كم عدد مصارف الزكاة ؟

من الأسئلة التي تُطرح بإستمرار هو كم عدد مصارف الزكاة ؟ وتظل الإجابة على سؤال كم عدد مصارف الزكاة ثابتة ومحددة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، فإجمالًا يأتي معنى مصارف الزكاة في الجهات التي نخرج فيها زكاة المال، وذكرها الله في قرآنه الكريم بقوله:

“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” وعلى هذا الأساس تُدفع مصارف الزكاة لثمانية أنواع كما ذكرت الآية الكريمة وهم الفقراء، المساكين، عامل الزكاة، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمين، في سبيل الله، وابن السبيل، وإليكم تفاصيل عدد مصارف الزكاة وكل ما يخصها.

كم عدد مصارف الزكاة ؟

عدد مصارف الزكاة
عدد مصارف الزكاة

أخبرنا الله سبحانه وتعالى بوجوب إخراج الصدقات من الأموال حتى تطهرها وتطهر نفوسنا فقال تعالى نداءً لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” فكان في هذا النداء فرضية إخراج الزكاة.

أما عن الوجوه التي تخرج بها، فقد بدأت الآية الكريمة “بالفقراء”، والفقير هو ما ليس لديه مال ولا كسب يقع موقع حاجته ويغنيه عن سؤال الغير، فلا يمنع الفقر وجود المسكن والثياب والمال القليل حتى لو كان يعمل، والمال لا يكفيه أيضاً لسد إحتياجاته فهو فقير.

ثم تحدثت الآية عن “المساكين” وهو الذي يملك ما يقع موقعاً من كفايته ولا يكفيه، كأن يحتاج إلى عشرة وعنده سبعة أو ثمانية سواء كان يملكه من المال نصاباً أو أقل أو أكثر.

لمن يتوجب علينا إعطاء الزكاة ؟

مصارف الزكاة
مصارف الزكاة

الفقراء والمساكين ممن يجب علينا إعطائهم الزكاة

  • قال النووي في معنى الفقير “الفقير أشد حالًا من المسكين، هذا هو الصحيح”، فالفقير لا يجد ما يكفيه وأسرته لنصف عام.
  • أما المسكين فحاله أيسر فهو يجد بعض مما يكفيه للعيش، إلا أنه يظل للإثنين حاجة شديدة للمال.
  • قال بعض العلماء: أن الزكاة في حالتهما تقدر بإعطائهما ما يكفيهما لمدة سنة.
  • حيث أن الزكاة واجب إخراجها سنويًا، لذا الزكاة حين نخرجها في أحد السبيلين (الفقراء أو المساكين) يجب أن تكفيهم حولًا كاملًا؛ وذلك لشدة إحتياجهم للمال وضرورة عيشهم حياة كريمة.

العاملين عليها من الذين يجب علينا إعطائهم الزكاة

  • ثالث ما ذُكر بالآية الكريمة “العاملين عليها”، وهم أولئك الذين لهم دوراً مهما كان ضئيل في توصيل الزكاة لمن يحتاجها.
  • بشرط أن يكونوا في حاجة لهذا العمل وليسوا متطوعين.
  • مثلاً كالساعي أو الجابي والذي يكمن دوره في جمع الزكاة ممن عليه زكاة.
  • بالإضافة إلى الكاتب وهو من يقوم بتقييد وحصر ما جُمِعَ من أموال وصرفها لمن يستحقها.
  • أما عن المبلغ الذي يحصلون عليه فيعطى العامل على الزكاة جزءاً منها مقابل عمله.
  • كنوع من التقدير علي عمله وأجر له مقابل ذلك، فهو ليس لديه عمل غير هذا لسد إحتياجاته، وتُقدر على حسب نوع عمله.
  • ولكن نُهِيَ العامل على الزكاة عن قبول الهدية ممن يُحَصل منهم الزكاة أو ممن يصرفها لهم أو من أي جهة كانت؛ حتى لا يؤخذ بذنب غير مقصود.
  • قال ابن كثير «ولا يجوز أن يكونوا من أقرباء رسول الله الذين تحرم عليهم الصدقة، لما ثَبُتَ في صحيح مسلم عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث: أنه انطلق هو والفضل بن عباس يسألان رسول الله ليستعملهما على الصدقة فقال: إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد، إنما هى أوساخ الناس».

المؤلفة قلوبهم من الذين يتحتم علينا إعطائهم الزكاة

  • وهم يُعطون المال لجعلهم يألفون الإسلام مثل كافر يُرجي دخوله الإسلام، أو مسلم يُعطى لتقوية إيمانه، أو شرير يعطي ليٌجنب المسلمين شره، أو غيرها من الحالات التي يكون في تأليفهم على الإسلام نفع للمسلمين.
  • ولكن هل يجب أن يكون ذلك الشخص سيداً أو مطاعاً بين قومه؟ إختلف العلماء في هذه النقطة، لكن الأرجح أن لا بأس أن يُعطي لتقوية الأيمان في قلب أحدهم؛ ذلك بسبب عموم قول الله سُبحانه وتعالي: ( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ).
  • فلم تكن مختصة على فئة ممن نرجو أُلفة قلوبهم للإسلام.
  • وأيضًا لأن تقوية الإيمان في قلب الشخص أهم من غذاء جسده.

