قصة هدهد نبي الله سليمان

هل تعرف قصة هدهد نبي الله العظيم سليمان وهل عصى الهدهد أوامر قائده سيدنا سليمان، كانت مراحل دعوة سيدنا سليمان كثيرة ومرت بالعديد من المواقف والمواعظ التي لابد أن يضعها المرء في عقله، حيثُ وهب الله تعالى لسيدنا سليمان العديد من المزايا التي لم تُعطى لاحد من الأنبياء قبله أو بعده، فقد طلب من الله تعالى ذلك حين قال “قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ” وأستجاب له الله فأعطاه ما طلب وأزاد وسوف نتبع مُلك سليمان حتى نعرف قصة هدهد نبي الله سليمان فتابعونا.

سيدنا سليمان

بعدما طلب سيدنا سليمان من ربه تعالى أن يهبه ملك لا كان لأحد من قبله أو سيأتي لأحد من بعده.

أعطى الله سليمان ما أردا حيثُ قال

” فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)

وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”

وهذا بجانب قدرة سيدنا سليمان على التحدث مع الحيوانات وسماعها أيضًا كان يتحكم في الجن والأنس ويحرك الرياح، والنحاس أيضًا.

هناك الكثير من قصص سيدنا سليمان مع النمل، الجن والحيوانات، ورث سيدنا سليمان من أبيه داود الحكمة والملك.

وعلم الله سليمان منطق الطير وكيفية التحدث معه بما منحه الله من حكمة وبصيره، وهذا بالإضافة إلى أن الطيور كانت تطيع أوامره.

وهناك الكثير من النعم الأخرى التي أعطاها الله لنبينا سليمان والتي ذكرها الله في هذه الأية :

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ* يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)

قصة هدهد نبي الله سليمان

قصة هدهد نبي الله سليمان
قصة هدهد نبي الله سليمان

بينما كعادة كل يوم لسيدنا سليمان وهو يتفقد جنوده وجميع الحيوانات والطيور لم يلمح الهدهد في مكانه.

فسريعًا ما أحس سيدنا سليمان بالغضب لعدم حضور الهدهد كعادته اليومية، ومن هنا قام سيدنا سليمان بالتهديد والوعيد له.

حيثُ ذكر سيدنا سليمان انه سوف يذبحه لو لم يأتيه بخبر يقين، أو عذر وهذا ما قاله تعالى في كتابه العزيز ”

{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذابًا

شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ}.

وعندما وصل الهدهد إلى سيدنا سليمان وعلم بما توعده له ذهب له وقد اخبره انه أتى له من مدينه سبأ بخبر لم يكن يعلمه.
وأكمل الهدهد انه رأى امرأه مع قومها يقومون بالسجود للشمس من دون الله عز وجل
وتقع سبأ في اليمن في وقتنا هذا بشبه الجزيرة العربية، وهذا بالإضافة الى أنها تملك القوة والسلاح والرجال.

وقد ذكر الله تعالى في كتابه الحديث الذي قاله الهدهد لسليمان عليه السلام ”

{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}

ثم أكمل الهدهد حديثه قائلًا ”

{إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شيء وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ}.
ومن هنا بدأ الغضب يذهب عن سيدنا سليمان حيثُ أدرك خطورة هؤلاء القوم، وما يعبدون من دون الله.
وأكمل سيدنا سليمان قوله للهدهد سنرى إن كنت صادق القول أم كنت من الكاذبين،
ومن هنا أرسل سيدنا سليمان مع الهدهد رسالة لملكة سبأ بلقيس، فألقاها لها، فأخذت بلقيس الرسالة تقرأها،
ومن ثم قامت بأخذ المشورة بين قومها، وكان رد بلقيس ملكة سبأ بأنها أعدت هديه وأرسلتها إلى سليمان عليه السلام فرفضها.
ومن هنا تأكد سليمان أن الهدهد لا يكذب، فكان فحوى الرسالة” أن سليمان يدعوها لدخول الإسلام،
وأن تخضع لملك سليمان”، فإذا بقومها يطلبون منها أن تحاربه وترفض دعوته.
وكان رأيها غير ذلك لأنها علمت أن سليمان غير باقي الملوك، وحينها أرسلت له الهدية التي رفضها.

