الشقيقان والشيطان

عبدالله وأحمد شقيقان، يُضرب بهما المثل في المحبَّة والتضحية؛ عَرف ذلك كلُّ مَن تعرَّف عليهما وصاحَبَهما .لم يفترِقا أبدًا، وإن حدث ففي أوقاتٍ نادرة، ويظل كلٌّ منهما قلقًا على شقيقه، ولا يستريح كلاهما إلَّا إذا اجتمعا معًا . فهما في مدرسة واحدة، ويتلازمان ولا يَفترقان إلَّا في الفصل الدِّراسي؛ لفارِق السنِّ بينهما؛ فأحمد في الثالثة عشرة من عمره، وفي السنة الأولى من المرحلة الإعدادية، وعبدالله في السنة الثالثة من نفس المرحلة، وعمره خمس عشرة سنة؛ فهو أكبر من شقيقه ” أحمد ” بسنتين، ولكنه يلازمه في غير ذلك كظلِّه؛ فهو الشقيق الأكبر المسؤول عنه . وهما كذلك في البيت؛ يجتمعان في حجرةٍ واحدة، وإن طلب الوالدان شيئًا ذهبا معًا، وحينما يأتي وقت الصَّلاة يصلِّي الاثنان معًا، فقد بلغ بهما الحبُّ أنْ جمع بينهما الله تعالى في السرَّاء والضرَّاء . وظلَّ هذا الحبُّ منذ الطفولة، ولكن لم يكن يظن أحد ممَّن يعرفهما أنَّ هذا الحب سيتحوَّل إلى كراهيةٍ وحقد وعداوة يومً ا ما، لدرجة أنَّ عبدالله – وهو الشقيق الأكبر – كان يتمنََّّ الأذى لشقيقه !
وإنَّ الشيطان تمكَّن من الوقيعة بينهما، واستطاع التفريقَ بين قلبيهما، والسَّبب عجيب، ولا يصدِّقه عقل، ولكنَّه الشيطان وتلبيسه؛ فهو عدوُّ الإنسان إلى الأبد،
وقد حذَّرنا الله تعالى منه ومن اتَّباعه، فقال جلَّ شأنه :﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِنين ﴾ )البقرة: 168 (، لكن لا يتَّعظ إلَّا مَن هداه الله تعالى قبل فوات الأوان، فماذا حدث؟

كان الأب والأم على مستوًى راقٍ من التعليم، ويعمل كلٌّ منهما في وظيفة م رموقة، ولهما منزل واسِع كبير، رغم أنَّ الله لم يرزقهما إلَّا )عبدالله وأحمد(، ولكن انشغالهما في العمل، وإهمال رِعايتهما وهما يَكبَران وفي بداية مرحلة المراهقة شديدة التعقيد – أدَّى إلى عواقب وَخيمة، وضرر بَليغ، هزَّ استقرار البيت، وعصف بالمحبَّة بينهما، والسبب رفقاء السوء . وبدأ إبليس لعبتَه وتلبيسه، فقد أعجب )عبدالله( بهؤلاء الرفقاء من أصحابه في المدرسة، وهم من ذوي السمعة السيِّئة؛ بسبب طريقتهم في العيش بكلِّ حرية، بعيدًا عن الأوامر والنواهي من الوالدين، ولكن عبدالله لم يكن يدري حقيقتهم إلَّا بعد فوات الأوان، وأوقَع به الشيطان، وزيَّن له هواه ما كانوا يَفعلون، فصار مثلهم، فكانوا يستحلُّون المحرَّمات؛ لعدم خوفهم من الله تعالى؛ فهم يتقابلون ويَستمتعون، بلا رادِع من الدِّين أو الأهل، فضلًا عن سهولة الاتصال بينهم بما استُحدث من وسائل الاتصالات المختلفة؛ كالإنترنت والتليفون الجوال، وكل ذلك جعل الأمورَ تتصاعَد بسرعة رهيبة، والشيطان يزيِّن لهم الحرامَ، ويغريهم دون أن يَشعر أحد منهم بشيء .
