قصص عن غامد

إن قبيلة غامد هي قبيلة أزد شنوءة يتمركزون في منطقة الباحة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وأماكن أخرى منها أودية رنية، بيشة، تربة ووادي الدواسر، وسوف نقص في هذا المقال بعض القصص عن قبيلة غامد تابعوا معنا.

سبب تسمية قبيلة غامد بهذا الاسم

أطلق على قبيلة غامد هذا اللقب حيث تغمد أمرا بينه وبين قبيلته فكتمه لذا أطلق عليه أحد ملوك حمير غامداً كما سرد ابن الكلبي، وهو عمرو بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر،  أو كما قال القسملي أن غامد من جمرات العرب.

قبيلة غامد

 

لقاء غامد برسول الله صل الله عليه وسلم

في سنة عشرة هجرية قدم إلى رسول الله عشرة من بنو غامد وقد أعلنوا إسلامهم وأهداهم رسول الله كتاب شرائع الإسلام وسألهم عما حدث في رحلتهم، وكان صلى الله عليه وسلم على علم بما حدث وبشرهم بأن ما أخذ منهم فهو في مكانه الآن فأسرعوا حتى تقابلوا مع رحلهم فسئلوا صاحبهم عما حدث فسرد لهم أنه كان نائما واستيقظ مفزوعاً باحثا عن العيبة التي تم فقدها فوجد رجلا حينما رآها هرب منه وقد تبعه عدوا حتى انتهى الرجل فوقف هو الأخر فوجد حفرة وبها ما فقده؛ وقتها شهد الجميع أنه رسول الله، ثم ذهب الجميع مرة أخرى للرسول ومعهم الغلام وقد أسلم هو الآخر. ووكل النبي مهمة تعليمهم القرآن لأبي بن كعب.

قصص عن قبيلة غامد وأبرز معاركها

واجهت قبيلة غامد العديد من المعارك الحربية مع اختلاف سبب المعركة ولكن يظهر أن بها شجعان فرسان يقاتلون ببسالة ومن ضمن معارك غامد الآتي ذكره:

  • معركة الرضعة

وقد كانت في عام 1327 هجريا بين غامد الزناد وبني عمر من تهامة زهران، وسبب حدوثها هو اختلاف على حدود القبيلة، ويذكر التاريخ أنها كانت من أسوأ المعارك حيث تدور بين أبناء العمومة ويظل الرابح خسران حيث من يقتل هو القريب وقد استنجدت قبائل تهامة زهران بقبائل زهران الأخرى فقام ابن شايق بطلب المساعدة من قبائل غامد وقد لبت طلبه.

2. حرب العوامر وحواله مع غامد قبل توحيد البلاد

إن قبيلة حوالة تسكن بجبال أثرب وهي قبيلة صغيرة تتواجد في منطقة غامد وزهران وقد كانت قبيلة حوالة تعتبر نفسها من العوامر وتهتم العوامر لأمرها على الدوام ولكن قبيلة غامد أرادت ضم حوالة لها ونشأت بينهم الخرب بعد حوالة في الانضمام لغامد واستنجدت حوالة بالعوامر وظلت الحرب قائمة ولكن إن عدد قبيلة غامد كبير فتوحدت البلاد وصارت حواله تابعة لقبيلة غامد وأجبرت الشيوخ بكتابة الحوالي الغامدي وانتهت الحرب على ذلك بعد توحيد البلاد.

حرب غامد وبني سهيم

شاركت العديد من قبائل غامد في تلك الحرب وتم تبادل القصائد وحدثت الكثير من المحاولات لكي يتم الصلح بين القبيلتين بعد وجود قتلى كثيرين ولكن تم الرفض من الطرفين، وبعد فترة من الحرب وافق ابن شايق على الصلح مع وضع شرط أن لا يتم الاعتداء على أراضي غامد، وبهذا تم انتهاء المعركة بعد أن كانت غامد تهزم بني سهيم وتنتصر عليها نظرا لقوة جيوشها وكثرة عددهم مع اتحاد قبيلة زهران معها في جميع المعارك وتشكيل جيش كبير يهزم كل من يحاول الاعتداء عليه أو دخول ارض غامد وزهران.

  • حرب قبيلة عتيبة

كان هناك رجل يحمل ضغينة لدى قبيلة غامد من بالحارث فحاول إغراء عتيبة لكي تقوم بمحاربة غامد واخبرهم أن القبيلة تحتوي على غنائم كثيرة، ويوجد البنات والجميلات فثارت العتبان وقام القائد بجمع العدة والذهاب لغزو غامد، وتحصنت قبيلة غامد بالجبال وكان عدد العتبان 300 خيال، وبعد إرسال الأتباع لمراقبة غامد تم قتل العشر رجال كلا على حدة واستطاعت قبيلة غامد أن تهزم عتيبة وقتلت منهم الكثير، وعادت عتبان مهزومة مكسورة تحمل موتاها على أكتافها.