وفي الرقاب

قد قسم العلماء الرقاب إلى ثلاثة أنواع تعرفوا معنا عليهم في النقاط التالية:

  • عبد كتب على نفسه أموالًا ليحرر نفسه من سيده، وذلك يُعطى ما يكفيه ليسد مال سيده.
  • رقيق، يُشترى من مال الزكاة لعتق رقبته وإعطائه حريته.
  • مسلم أسره الكفار، يُعطي الكفار من الزكاة ما يُريدون لفك أسره.

وعلى ذلك فلو اختُطِفَ أحد من المسلمين فلا بأس أن يُعطي الخاطف من أموال الزكاة لفداء ذلك المخطوف؛ لأن العلة موجودة وهى فك أسر مسلم، ولكن ذلك في حين لم نستطع إجبار الخاطف على ترك المخطوف بدون بذل المال.

وقد ورد في المسند عن البراء بن عازب قال: جاء رجل فقال : يا رسول الله! دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار، فقال: أعتق النسمة وفك الرقبة، فقال: يا رسول الله! أوليسا واحداً ؟ قال: لا عتق النسمة أن تفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها.

أي أن عتق النسمة أن يتكفل شخص بفك أسر الأسير، بينما فك الرقبة مقتصر علي المساهمة في ثمنها.

الغارمين

الغارم في اللغة هو من عليه دين، وقد قسم العلماء الغارمين إلى قسمين وهم:

  • الغارم لإصلاح ذات البين:

كأن تقوم حروب او يقع شاحن بين قبيلتين فيأتي رجل ويصلح بين هاتين القبيلتين بأموال يتحملها، فنعطي ذاك الرجل الذي أصلح بين القبيلتين ما دفع من أموال الزكاة، جزاءً له وشكر على ما قد فعله من خير، والذي فيه حقن لدماء المسلمين والقضاء على أي عداوة قد تنشب بين المسلمين وبعضهم، يُعطى حتى لو كان غنيًا؛ لأننا لا نعطيه لسد احتياجه إنما نعطيه لما قدم في الصالح العام.

  • الغارم لنفسه:

الذي استدان لقضاء حاجة لنفسه  أو لشراء شئ يحتاجه، فهذا يسدد دينه من أموال الزكاة، ولكن يشترط ألا يكون عنده من المال ما يسد به دينه.

وفي هذا كان هناك جدال حول أنعطيه المال ويسد هو الدين، أم نذهب إلى من يدينه ونعطيه المال؟ والأرجح أنه إن كان الغارم حريص فعلاً على سداد دينه وإبراء ذمته أمام الله، فنعطيه بنفسه لقضاء الدين؛ لكي لا نُسبب له أي نوع من الحرج، أما إن كان مبذراً ولو أُعطي المال أهدره فيما لا ينفع، فنذهب إلى صاحب الدين ونرد إليه ماله كله أو جزء منه حسب ما تيسر.

قال النووي في هذا: «الأصح يعطي إذا تاب والأظهر اشتراط حاجته دون حلول الدين، قلت: الأصح اشتراط حلوله والله أعلم أو لإصلاح ذات البين أعطى مع الغنى وقيل: إن كان غنيا بنقد فلا».

في سبيل الله

  • القصد من قوله “وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ” هو الجهاد في سبيل الله.
  • فيُعطي الذين يُقاتلون لإعلاء كلمة الله عز وجل ما يحتاجون من أموال أو اسلحة أو غيرهما.
  • كما يجوز أن نشتري لهم الأسلحة التي يُقاتلون بها في سبيل نُصرة دين الله من أموال الزكاة.
  • بين رسُولنا الكريم ذلك حين قال: (من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو في سبيل الله).
  • قال أهل العلم في ذلك: أن التفرغ لطلب العلم الشرعي هو جهاد في سبيل الله، فيُعطي طالب العلم الشرعي من أموال الزكاة ما يحتاج من أموال أو غيرها من ضروريات الحياة.
  • فالعلم هو أصل الشرع ولا شرع إلا بالعلم، فالله سبحانه وتعالى أنزل الكتاب؛ ليُقوم الناس ويُعلِمهم أحكام دينه من قول أو فعل.

ابن السبيل

  • هو من ترك بلده ورحل على بلد آخر، وليس معه ما يُعينه على السفر.
  • فيُعطي من الزكاة ما يُصله إلي بلده حتى إن كان غنياً في بلده.
  • وشرطه في الإعطاء الحاجة وعدم المعصية.

أيهما أولى بالزكاة ؟

الزكاة
الزكاة
  • حين ورد في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
  • لم يُفرق الله بين ثواب أحدهم والآخر، بل ساوى بينهم في وجوب إخراج الزكاة في تلك المصارف الثمانية.
  • فالرجوع للأصل أن أحقية واحد عن الأخرين ترجع لمدي حاجته.
  • فإذا أردنا أن نختار أحد تلك المصارف فلنحدد أولاً أيهم أكثر إحتياجاً.
  • علماً بإن ذلك لا يُنقص من ثوابك إذ لم تكن تعلم أيهم أكثر أحتياجاً، وأخرجت زكاتك في أحدهم.

هل الزكاة تقتصر على المال ؟

  • ليس بالضرورة أن يكون إخراجك للزكاة على هيئة المال فقط.
  • فأصل الزكاة واجب لسد إحتياج أحدهم لضروريات الحياة، بعضها وأحياناً كلها، مثل الطعام والشراب والملبس.
  • وبالتالي فالزكاة يُمكن إخراجها في عدة أشكال فجاءت حكمة الله في الزكاة أن يُسهل علينا أداء فروضه.

زر الذهاب إلى الأعلى