحزن والذنب.
ويعرف في معجم علم النفس على أنه حالة مرضية مزمنة نسبيا تتميز بالدرجة الأولى بالكآبة وانخفاض في الجهد والطاقة.
أما “روكلين ” فقد ذهب في تعريفه للاكتئاب على أنه حالة مزاجية تتسم بالإحساس بعدم القيمة و الشعور بالكآبة والتشاؤم ونقص النشاط.
ويعرف “سيغموند فرويد”: الاكتئاب على أنه حالة عصبية يثيرها فقدان عزيز وتتسم بالقلق و انتقاد الذات والحط من شأنها واستكثارها فالاكتئاب عصاب يغطيه القلق بمزاج من التعاسة والأفكار غير السارة. ويعرف بيك 1990 الاكتئاب على أنه افتقاد للتعزيز الإيجابي ،حيث يرى أن السبب في الاكتئاب يعود إلى المعارف السلبية بل إلى الاضطراب المعرفي إضافة إلى وجود عطب بيولوجي مع التاريخ الشخصي للفرد ، والمنبهات الحالية القادرة على توليد الاكتئاب.وتعريف عبد الفتاح الكافي: هو الشعور بالإحباط والحزن والتعاسة وتزداد نسبته ومدته لدى الشخص المكتئب على الفترة المعتادة ،ولو أن الفرد سويا تعرض لمثل هذه الواقعة لاستجاب لها بدرجة أخف من الانفعال.
ويعرف محمد عبد الظاهر الطيب الاكتئاب بأنه : عصاب يغطيه القلق بمزاج من التعاسة و الأفكار غير السارة بالإضافة إلى العجز عن مجارة الحياة اليومية وضعف الطاقة وصعوبة التركيز وسرعة الإنهاك واضطراب النوم عادة .
وبالنسبة لعبد الحميد محمد الشاذلي: يعرف الاكتئاب بأنه حالة من الحزن الشديد المستمر نتج عن ظروف أليمة وتعبر عن شيء مفقود وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه. نستنتج من خلال ما سبق أن الاكتئاب هو حالة من الحزن الشديد المستمر نتج عن صدمات انفعالية شديدة ويعرف إجرائيا من خلال الدرجات التي تتحصل عليها المرأة العانس على مقياس “بيك للاكتئاب” .
أسباب الاكتئاب
1.2الأسباب النفسية :
تتدخل عدة أسباب في نشوء الاكتئاب من بينها الأسباب النفسية كالانفعالات المكبوتة والقلق والصراع والإحباط ويمكن أن نذكر الصراع الموجود داخل النفس الذي يحدث نتيجة لتعارض رغبتين لدى الإنسان أو تعذر
إشباع حاجتين في وقت واحد ،وفي داخل كل واحد منا بين القيم والدوافع المختلفة وبين الطموحات والتطلعات وبين الواقع والقدرات ذلك بالإضافة إلى جوانب أخرى للصراع مثل إشباع الدوافع الجنسية ومن العوامل النفسية أيضا ما يحدث في فترة الطفولة المبكرة من خبرات أليمة حيث تولد هذه الصدمات قدرا من الحساسية النفسية تمهد لظهور الاضطراب النفسي فيما بعد،كذلك الإحباط الذي يعاني منه أي إنسان نتيجة لإدراكه بوجود عائق ما يحول دون تحقيقه لرغباته ومصالحه وتكون الاستجابة لهذا الإحباط هي الشعور بخيبة الأمل والمحصلة النهائية في الغالب تكون حالة مرض كما أن الانفعالات المكبوتة تكون مصدر للقلق والتوتر والاكتئاب لكثير من الناس وعدم قدرتهم على التعبير عن انفعالاتهم في وقتها ويتم كبت هذه المشاعر فتؤدي عندما تتراكم في النهاية إلى أثار سلبية على الصحة النفسية لذلك فيشجع دائما التعبير عن المشاعر و الانفعالات بحرية وعدم كبتها حتى لا تسبب اضطرابات نفسية.كما نذكر التوتر الانفعالي والظروف المحزنة والخبرات الأليمة والكوارث القاسية والانهزام أمام الشدائد. ويؤثر الحرمان أيضا على نفسية الفرد فيكون الاكتئاب استجابة لذلك كفقد الحب والمساندة العاطفية وفقد حبيب أو فراقه وفقد وظيفة أو ثروة أو مكانة إجتماعية أو كرامة أو شرف أو الفقر الشديد.