هدية بلقيس ملكة سبأ لسيدنا سليمان

قصة هدهد نبي الله سليمان
قصة هدهد نبي الله سليمان

كانت هدية بلقيس تحوى الكثير من الجواهر والذهب والحلي ولما أهدوها لسيدنا سليمان رفضها.

ومن ثم توعد لهم سيدنا سليمان بأنه سوف يحضر لهم جنود بإرسال جنوده حتى يخرجوهم من بلادهم أذله صاغرين.

ولكن عندما عادوا جنود بلقيس ووصفوا لها قوة ملك سليمان وقوة مملكته، وانه سوف يغزو بلادها، فأرسلت أليه أنه سوف تكون تحت أمرة بعدما تنظر فيما يدعو له نبي الله سليمان، واتجهت بلقيس لمملكة سليمان عليه السلام.

كيف بدي عرش بلقيس

ولما علم نبي الله سليمان بقدومها بنى لها قصر، وطلب من الجن المسخرين عنده أن يأتوا بعرشها، وهذا حتى ترى قوة سيدنا سليمان.

وسوف يكون جلوسها على عرشها التي تركته وكان حوله الحراس والجنود، دليل على ملك سليمان

والذي لا يجب أن تستهان به، وعندما طلب سليمان من الجن عرش بلقيس سألهم من سوف يأتيه بعرشها قبل أن تأتي،

فإذا عفريت من الجن قال متطوعًا أنه سيحضره قبل أن يقوم سيدنا سليمان من مكانه،

وقال أحد جنوده والذي يمتلك العلم أنه سيأتي به قبل أن يغمض بطرفه، وإذ بصرح بلقيس يمتد أمام بصره.

ثم أمر سيدنا سليمان جنوده حتى يقوموا ببعض التغيرات فيه حتى يعرف إذا كانت تحفظ عرشها أم لا.

وعندما وصلت إلى القصر وجدت عرشها ممتد أمام بصرها فقالت كأنها هو، وهذا لعلمها بكل تفاصيل عرشها.

ولكنها لم تعتقد أن العرش سيكون هو فقد تركته قبل أن تأتي محاط بالحراس والجنود، حيثُ وجدث الصرح تحته أرضية بلورية يعوم تحتها الأسماك، وهو بالتالي يشبهه عرشها ولكن هناك بعض الاختلافات.

ولكن بعد ذلك تيقنت بلقيس ملكة سبأ أن ذاك العرش هو عرشها، وآمنت بسيدنا سليمان،

وكفرت بما كانت تعبد وأمرت قومها أن يعبدوا اله سليمان الله الواحد القهار.

سليمان والنملة

قصة نملة نبي الله سليمان

وكان أيضًا من أشهر قصص سيدنا سليمان قصته مع النملة، حيثُ كان سليمان متجه بجيشه من الإنس والجان.

وإذا به يسمع نمله تحذر أصدقائها بان يختبئون في جحورهم حتى لا يدهسهم سليمان وجيشه بأقدامهم بدون أن يروهم وقد ذكر الله تعالى هذا في قوله :

(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).

وعندما سمع سيدنا سليمان قول النملة تبسم ضاحكًا لما قد أتاه الله من فضل وقدره على فهم لغة الحيوانات.
ومد سليمان يداه لله داعيًا شاكرًا نعمته عليه:
(فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).

نستفيد من قصة هدهد سليمان الكثير من المواعظ، وفيها من قدرة الله التي يعطيها لمن يشاء من عباده الصالحين،
وهذا لكل عبد شكور مداوم على حمد الله وشكره، فإن الله إذا اعطي ادهش، وإذا من جاد، فالحدم لله حمدًا كثيرًا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى