كيف تستعيد الدافع والرغبة في الصلاة؟

الكثير لديهم فهم خاطئ أو موقف تجاه الصلاة؛ حيث نعتقد أن الصلاة عبء، ولكنها في الواقع عكس ذلك تمامًا؛ فالصلاة أمر مريح ، كما قد نعتقد أنها تأخذ وقتنا، في حين أن الصلاة في الواقع تزرع البركة في وقتنا.

كما قد نعتقد أننا نصلي من أجل شيء ولم نحصل عليه، في حين أن الصلاة في الواقع سبب استمرارنا في الحصول على المزيد من النعم في صحتنا وعائلاتنا ورفاهنا دون أن نطلب ذلك. لذا سنقدم لك فيما يلي بعض النصائح التي من شأنها المساعدة في التغلب على الموقف السلبي تجاه الصلاة

كيف تستعيد الدافع والرغبة في الصلاة

التعرف على المشكلة وضبط إدراكك

نحن بطبيعة الحال نكتسب الدافع والرغبة الشديدة إذا كانت المكافآت قصيرة الأجل، فبالتالي إذا كانت الصلوات التي نصليها لا تجني ثمارًا من الفور؛ فإننا نتوقف عنها، وهذا هو الموقف السلبي جدًّا، حيث إن أي شخص ناجح يحاول مرارًا وتكرارًا حتى يصل إلى هدفه ، وليس التخلي عن الهدف جراء محاولات قليلة ومحدودة فاشلة.

لذلك، إذا كنت تصلي و لا تشعر بالصلاة ، أو تقوم بدعاء في الصلاة ولا تحصل على إجابة، فعليك أن تضبط مفهومك ولا تيأس، فعلى سبيل المثال إذا كنت تحضر فصلاً واحدًا ولم تفهمه، هل تترك المدرسة / الجامعة بالكامل هل تنتظر أن تفهمه دون تعب أو محاولة أم أنك ستبذل جهدًا وتسأل الأشخاص المناسبين وتواصل المحاولة حتى تنجح الجواب واضح.

وأما إذا قمت بدعاء ولم تحصل على إجابتك، وهذا سبب غضبك أو فقدان الأمل في الصلاة، فاعلم أن الله قد أجاب عليك بالفعل وكافأك على الدعاء، حتى لو لم تر أيًّا نتيجة ملموسة أو مادية.

1- افهم أننا لا نملك نظرة للبحث عن المستقبل، وبما إننا لا نملك معرفة بالغيب، فقد لا نفهم لماذا يتعارض شيء ما مع رغباتنا التي قد لا تكون الأفضل بالنسبة لنا، وأن عدم تحقيقها في مصلحتنا.

2- تقبل أن الله سبحانه وتعالى هو المسؤول عن كل ما يحدث في الكون كله، وتخيل قوته وسلطته يجعل المرء واثقًا بأنه يستطيع دائماً أن يحقق ما هو الأفضل بالنسبة لك، أنت بحاجة إلى العودة والتصالح مع الله، فلا يوجد نجاح بعيدًا عن الله؛ لذلك فإن ترك الصلاة ليس حلاً جذريًّا لمشكلاتك.

احرص على الدعاء في الصلاة

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «من لم يسأل الله يغضب عليه» رواه الترمذي. فليس هناك شيء أعظم من الدعاء؛ لذلك احرص على أن يكون الدعاء روتينك اليومي خاصة في الصلاة، وليس مجرد نتيجة لحاجة ملحة بداخلك تسعى لتحقيقها.

وإذا كنت تشعر بالانسحاب وقلة الحافز والحماس نحو الصلاة، فاطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينير قلبك، وأن يمكّنك من التنقل من تجاهل الأفكار السلبية ومواصلة السير في طريق الصلاح.

الحرص على امتلاك أصدقاء صالحين يدفعونك للطريق الصحيح

عندما نشعر بالوحدة، ما نريده بالفعل هو شخص جدير بالثقة وصادق وحكيم؛ ليكون بجانبنا، ولكن في الغالب ما نفعله هو أن نحصر أنفسنا خلف أبواب مغلقة ونختار ألا نلتقي بأحد.

ولكن في الحقيقة عندما تنفر نفسك من الآخرين، فأنت بذلك تضر نفسك؛ حيث إنك تثبت لنفسك ما يشعر به عقلك بالفعل، ألا وهو أنك شخص وحيد حزين بائس.

وهذا ما يحدث بالفعل عندما تبتعد عن الصلاة؛ فأنت تشعر بالحزن والكآبة والوحدة، ويشجعك الشيطان على البقاء وحيدًا منعزلاً عن الآخرين؛ حتى لا يكون فيهم شخص صالح يحفزك ويشجعك على الصلاة، وهذا ما لا نريده.

لذا احرص على أن تكون محاطًا دائمًا بأصدقاء صالحين يدفعونك للأمام عندما تقف وحيدًا، يمسكون بيدك لتكملا الطريق الصالح معًا.

زر الذهاب إلى الأعلى