لماذا سمي عيد الاضحى بهذا الإسم

لماذا سمي عيد الاضحى بهذا الإسم, العيد هو اشارة الى البهجة و الفرح و السرور، و الاستمتاع بكل ما اباحه لنا الله تعالى من طيبات ، فالعيد هو فرصة جديدة لنا لتقوية وتنمية صلات الرحم و التعاون بيننا ، و للعطف على الفقراء ، و المساعدة على قضاء حوائج كل من هو محتاج ، لذلك يعتبر العيد من المناسبات الدينية و الاجتماعية المهمة في حياتنا . يحتفل المسلمون كل سنة بعيدين ، ألا و هما عيد الفطر و عيد الأضحى ، و عادة ما ترتبط الاعياد لدينا باداء فرض ديني ، فعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان ، و عيد الأضحى يأتي بعد اداء فريضة الحج، و هنا نستطيع القول بأن العيد هو فرحة بالتوفيق في اداء الفرائض .

تعريف ومعنى عيد الأضحى

إنّ عيد الأضحى وهو أهمّ عيد عند المسلمين، ويأتي قبله بيوم وقفة عرفة، ويكون تاريخه في العاشر من ذي الحجّة، حيث يقف الحجّاج المسلمون لتأدية مناسك الحجّ، وهو ذكرى قيام نبي الله إبراهيم عليه السّلام بالاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى، عندما أراد أن يقوم بذبح ابنه سيّدنا اسماعيل حسب ما طلب الله منه، تقرباً لله عزّ وجلّ، حيث يقوم المسلمون في هذه المناسبة بذبح خروف، أو بقرة، أو عجل، وتوزيع هذه الأضحية على الفقراء، والمحتاجين، والأهل، والأقارب، وهذا سبب تسميته بعيد الأضحى، وتكون مدّة العيد هي أربعة أيّام، وعيد الفطر هو يوم واحد فقط، فقد روى أبو داوود و الترمذي في أنّ النَّبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – أتى للمدينةَ، وكانوا يلعبون لمدّة يومين فيهما، فقال رسول الله:” قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى “.

لماذا سمي عيد الاضحى بهذا الإسم

في هذا الجزء من المقال عبر مجلة رجيم  نتحديث عن عيد الأضحى ، و لكن لماذا سمي بهذا الاسم ؟

عيد الأضحى هو عيد يحتفل به المسلمون ، و الذي يصادف يوم 10 ذو الحجة أي بعد انتهاء وقفة يوم عرفة ، ذلك اليوم الذي يقف فيه الحجاج لأداء مناسك الحج ، و ينتهي يوم 13 ذو الحجة ، و مدّته الشرعية هي أربعة أيام ،لأنه يلي يوم العيد أيام التشريق الثلاثة ، بينما عيد الفطر مدّته يوم واحد فقط ، و يرى جمهور العلماء أنّ الصوم في أيام العيد باطل .

سبب تسميته بعيد الأضحى

و قد سمي عيد الأضحى بهذا الاسم ليذكّرنا بقصة سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما أراد ذبح إبنه اسماعيل عليه السلام ، كما شاهد نفسه يفعل في الرؤيا امتثالاً لامر الله تعالى ، و لكن الله عزوجل فداه بكبش ، قام سيدنا ابراهيم بذبحه تقربا الى الله تعالى ، لذلك يقوم المسلمون بذبح أحد الأنعام ( بقرة ، خروف ، شاه ، ناقة ) تقرباً الى الله تعالى ، و توزيع لحومها على الفقراء و المحتاجين و الأقارب و أهل البيت ، اقتداءً بسيدنا ابراهيم عليه السلام .

يبدأ المسلمون بالانتشار بعد صلاة عيد الأضحى ليقومو بذبح الأضاحي ، و زيارة الاقارب ،و تقديم التهنئات بمناسبة العيد .

عيد الأضحى له تسميات مختلفة ، فيطلق عليه اسم يوم النحر ، وفي الأردن و فلسطين و لبنان و مصر و سوريا و تونس و العراق و ليبيا و الجزائر بالعيد الكبير ، و في البحرين يسمى عيد الحجاج ، وفي إيران يطلق عليه اسم عيد القربان .

وقد روى الترمذي في كتابه سنن الترمذي، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” يومُ عرفةَ ويومُ النّحرِ وأيّامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ “.

التكبير في عيد الأضحى

إنّ التّكبير في العيدين هو سنّة عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو آكد في الفطر، وذلك لقوله سبحانه وتعالى:” ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون “، البقرة/185، ووقته في الفطر يبتدئ من رؤية هلال شوّال، أي منذ غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك، حيث قال ابن عباس:” حقّ على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبّروا “، وأمّا التكبير فينتهي في الفطر عند خروج الإمام إلى الصّلاة.

قال ابن قدامة:” قال أبوالخطاب: يكبّر من غروب الشّمس ليلة الفطر إلى خروج الإمام إلى الصّلاة في إحدى الرّوايتين، وهو قول الشّافعي، وفي الأخرى إلى فراغ الإمام من الصّلاة “، وقال مالك:” يكبّر عند الغدوِّ إلى الصّلاة ولا يكبّر بعد ذلك “، وأمّا الرّاجح فهو القول الأوّل، وهذا هو مذهب الجمهور.

ويكون التّكبير في عيد الفطر مطلقاً غير مقيّد، فيكبّر في السّوق، أو في الطريق إلى البيت، أو في البيوت، أو في المساجد، وغير ذلك، وأمّا في عيد الأضحى، فالتكبير يكون فيه مطلقاً ومقيّداً، فأمّا المقيّد فيكون في أدبار الصّلوات، من صلاة الصّبح في يوم عرفة، إلى عصر آخر أيّام التّشريق، والمطلق يكون في جميع الأوقات، ولا يخصّ بمكان، فيكبّر في السّوق، أو في الطريق ونحو ذلك، وزمنه يكون من أوّل هلال ذي الحجّة حتى آخر أيّام التّشريق، وذلك لقوله سبحانه وتعالى:” ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيّام معلومات “، الحج/28، وأمّا الأيّام المعلومات فهي أيّام العشر، والمعدودات هي أيّام التشريق، وأيّام التشريق هي ثلاثة أيّام بعد يوم الأضحى، وقال القرطبي:” وقد روي عن ابن عبّاس أنّ المعلومات العشر، والمعدودات أيّام التّشريق، وهو قول الجمهور “.

صلاة العيدين

إنّ صلاة العيد هي ركعتان، يدخل وقتها بعد أن ترتفع الشّمس قدر رمح، وقد حدّده العلماء بزوال حمرتها، وينتهي وقتها عند زوال الشّمس، وأمّا هيئتها فهي أن يكبّر المسلم في الرّكعة الأولى سبعاً من غير تكبيرة الإحرام، ثمّ يقرأ في الرّكعة الأولى بعد الفاتحة سورة الأعلى، أو سورة ق، وأمّا في الرّكعة الثّانية فإنّه يكبّر خمساً، ويقرأ بسورة الغاشية أو بسورة القمر، وبعد الصّلاة فإنّ الإمام يخطب خطبةً يذكر فيها النّاس ويعظهم.

والدّليل على ذلك هو ما روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله قال:” كان النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، وأوّل شيء يبدأ به الصّلاة، ثمّ ينصرف فيقوم مقابل النّاس، والنّاس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثاً أو يأمر بشيء أمر به ثمّ ينصرف “.

السنن المستحبة قبل الصلاة وبعدها

إنّ من السّنن المستحبة التي يقوم بها المسلم قبل صلاة العيدين أو بعدها، ما يلي:

  • أن يكبّر بعد غروب شمس آخر يوم من أيّام رمضان إلى خروج الإمام للصلاة، قال سبحانه وتعالى:” …. وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ “، البقرة/185، وأمّا صفة التّكبير فتكون بأن يقول: الله اكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، فعن الزهري قال:” كان النّاس يكبّرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتون المصلى وحتى يخرج الامام، فإذا خرج الامام سكتوا فإذا كبر كبروا0 “، رواه ابن أبي شيبة.
  • أن يغتسل المسلم قبل أن يخرج إلى المصلى، فقد ثبت عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ:” أنّه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى “، رواه مالك في الموطأ.
  • أن يتزيّن المسلم في العيدين في لباسه، فعن عبد الله بن عمر قال:” أخذ عمر جبّةً من إستبرق تباع في السّوق، فأخذها، فأتى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – فقال:” يا رسول الله! ابتع هذه، تجمّل بها للعيد والوفود. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّما هذه لباس من لا خلاق له.. “، متفق عليه.
  • أن يأكل المسلم قبل أن يخرج إلى المصلى في عيد الفطر، فقد روى البخاري من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ …. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا “.
  • أن يذهب المسلم إلى الصّلاة من طريق، ويعود من طريق آخر، وذلك لما رواه البخاري في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:” كَانَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ “.
  • أن يذهب إلى المصلى ماشياً غير راكب، وإن ذهب راكباً فلا حرج عليه أيضاً، فقد روى ابن ماجه وحسّنه الألباني عن ابن عمر قال:” كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يخرج إلى العيد ماشياً ويرجع ماشياً “.

زر الذهاب إلى الأعلى