كيفية الصلاة

الصلاة هي عماد الدين، وركن من أركان الإسلام، جعلها الله (عز وجل) فرضاً على المسلم البالغ العاقل، والمسلم يلبي نداء الله (عز وجل) في اليوم الواحد 5 مرات، أي 5 فروض، وهما صلاة الفجر، صلاة الظهر، صلاة العصر، صلاة المغرب، صلاة العشاء، والصلاة هي عبادة روحانية تقرب العبد من ربه، وتجله ينقي ذهنه من جميع ضغوط وأعباء الحياة اليومية القاسية، رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) حثنا على الصلاة بالطريقة الصحيحة، ” صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ “. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، وهناك العديد من الأحاديث الشريفة التي تحث على ضرورة الالتزام بالصلاة المكتوبة، وفضلها العظيم في دار الحياة الدنيا والأخرة.

كيفية الصلاة

رحلة الإسراء والمعراج وفرض الصلاة

قال المولى عز وجل في سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾، رحلة الإسراء والمعراج هي ليلة مباركة عرج فيها النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) إلي السماء، وهناك شاهد الأنبياء والجنه والنار، والعديد من المشاهد التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لنا، حتى نحب العمل الصالح الذي يقربنا من الجنة، ونبتعد عن المنكر أو العمل الخبيث الذي سيعرضنا لغضب الله (عز وجل)، وفي هذه الليلة المباركة فرضت الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعلى المسلمين، وهذا ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه عن رحلة الإسراء والمعراج، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (ففرض عليَّ خمسين صلاةً في كلِّ يومٍ وليلةٍ. فنزلتُ إلى موسى، فقال: ما فرض ربُّك على أُمَّتِك ؟ قلتُ: خمسين صلاةً، قال: ارْجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ، فإنَّ أُمَّتَك لا تُطيقُ ذلك، فإني قد بلَوْتُ بني إسرائيلَ وخبَرتُهم، فرجعتُ إلى ربي، فقلتُ: يا ربِّ خَفِّفْ عن أُمَّتي، فحطَّ عني خمسًا. فرجعتُ إلى موسى، فقلتُ: حطَّ عني خمسًا، قال: إنَّ أُمَّتَك لا يُطيقون ذلك، فارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ. فلم أزلْ أرجعُ بين ربي وبين موسى حتى قال: يا محمدُ إنهنَّ خمسُ صلواتٍ كلَّ يومٍ وليلةٍ لكلِّ صلاةٍ عشرٌ، فذلك خمسون صلاةً، ومن همَّ بحسنةٍ فلم يعملْها كُتِبَتْ له حسنةٌ، فإن عملَها كُتِبَتْ له عشرًا من همَ بسيئةٍ فلم يعملْها لم تكتبْ شيئًا، فإن عملها كُتِبَتْ سيئةً واحدةً. فنزلت حتى انتهيتُ إلى موسى، فأخبرتُه، فقال: ارجِعْ إلى ربِّك فسَلْه التَّخفيفَ، فقلتُ: قد رجعتُ إلى ربي حتى استحْيَيْتُ منه)، رواه أنس أبن مالك.

شروط الصلاة الصحيحة

الصلاة الصحيحة لها شروط إذا غاب أو نقص أي شرطاً منها، فلا تكون الصلاة صحيحة، وإذا علم هذه الشروط المسلم وبعدها أغفل أي ركن من هذه الأركان، فأن صلاته تكون باطله وغير مقبولة، وشروط الصلاة هي:

الإسلام

كما ذكرنا الصلاة هي ركن من أركان الإسلام، لهذا فأن الإسلام هو أول شرط من شروط الصلاة، فلا تقبل صلاة من كافر، إلا إذا أشهر أسلامه، وذكر الشهادتين، (أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، وتوضأ بالشكل الصحيح.

 العقل

لقد ميز الله الإنسان بالعقل، والصلاة هي صلة العبد بربه، فلا يليق أن يقف أمام الله (عز وجل) ناقص العقل، أو المجنون، حيث أن المحنون هو شخص مرفوع عنه القلم، أي لا يكتب له حسنات أو سيئات، والدليل على هذا قول النبي (صلى الله عليه وسلم) (”رفعَ القلَمُ عن ثلاثٍ، عنِ المَجنونِ المغلوبِ على عَقلِهِ وعنِ النَّائمِ حتَّى يَستيقِظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتَلِمَ”،)رواه علي ابن أبي طالب،   وبالمثل لا تقبل صلاة من شارب الخمر، نظراً لان الخمر يذهب العقل.

