يمكن أن يفكر عدد من الناس بـ “حرق بعض الدهون” من أجل تحسين المزاج العام ورفع المعنويات النفسية.

وتتواجد الخلية الدهنية الطبيعية لتخزين الطاقة في المقام الأول. ويوسع الجسم عدد وحجم الخلايا الدهنية لاستيعاب الطاقة الزائدة المكتسبة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وفقا لموقع conversation.

ومن المرجح أن يؤدي هذا الأمر إلى حد البدء في تراكم الخلايا الدهنية على عضلاتنا وكبدنا وأعضاء أخرى، لخلق مساحة تخزين إضافية تستوعب الطاقة الناتجة عن الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية، خاصة عندما تقترن بنمط حياة منخفض النشاط.

ويتم تخزين الطاقة كحزم صغيرة من الجزيئات تسمى الأحماض الدهنية، يتم إطلاقها في مجرى الدم لاستخدامها كوقود من قبل العضلات والأعضاء الأخرى، عندما لا يكون هناك طعام متاح.

وفي الواقع، يمنح تخزين الدهون ميزة البقاء على قيد الحياة في هذه الحالات. وكان البشر القدامى، من الذين لديهم ميل إلى تخزين الدهون، أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة لفترات أطول بدون طعام، كما تمتعوا بطاقة إضافية للتصدي للبيئات المعادية.

وفي العصر الحديث، مع وجود كميات هائلة من الطعام وظروف المعيشة الآمنة، تحول العديد من الناس إلى تخزين الدهون الزائدة.

وتكمن المشكلة الرئيسية لتراكم الدهون الزائدة في أن الخلايا الدهنية، تسمى الخلايا الشحمية، لا تعمل بشكل طبيعي وتخزن الطاقة بمعدل مرتفع، وتطلق الطاقة بمعدل بطيء بشكل غير طبيعي.

وبالإضافة إلى ذلك، تنتج هذه الخلايا الدهنية الإضافية المتضخمة، كميات غير طبيعية من الهرمونات المختلفة، التي تزيد من الالتهاب وتبطئ عملية الأيض، وتسهم في الإصابة بالأمراض.

وعندما يبدأ الشخص باتباع نظام تمرين رياضي جديد للحد من السعرات الحرارية، فإن الجسم يقوم بأمرين “لحرق الدهون”:

أولا، يستخدم الطاقة المخزنة في الخلايا الدهنية لتغذية النشاط الجديد.

ثانيا، يتوقف عن الاحتفاظ بكميات إضافية للتخزين.

ويرسل الدماغ إشارات إلى الخلايا الدهنية لتحرير حزم الطاقة، أو جزيئات الأحماض الدهنية، إلى مجرى الدم. وتقوم العضلات والرئتان والقلب بالتقاط هذه الأحماض الدهنية وتفكيكها واستخدام الطاقة المخزنة لتنفيذ الأنشطة المطبقة.

ويتم التخلص من البقايا كجزء من عملية التنفس، عبر طرح ثاني أكسيد الكربون الزائد، أو عبر البول. ويترك هذا الأمر الخلية الدهنية فارغة ويجعلها غير مجدية. فالخلايا في الواقع لها عمر افتراضي قصير، لذلك عندما تموت فإن الجسم يمتص الجزء الفارغ ولا يستبدلها.

ومع مرور الوقت، ينقل الجسم الطاقة مباشرة (أي السعرات الحرارية)، من الطعام إلى الأعضاء التي تحتاجها، بدلا من تخزينها أولا.

ونتيجة لذلك، فإن الجسم يتطور عن طريق تقليل عدد الخلايا الدهنية وحجمها، ما يحسن عملية التمثيل الغذائي الأساسي، ويقلل الالتهاب ويعالج المرض ويطيل الحياة.

وفي حال حافظنا على هذا الوضع مع مرور الوقت، يعيد الجسم تكوين الخلايا الدهنية الفارغة الإضافية ويتخلص منها كفضلات، ما يتركنا أكثر رشاقة وصحة على مستويات متعددة.

المصدر: ديلي ميل

شاركها.