2.2
الأسباب الاجتماعية :
نذكر منها الأساليب الوالدية اللاسوية في التنشئة كإهمال الأبناء ونبذهم و القسوة الشديدة عليهم الخصائص المزاجية الاكتئابية للوالدين أو أحدهما ،التفكك الأسري و الانفصال المبكر للوالدين أو عنهما ،الخلافات الوالدية الشديدة و اضطراب المناخ الأسري.
3.2
الأسباب الوراثية :
تؤكد العديد من الدراسات أن عدد الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب في أسرة المريض يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف عن الأسرة العادية وهذا يؤكد العامل الوراثي في مرض الاكتئاب ويلاحظ الارتباط بين الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الشخصية الاكتئابية التي لديها استعداد وراثي للإصابة بالاكتئاب، وفي دراسات أخرى أجريت على التوائم تبين أن الاستعداد الوراثي للاكتئاب يوجد لدى التوائم بغض النظر عن الظروف المحيطة بها مما يؤكد وجود عامل وراثي قوي يؤدي إلى انتقال الاكتئاب بالوراثة.
4.2الأسباب الكيميائية:
1.4.2الأمينات الدماغية:
عن “محمد الحجار” حيث أكد “كرين ” 1975 أن النتائج العلاجية للأدوية المضادة للاكتئاب والتقنيات الدوائية العصبية قد دلت أن التغيرات التي تطرأ على تصنيع الأمينات الدماغية أو مستوياتها و استقبالاتها دوبامين؛ سيروتونيوم؛ نورأدرنلين، أحادي أمين، أوكسيداز، أي مواد النقل العصبي في مناطق الاشتباك للخلايا العصبية هذه التغيرات يفتر ض أنها تلعب دورا هاما في حدوث الاكتئاب ؛ ويمكن تحري هذه التبادلات الأمينية من خلال تحليل مستقبلاتها في البول و الدم والسائل الشوكي.
2.4.2 الشوارد :
من المعروف أن كمون العمل والراحة و الخلايا العصبية و العضلية تسيطر عليها مستويا ت تركيز الصوديوم و البوتاسيوم و غيرها من الشوارد و لهذه الشوارد أيضا تأثير على إستقلاب مواد النقل العصبية وحسب محمد الحجار قد أثبت كل من كوبن Koppen وجماعته سنة 1977 وجود اضطراب في الصوديوم و البوتاسيوم في الاكتئاب الذهاني أي زيادة الصوديوم داخل الخلايا ويستوي الصوديوم بعد الشفاء ؛ أما البوتاسيوم فتنخفض نسبته داخل الخلايا نتيجة لزيادة الصوديوم إلى ما دون المستوى السوي للكالسيوم.
وحسب قول محمد الحجار وجد فلاش 1970 تناقضا في إفراز البول للكالسيوم عند مرضى الاكتئاب خلال فترة الشفاء.
3.4.2 النواقل العصبية :
في السنوات الأولى من أبحاث الاكتئاب جرى الاعتقاد أن الناقل العصبي النور فيرين هو الناقل الأبرز المسؤول عن الاكتئاب ؛ فهو يؤدي دورا أساسيا في الاستجابات العاطفية ويقع في المساحات التي يتضاءل فيها نشاط الدماغ أثناء فترات الاكتئاب؛ واستنتج العلماء أن الاكتئاب ينجم عن تضائل مستويات النور فيرين وباشرت شركات العقاقير بتطوير الأدوية المضادة للاكتئاب تعمل أساسا على زيادة نشاط النور فيرين في خلايا الدماغ.
4 .4 .2 الهرمونات :
يسبب الخلل في وظيفة الجهاز الغدي اضطرابات في المزاج ويظهر كمثال على هذا الاضطراب الاكتئابي عقب الولادة والذي يحدث نتيجة الهبوط الشديد في مستويات هرمون البروجيستيرون المصنع في المشيمة؛ كما يجمع معظم الباحثين عن وجود فرط في النشاط القشري للغدة الكظرية عند مجموعة من مرضى الاكتئاب وارتفاع مستويات الكورتيزول لديهم.
2 .5 الأسباب البيئية :
يظهر الاكتئاب عقب مواقف الحياة كوفاة أحد الوالدين أو بعد التعرض لحوادث أو لعمليات جراحية؛ وقد يكون بسبب تصدع الأسرة وانفصال الزوجين والحرمان والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية وغيرها من مواقف الحياة.