 التمييز

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (مُروا أبناءَكُم بالصَّلاةِ لسَبعِ سنينَ، واضرِبوهم عليهَا لعَشرِ سِنينَ، وفرِّقوا بينَهُم في المضاجِعِ، وإذا أنكحَ أحدُكُم عبدَهُ أو أجيرَهُ، فلا يَنظرنَّ إلى شيءٍ مِن عورتِهِ، فإنَّما أسفلَ مِن سرَّتِهِ إلى رُكْبتيهِ من عورتِهِ) رواه جد عمرو بن شعيب، والتميز مقصود به وصوله إلي مرحلة عمرية يستطيع فيها التمييز والفهم بشكل سليم، وهو ما حدده الرسول (صلى الله عليه وسلم) في سن سبعة سنوات.

 رفع الحدث

الوضوء والطهارة هو شرط أساسي من شروط الصلاة الصحيحة، قال الله (عز وجل): يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة: 6]، والوضوء يجب أن يكون بشكل صحيح كما ذكره النبي (صلى الله عليه وسلم)، سئل ابن أبي مليكة عن الوضوء فقال: رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء فدعا بماء فأتي بميضأة فأصغاها على يده اليمنى ثم أدخلها في الماء فتمضمض ثلاثا واستنثر ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا ثم غسل يده اليمنى ثلاثا وغسل يده اليسرى ثلاثا ثم أدخل يده فأخذ ماء فمسح برأسه وأذنيه فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة ثم غسل رجليه ثم قال أين السائلون عن الوضوء هكذا رأيت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يتوضأ” رواه عثمان بن عفان، وتعتبر النية شرط من شروط الوضوء.

إزالة النجاسة

الصلاة الصحيحة تتطلب طهارة البدن، وطهارة الثياب، وطهارة المكان، وهذا كما أمرنا الله (عز وجل) في سورة المدثر في قوله تعالى ” وثيابك فطهر”،

ستر العورة

ستر العورة هي شرط من شروط صحة الصلاة، والعورة تختلف من حيث النوع، فالعورة عند الرجال من السرة إلي الركبة، والمرأة جسدها كله عورة فاستثناء الوجه، وذكر بعض العلماء المسلمين، معدا الوجه واليدين.

دخول الوقت

قال الله تعالى في سورة النساء {إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}، وكتابا موقوتا تعني محدد بوقت، ولهذا فلا يجوز صلاة الفجر على سبيل المثال، قبل غسق الليل، ولا يجوز صلاة الظهر قبل طلوع الشمس، ولهذا يجب الالتزام بمواقيت الصلاة التي يوضحها الأذان لكل منطقة على وجه الأرض.

استقبال القبلة

قال الله (عز وجل) في سورة البقرة{ قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره }. وهذا دليل قاطع على ضرورة استقبال القبلة الصحيحة أثناء الصلاة، والآن أصبحت هناك أجهزة وأدوات لتوضيح القبلة.

النية

النية محلها القلب، ولا يجوز للمسلم الصلاة دون أن يعقد العزم في قلبه على الصلاة، متوجهاً للقبله.

كيفية الصلاة

كيف يصلي المسلم؟

بعد التعرف على شروط صحة الصلاة، نأتي إلي كيفية الصلاة الصحيحة، تختلف عدد الركعات من صلاة لأخرى، حيث أن صلاة الفجر ركعتين، صلاة الظهر أربعة ركعات، صلاة المغرب ثلاثة ركعات، صلاة العشاء أربعة ركعات، وفيما يلي توضيح للركعة الأولى في الصلاة:

  • أولاً: تطبيق جميع شروط الصلاة مثل (الوضوء، استقبال القبلة، النية).
  • ثانياً: التكبير، أي قول المصلي (الله أكبر) ورفع اليدين حيال الأذنين أو المنكبين.
  • ثالثاً: ثم يضع يديه على صدره أو أسفل السرة في رواية أخرى، ويراعى وضع الكف الأيمن على الأيسر وليس العكس.
  • رابعاً: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فيقول المصلي (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ثم يبدأ في قرأة سورة الفاتحة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) آمين.
  • خامساً: بعد قراءة الفاتحة يقوم المصلي بتلاوة ما تيسر له من القران الكريم.
  • سادساً: الركوع وقول المصلي (سبحان ربي العظيم) ثلاثة مرات.
  • سابعاً: القيام من الركوع قائلاً (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه).
  • ثامناً: السجود وقول المصلي (سبحان ربي الأعلى) ثلاثة مرات، وبعد الانتهاء من السجود يقول الله أكبر ثم يسجد مره أخرى.

    كيفية الصلاة

بعد الانتهاء من الركعة الأولى، والوصول إلي السجدة الثانية من الركعة الثانية، يقول المسلم جزء من التشهد إذا كانت الصلاة أربعة ركعات أو ثلاثة كما في صلاة المغرب، وإذا كانت صلاة الفجر، فيقول المصلي التشهد كاملاً وهو “التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد” ، وبعد الانتهاء من التشهد يقوم المصلى بالتسليم عن يمينه وعن يساره، ويقول (السلام عليكم ورحمة الله) يميناً، (السلام عليكم ورحمة الله) يساراً.

زر الذهاب إلى الأعلى