لماذا حدث ثقب الأوزون ؟ وما المقصود بطبقة الأوزون ؟

ثقب الأوزون كارثة بيئية تهدد مستقبل الحياة على سطح كوكب الأرض والكارثة في تنامي مستمر فما الأسباب التي أنتجتها وتسببت في ثقب الأوزون

لماذا حدث ثقب الأوزون لماذا حدث ثقب الأوزون

ثقب الأوزن كما يعرفه العلماء هو أحد من الظواهر البيئية، لكن إن أردنا البحث عن التعبير الأدق والأصلح للوصف، فربما علينا القول بأن ثقب الأوزون كارثة بيئية، وبكل المقاييس هو كذلك، فمن المعروف أن طبقة الأوزون في الغلاف الجوي، مسئولة عن حماية الأرض وسكانها من العديد من المخاطر، من بينها أنها تمنع نفاذ أشعة الشمس شديدة الخطورة إلى الأرض، والتي من بين أضرارها هدم جهاز المناعة لدى الجنس البشري، كما تزيد من احتمالات تعرض الإنسان لخطر سرطان الجلد، أما الحيوانات فأنواع عديدة منها سيكون الانقراض مصيرها، بعد أن تنخفض القدرة الإنتاجية للأرض بسبب أشعة الشمس النافذة، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي لكافة الكائنات الحية، وبجانب ذلك كله فأن العلماء يؤكدون على أن ذلك سيصحبه اختلال عام بالمناخ.. ولكن السؤال الأهم هنا هو ما الذي أدى بنا إلى كل ذلك؟ ما الأسباب التي جعلت الحياة على سطح هذا الكوكب مهددة لهذا الحد؟..

ثقب الأوزون .. ما الأسباب التي قادت إليه ؟

التهديد الذي يواجه الأرض بسبب حدوث ثقب الأوزون ،لم ينتج عن سبب واحد بل جاء نتيجة مجموعة عوامل، ولكن قبل التطرق إليها، لابد أن نعرف أولاً ما هي طبقة الأوزون وما المقصود بثقبها.

طبقة الأوزون :

الأوزون هو غاز ذو لون مائل إلى درجات الأزرق، يتكون من اتحاد ذرات أكسجين ثلاثة وكيميائية هو O3، ذلك الغاز يتوفر في الغلاف الجوي للأرض بنسبة ضئيلة نسبياً، ويُعد أحد المركبات الغازية السامة واستنشاقه يؤدي إلى أضرار صحية عديدة، وهو في الأساس يتواجد في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وتحديداً في طبقة الستراتوسفير مساهماً في إحداث التوازن الكوني، حيث تعد هذه الطبقة بمثابة فلتر لأشعة الشمس، تسمح بمرور حرارة وضياء الشمس التي تشكل أساس الحياة على الأرض، وفي ذات الوقت تعيق الأشعة الضارة مثل الأشعة فوق البنفسجية، والتي هي كفيلة على المدى الطويل بإنهاء مظاهر الحياة على سطح ذلك الكوكب.

ثقب الأوزون .. ماذا يكون ؟

ثقب الأوزون اختصاراً هو أحد الظواهر البيئية الخطيرة، والتي تم الكشف عنها من قبل العلماء في العصر الحديث، وهي تعني تآكل طبقة الأوزون وتقلصها بنسبة كبيرة ومعدل سريع، خاصة بالمنطقتين الواقعتين فوق القطبين الشمالي والجنوبي، أما عن مسببات ثقب الأوزون فهي متعددة وتنقسم فيما بينها إلى نوعيين رئيسيين، أولهما العوامل الطبيعية منخفضة التأثير والتي تجرى منذ ملايين السنين، متمثلة في الأعاصير والنشاط الشمسي وغيرها، أما النوع الثاني والذي يتسم بالتأثير الضار البالغ، فأنه يتمثل أساساً في الثورة الصناعية والطفرة التكنولوجية، وما نتج عنها من عوامل أدت إلى تلوث الهواء والبيئة بصفة عامة، وتسببت في حدوث الكثير من الاختلالات البيئية منها ثقب الأوزون

مسببات ثقب الأوزون :

كما سلف الذكر فأن العوامل المسببة لـ ثقب الأوزون عديدة، ولكن العوامل الخمسة الأخطر والأقوى تأثيراً هم :

1- مركبات الكلوروفلوركبون :

هذا النوع من المركبات الكيميائية أي مركبات الكلوروفوركبون، تعد هي المسئول رقم واحد عن إحداث ثقب الأوزون ،السبب في ذلك أن هذه المركبات تستخدم في كثير من الصناعات، ورغم المحاولات الحكومية الجاهدة للحد من استخدامها، بهدف تأثير الضرر الناتج عنها وإيقاف تمدد ثقب الأوزون ،إلا أن هذه المحاولات جميعها انتهت بفشل ذريع، والسر في ذلك هو أن هذه المركبات وإن كانت الأكثر ضرراً، إلا أنه في -الوقت ذاته- الأرخص سعراً.