1.3 أعراض نفسية:
يظهر على المكتئب عدة أعراض كالشعور بالهم و الأسى والشعور بالذنب وتأنيب الضمير ويبحث المكتئب على أي مسألة في حياته سواء في الحاضر أوفي الماضي ثم يحاول أن يتصيد لنفسه خطأ ويتهم نفسه بالتقصير و تبدأ لديه حالة أليمة من اللوم والتأنيب ويكون فيه قاسيا للغاية مع نفسه ورغم أن كل هذه الأفكار وهمية إلا أن مريض الاكتئاب يشعر في قرارات نفسه أن ما يعقده شيء حقيقي ومهما كانت الجهود بإقناعه بغير ذلك فإنه لا يغير هذا الأسلوب المرضي في التفكير ومن شأن الشعور بالإثم و تأنيب الضمير أن يزيد من الآلام المريض المكتئب ويؤدي إلى تفاقم حالته وشعوره باليأس الذي يدفعه أحيانا إلى الخروج من هذا العذاب قاتل التفكير في الانتحار.
إن المرضى بالاكتئاب يبكون باستمرار ويسيطر عليهم دائما الحزن الشديد لدرجة أنهم لا يتمكنون من أن يفكروا بشيء أخر غير الحزن ويشعرون بأن الحياة لا قيمة لها ويتهمون أنفسهم بالانحطاط والدونية والحقارة.
قد يمر الإنسان بحالة من هبوط المعنويات ويعيش لحظات حزن أو ضيق لسبب أو لأخر هذا الشعور يطلق عليه بالإحساس بالاكتئاب وهو شعور يقدم نفسه كحالة من عدم الارتياح وبالميل إلى التشاؤم وهو شعور ينتاب الإنسان من وقت إلى أخر نتيجة لأحداث الحياة وهموم المعيشة أو نتيجة لظروف عائلية أو إجتماعية طارئة.
2.3 أعراض سلوكية:
– تجنب الناس وعدم الخروج من المنزل ( تفضيل العزلة(
– إهمال الأعمال المنزلية،وعدم القيام بالأنشطة اليومية المعتادة .
– الصراخ والغضب لأتفه الأسباب والخلافات الكثيرة وفقدان القدرة على التحكم في النفس.
3.3 أعراض جسمية:
تظهر لدى المكتئب ملامح الحزن حيث يظهر الإرهاق في العينين ولا يستطيع رفع عينه ويبدو كأن المريض غير قادر على رفع فكه ،يصبح المكتئب مقوس أو محني الظهر لا يستطيع تحريك يديه بسبب الشعور بالتعب و الإنهاك لأدنى عمل يقوم به ، يتكلم بصوت منخفض ويكون كلامه متقطع .من الأعراض البدنية التي تظهر على المكتئبين ،نقص القدرة الجنسية فيشكو الرجال من الضعف الجنسي والنساء تشكو من البرود الجنسي، الإجهاد والتعب عند بذل أي مجهود دون وجود مرض عضوي أو صحي يبرر ذلك الشعور .
تصاب وظائف القلب و الدورة الدموية بالاضطراب وهبوط ضغط الدم ،الشكوى من عسر الهضم و آلام البطن والإمساك الشديد وفقدان الشهية ،الإصابة بالصداع وآلام الظهر و آلام المفاصل دون سبب يذكر.
4.3 أعراض المعرفية:
يظهر في الإدراك السلبي للبيئة والتفكير الانهزامي بحيث لا يمكن عزل الاكتئاب عن الطريقة التي يفكر بها الشخص ويدرك من خلالها الأمور وعما يحمله من أراء ومعتقدات عن نفسه وعن الأحداث الخارجية التي يمر بها فالمكتئب يرى ويصف نفسه ب:
.1 القصور وعدم اللياقة والنقص.
.2 ينسب ما يمر به من خبرات غير سارة إلى عوامل شخصية كالقصور العقلي أو أنه قاصر اجتماعيا.
3. شكاوي متنوعة وعدم القدرة على التفكير أو التركيز وبطء التفكير.
.4تفكير متكرر بالموت وأفكار انتحارية .
الاكتئاب كالتالي:
.1 المزاج المكتئب .
.2 فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالحياة.
.3نقص أو زيادة الشهية للطعام أو نقص الوزن.
.4 أرق وقلة النوم أو الإفراط فيه.
.5 تأخر نفسي حركي.
.6 فقدان الطاقة والنشاط والإنهاك.
7. الشعور بالرداءة وعدم الجدارة والذنب ولوم الذات.
.8 نقص التركيز والخبرة والإدراك.
9. التفكير في الموت ومحاولة الانتحار. وقد شملت أعراض الاكتئاب بصفة عامة على ما يلي :
المزاج الاكتئابي يطابق الشعور بالحزن كثيراً في اليوم .
انخفاض ملحوظ في الفائدة أو المتعة في جميع الأنشطة للمريض.
خسارة أو زيادة الوزن .
التعب أو فقدان الطاقة تقريباً كل يوم .
صعوبة التركيز.