كيف يكون لك بيتاً في الجنة

الجنة هي الغاية التي يرجوها كل مسلم ، و يتمناها كل مؤمن ، و لا يتوصل الى الجنة إلا بالزهد في الدنيا ، و تفضيل الآخرة عليها ، قال احدالزهاد : لو كانت الدنيا ذهب يفنى و الآخرة خزف يبقى ، لكان أولى للعاقل أن يؤثر الخزف الذي يبقى على الذهب الذي يفنى ، فكيف و الآخرة ذهب يبقى ، و الدنيا خزف يفنى .

و من فضل الله تعالى على المسلمين و اكرامه لهم أن جعل الثواب الجليل على العمل القليل ، و الأجر العظيم على قليل العمل ، فسبحانه كريم ذو عطاء ، و هناك اعمال أخبرنا الله و رسوله أن ثوابها بيت في الجنة ، هل تدرون ما هي بيوت الجنة ؟

بيوت الجنة ليست كبيوت الدنيا ، بل هو بيت بناؤه لبنة من ذهب و لبنة من فضة ، و ملاطها المسك ، لولا ان الله قدر على أصحاب الجنة أن لا يموتوا لماتوا منمشاهدة حسن قصورهم و بيوتهم في الجنة .

كيف تبني لك بيتا في الجنة
كيف تبني لك بيتا في الجنة

انها الجنة يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمِ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا» رواه مسلم.

وبناؤها اللبنات من ذهب           وأخرى فضة نوعان محتلفان

وقصورها من لؤلؤ وزبرجد       أو فضة أو خالص العيقان

وكذاك من درٍّ وياقوت به              نُظم البناءُ بغاية الإتقان

والطين مسك خالص أو زعفرا     ن جا بذا أثران مقبولان

ليسا بمختلفين لا تنكرهما           فهما الملاط لذلك البني

أعمال تبني بها بيتاً في الجنة

بناء المساجد

بناء بيوت الله في الأرض للصلاة و الذكر ، يكافئ الله من يبنيها ببيت في الجنة ، فالجزاء من جنس العمل ، قال رسول الله ثلى الله عليه و سلم ( من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة) (صحيح الجامع(  .

قال عليه الصلاة والسلام: «من بنى لله مسجداً و لو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة» (صحيح الجامع) .

و مفحص قطاة أي عش طائر صغير يسمى قطاة ، فللمبالغة من بنى بيتاً لله ولو كان صغيراً يشبه عش الطائر ، كافئه الله في آخرته ببيت في الجنة.

السنن الرواتب

كيف تبني بيتاً في الجنة
كيف تبني بيتاً في الجنة

و هي سنن الصلاة المفروضة القبلية و البعدية ، فمن داوم عليها بنى الله له بكل يوم بيت في الجنة ،  قال عليه الصلاة والسلام: «ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله في كل يوم ثنتي عشرة ركعة، تطوعا غير فريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة» (صحيح الجامع ( .

و الرواتب هي ركعتان قبل الفجر ، و أربع ركعات قبل الظهر ، و اثنان بعده ، و ركعتان بعد المغرب ، و ركعتان بعد العشاء .

فياله من عمل يسير يجازي الله به ببيت في الجنة .

دعاء السوق

من دخل السوق و قال دعاء السوق ، بنى الله له بيتاً في الجنة ، قال عليه الصلاة والسلام: «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتاً في الجنة» (حديث حسن، انظر صحيح الجامع ) .

فانظر أخي المسلم ، فعل بسيط يسير يبني به الله لك بيتا في الجنة ، فبالله لو أردت بناء بيت في الدنيا ، كم يجب عليك من ادخار أموال و تعب و متابعة ووقت ، كل هذا من اجل بيت مهما عظم فهو حقير ، لكن دعاء و احد لا ياخذ ثواني يبني الله لك به قصراً من ذهب في الجنان ، و المحروم من حرمه الله .

الصبر على فقد الولد

من مات له ابن فصبر و استرجع و رضي بقضاء الله ، بنى الله له بيتاً في الجنة ، فقضاء الله لا يأتي إلا بخير ، و الله لا يقدر لعبده إلا ما فيه مصلحته في الدنيا و الآخرة ، لكن الإنسان جهول عجول ، قال عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسموه بيت الحمد» (صحيح الجامع ) .

سورة الإخلاص

و هي سورة قصيرة من سور القرآن ، لكنها تعدل ثلث القرآن ، و هي سورة فيها صفة الله سبحانه و تعالى ، ومن قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجنة ، قال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحْدُ} [الإخلاص:1] عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجنة» (صحيح الجامع ) .

ترك المراء

المراء هو الجدال و الأخذ و الرد في الكلام ، و محاولة اثبات أني على صواب و أنك على خطأ ، ما لم يكن في امور الدين ، انما المراء و الجدال في امور الدنيا فمذموم ، قال عليه الصلاة والسلام: «أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقاً» (حسن، انظر صحيح الجامع برقم [1464]، زعيم: أي ضامن وكفيل، وربض الجنة أي ما حولها).

اطابة الكلام و اطعام الطعام

اللين و الكلام الطيب مع المسلمين ، و اطعام الطعام و اكرام الضيف ، و الاحسان الى الفقراء و المساكين ، أمور يجعل الله ثوابها بناء بيت في الجنة ، و ما أدراك ما بيوت الجنة ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا»، فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ» رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين .

كيف تبني لك بيتا في الجنة .
كيف تبني لك بيتا في الجنة .

دعاء قبل النوم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: ” إِذَا اضْطَجَعَ الرَّجُلُ فَتَوَسَّدَ يَمِينَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَفَوَّضْتُ إِلَيْكَ أَمْرِي، وَأَلْجَأْتُ إِلَيْكَ ظَهْرِي، وَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ وَجْهِي، رَهْبَةً مِنْكَ، وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، وَبَاتَ عَلَى ذَلِكَ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، أَوْ بُوِّئَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ ” رواه أحمد وسكت عنه ابن حجر وأصله في صحيح البخاري.

يا مسلمين هذه الجنة ، استثمار عقاري لا مثيل له ، تستطيع كل يوم أن تبني فيها ما تشاء من قصور و بيوت ، بعمل يسير و جهد قليل ، و المحروم من حرمه الله ، فحي هلا الى بيت الجنة .

فَحَيّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ              فَإِنهَا مَنَازِلُكَ الأولَى وَفِيهَا المُخَيّمُ

وَلكِنَّنَا سَبْىُ العَدُوِّ، فَهَلْ             تَرَى نَعُودُ إلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ

وقد زعموا أن الغريب إذا نأى    وشطّت به أوطانه فهو مؤلم

وأي اغتراب فوق غربتنا التي      لها أضحت الأعداء فينا تحكّم

فما ظفرت بالوصل نفس مهينة       ولا فاز عبد بالبطالة ينعم .

زر الذهاب إلى الأعلى