وفقاً لآخر الدراسات الإحصائية التي جرت في هذا الصدد، فأن تلك المركبات المُحدثة لـ ثقب الأوزون ،قد بلغ معدل الإنتاج العالمي منها قرابة الـ 1500 مليون طن، حوالي 980 ألف طن منها من الأنواع شديدة التأثير على طبقة الأوزون، أما عند الدول الأكثر إنتاجاً لتلك السموم التي تجعل طبقة الأوزون تتآكل، فتأتي الولايات المتحد على رأس القائمة المنتجة له، إذ بلغ معدل استهلاكها لمركبات الكلوروفلوركبون حوالي 350 مليون طن لكل عام، ومع التطور التكنولوجي وحدوث الطفرة الصناعية الكبرى خلال السبعينات، تضاعفت كمية مركبات الكلوروفلوركبون المتراكمة بالهواء ثلاث أضعاف، وذلك خلال مدة زمنية لا تتجواز عشر سنوات وتحديداً بين عام 1970م و1980م.

يتم الاستعانة بهذا النوع من المركبات الكيميائية في عمليات التبريد، كذا تستعمل كمبيدات للحشرات وآفات المحاصيل الزراعية، ومنها ما يستغل في عمليات الدفاع المدني ومكافحة الحرائق، وكافة هذه المركبات على اختلاف أنواعها تعمل على تفكيك الأوزون، وتحوله إلى غاز الأكسجين مما يؤدي إلى تقلصه واتساع رقعة الثقب به.

2- الانفجارات البركانية :

انفجار البراكين من العوامل الطبيعية المؤثرة سلباً على الأوزون، ولا يمكن -بأي حال- إغفال دورها في إحداث ثقب الأوزون، حتى وإن كان ذلك التأثير جزئي وأقل من تأثيرات العوامل الأخرى.. وينتج ذلك نتيجة المركبات الكيميائية الضارة، التي يخلفها النشاط البركاني والتي تنبعث من فوهة البركان عند انفجاره، فالبركان النشط يقذف الغلاف الجوي حوالي 6 ملايين من أطنان كبرتيد الهيدروجين سنوياً، بجانب حوالي 10 أطنان من كلوريد الهيدروجين، وترتقي تلك المركبات عند قذفها إلى طبقات الهواء العليا، وحينها يحدث التفاعل بين حمض الكبريت والكلور مع الأوزون، وذلك عند بلوغهما إلى طبقة الستراتوسفير، الأمر الذي يترتب عليه اتساع فجوة ثقب الأوزون ،نتيجة لتآكل ذراته ومركباته عند تفاعلها مع مخلفات البراكين.

تم اعتبار البراكين من مُسببات ثقب الأوزون ابتداءً من عام 1982م، وذلك بعد أن تم إثبات تأثيرها السلبي على الأوزون علمياً، وكان هذا بعد أن اندلع بركان الشيكون الواقع بدولة المكسيك في نفس العام، كما تم التأكيد على أن تأثير مخلفات البراكين على الأوزون جزئي أو محدود، وهذا لأن البراكين متواجدة على سطح الأرض منذ ملايين السنين، ومع ذلك لم تكن السبب الرئيسي في إحداث ثقب الأوزون ،مما يعني أن تأثيرها محدود نسبياً وغير ملموس بشكل كبير.

3- عوامل جيوفيزيائية :

قد يكون عبث الإنسان بالطبيعة هو المسبب الأول لدمارها، لكنه بالتأكيد ليس المسبب الوحيد لكل ما أصابها من أضرار، فقد ضم العلماء العوامل الجيوفيزيائية إلى قائمة مسببات ثقب الأوزون ،وأكدوا على أن هبوب العواصف والأعاصير من ضمن مسببات ذلك الدماء، بالطبع تأثيرها أقل ضرراً بنسبة كبيرة من المركبات الكيميائية، لكن لا يمكن إغفال دورها في حدوث ثقب الأوزون ،خاصة بالنسبة للمنطقة الواقعة عند القطب الشمالي من كوكب الأرض، ويعد النشاط الشمسي هو أكثر تلك العوامل تسبباً في ثقب الأوزون

4- التجارب النووية :

لا شك أن مصطلح “نووي” يقترن دوماً بمصطلح “الدمار”، لكن ربما أن الدمار الناجم عنه أكثر تعدداً مما نتخيل، فالدراسات العلمية التي تناولت ثقب الأوزون ومسبباته، وجدت أن التجارب العسكرية النووية من أخطر مسببات ثقب الأوزون، وخاصة تلك التجارب النووية التي تجرى في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، بل أن بعض الدراسات تشير إلى أن ذلك هو السبب الأخطر على الإطلاق، وتحديداً هي المسئولة عن 20 : 70% من الضرر الذي لحق بالأوزون.

5- أكاسيد النيتروجين :

النسبة الآمنة لتواجد أكاسيد النيتروجين بالغلاف الجو حسب تقدير العلماء، أن تكون بمعدل 3 أجزاء فقط في كل مليون جزء، وبحد أقصى 10 أجزاء لكل مليون جزء، أما الواقع فأن نسبة مركبات أكاسيد النيتروجين بالجو في تزايد مرعب، يتوقع العلماء أنها خلال فترة زمنية وجيزة قد تصل إلى 30 مليون طن، الأمر الذي يهدد باتساع رقعة ثقب الأوزون في الغلاف الجوي، حيث أن هذه المركبات ومنها أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين السام، تتفاعل مع أشعة الشمس فوق البنفسجية فتتبدل خواصها وتركيبتها، فتتحول في النهاية إلى مجموعة من مركبات الفورم ألدهيد، والتي لها تأثير سلبي بالغ على سلامة طبقة الأوزون.

كلاحظة : يمكن كتابعة حالة ثقب الازون على موقع ناسا على الرابط التالي :
http://ozonewatch.gsfc.nasa.gov/

زر الذهاب إلى الأعلى