وقامت غامد بالحصول على الغنائم واحتفلوا بالنصر المثالي وكانت جيوشهم حصن حصين لا يستطيع احد محاربتهم ودارت بعد ذلك الكثير من المعارك ولكن استطاعت غامد الانتصار بها جميعها بمساعدة زهران وشكلوا قوة لا يمكن هزيمتها.

  • حرب غامد وزهران ضد الجيش التركي

دارت بعض المعارك بين قبائل غامد وزهران وبين الترك ومن ضمنها معركة رهوة البر والمعرق وراش ولكن المعركة الأخيرة هي التي حسمت وجود الترك وتم كردهم بشكل نهائي وكانت معركة وادي قوب التي حدثت عام 1320 هجريا حيث تم إرسال شيخا إلى راشد بن رقوش يحمل رسالة عن الاتحاد بين غامد وزهران لطرد الترك بشكل تام وتم الاتفاق من خلال الرسائل عن المكان المناسب لمقابلة الترك ومحاربتهم، وتم اختيار عالقة الرهوة في بني كبير بغامد.

وتحركت جيوش الترك في 17 من جمادي الآخر بعام 1320 ونشأت المعركة وتم قتل خمسين مقاتل من الترك وقامت غامد وزهران بتعطيل ثلاثة مدافع للترك وحاول قائد الترك الهروب، وتوجه إلى وادي المغرق وقد حاربت غامد وزهران الجيش العثماني وكانا تلك من أشرس المعارك وأقواها على الإطلاق حتى أن السماء أظلمت بسب كثرة البارود، ولكن انتصرت قبيلتي غامد وزهران وتم قتل أكثر من 600 جندي من جيش الترك.

أما عن قائد جيوش الترك أبو ناب فقد استطاع الفرار مع بعض الجنود المهزومة ولكن تم محاصرته فيما بعد وقامت معركة راش وتم قتله ومن معه من الرجال وتم تعليق رؤوسهم على الأشجار ليكونوا عبرة لمن يحاول محاربة غامد وزهران.

  • معركة عام 1321 هجريا

بعد قتل قائد جيوش الترك أبو ناب،في معركة راش وبعد ما حدث له وجيشه، قام اللواء إسماعيل حقي باشا ببعض التجهيزات حيث جهز حملة كبيرة وجيوش كثيرة من ستة طوابير على رأسهم اللواء الحادي عشر احمد لطفي باشا والكمندار إسماعيل باشا وعلي عبشان، وتم وصول الجيوش إلى وادي قوب وكانت قاصدة زهران لمساندة جيوش العثمانيين، ولكن تحدث المفاجأة حيث تهرب جيوش علي عبشان إلى الوادي في مشهد غير بطولي ويلاحقهم جيوش غامد وزهران، وانهزمت جيوش علي عبشان على يد الشاعر محمد بن ثامره وجيوشه الباسلة.

وتم محاصرة جيوش العثمانيين بين غامد من الجنوب وزهران من الشمال ولا تستطيع الانسحاب وقد تم قتل ثلاثة طوابير من جيوشهم على يد القائد الباسل محمد بن ثامرة الذي قتل القائد عجلان باشا قبل أن يهرب وتم قتل علي عبشان ونالت جيوش غامد وزهران الغنائم والذهب والفضة بجانب الدراهم والبنادق والرصاص والخيول والجمال فقد كانت غنائم كثيرة.

وتعتبر معركة 1321 هجريا هي الفاصلة بين غامد وزهران وبين الترك حيث تم قتل القائد حيدر وبونابين وانهزمت الترك وتفرقت جيوشها وكانت تلك المعركة هي الأفضل في تاريخ غامد على يد الشيخ شمل غامد محمد عبد العزيز الغامدي والشيخ زهران راشد بن رقوش، وأظهروا شجاعة وقوة عظيمة بعدما أبادوا جيوش الترك وحققوا نصر كبير ونالوا الغنائم والأسلاب.

وبعد الانتصار في تلك المعركة صارت غامد وزهران قوة تقف في وجه كل من يريد محاربتهم وشكلت خطر على الدولة التركية وتم قطع الإمدادات عن تركيا وحتى لم يتم السماح بمرور البريد بين أراضي غامد وزهران.

زر الذهاب إلى الأعلى