ولأنَّ الوالدين في عملهما لا يَدريان شيئًا، رأى أحمد – وهو الشقيق الأصغر – أن ينصَح شقيقَه الأكبر، ويحذِّرَه من غضَب الله، وأن يبتعد عن هؤلاء الفتية المراهقين ذوي السُّمعة السيئة، ويبحث عن الصَّداقة الطيِّبة التي تُعينه على طاعة ربِّه لا معصيته، ويستمع لوصيَّة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي قال: “لا تصاحِب إلَّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلَّا تقي” . وهؤلاء الصُّحبة ليس فيهم خير، ولا يتَّقون اللهَ تعالى فيه، وسوف يدمِّرون مستقبلَه، ويبعدونه عن رَحمة الله وهدايته، ولكن عبدالله حرَّضه شيطانه ونفسُه الأمَّارة بالسُّوء التي أعمَتها ظُلمةُ المعاصي، بحجَّة أنَّه الشقيق الأكبر، فكيف ينصحه شقيقه الأصغر ويعيب عليه تصرُّفاته؟! فنهره وصدَّه بشدَّة وقال له :• دعني وشأني، أنت لا تدري عن الحياة شيئًا . وكان لا يستمع إلى نصائحه، ويطلب منه ألَّا يَقلق عليه، ويعامله كطِفل صغير، ويحترمه؛ فهو أكبر منه في السنِّ، وأدرى بمصلحته منه، ولا يدري أنَّ الشيطان يتحدَّث على لسانه ! لم يقتنِع أحمد بهذه المبرِّرات؛ فالشيطان له ألف وَسيلة ووسيلة، ولأنَّ شقيقه بدأ يَفترق عنه ويهمِل رعايته، وتفتر محبَّته وشوقه له، ويكثر من الخروج معهم، حتى أهمَل دروسَه والاستماع للمدرسين، وبدأت درجاته تتراجع في جميع المواد، ولم يرده عِتاب مدرِّسيه له؛ لشروده وتبلُّده في الفصل، وهو الذي كان يتفوَّق على الجميع بلا منافسة . لم يقتنع أحمد بهذه المبررات أبدًا . وزاد الأمر خطورة أنَّه في بعض الأيام رأى أحمد شقيقَه ينصرف بعد اليوم الدِّراسي مع صحبة السوء الذين يََتلط بهم ويشجِّعونه، وتبعهم بحذَر حتى ذهبوا داخلَ حديقة عامَّة، وبعيدًا عن العيون أخرج أحدهم علبةَ سجائر، ووزعها بعضهم على بعض، وأخذوا يحشونها بشيء آخر لا يَدري ما هو، ولكن لا يشك أنَّها مخدرات . وأخذ الجميع يَجلسون على الأرض ويدخِّنون بشراهة، وأحمد يراقِب شقيقَه يفعل مثلهم، ويكثر من السُّعال، ولا يدري كيف وصَل به الأمر إلى هذا المنعطَف الخطير، وهل يكتفي بالفرجة وشقيقه قد سيطر على عقله وقلبه الشيطانُ؟ ! لا، مستحيل !قالها أحمد في نفسه وجسدُه يرتجف بشدَّة، وهو يرى شقيقَه يهوي للحضيض أمام عينيه .خرج أحمد من مخبئة وهو شارِد مَهموم، وخرج من الحديقة إلى الشارع، يريد أن يَعبره وينطلِق للبيت ليخبر والدَيه، ولم ينتبِه للطريق، وكادت تدعسه سيارة مسرِعة لولا لطف الله به، وأخذ السائق يلوح له ساخطًا وهو يهدِّد ويتوعَّد، ولكنه لم يهتم لأمره ومضى مسرعًا لبيته . لم يكن أمام أحمد إلَّا تحذير شَقيقه للمرَّة الأخيرة قبل إخبار والدَيه، ويرجوه بإصلاح الأمر وعودته لطَبيعته السويَّة والاهتمام بدراسته، لكنه لم يستمِع إلى نصائحه وهو أحب النَّاس لقلبه، وأكثرهم خوفًا عليه مِن رفقاء السوء في المدرسة الذين يحرِّضونه ويلهِمونه كيف يزيد من فُسوقه وانحرافه، بحجَّة أنَّه يمارس حريَّته، وأ نَّه رجل لا يَحتاج إلى أحد . حتى صار له سُُعة سيِّئة في المدرسة، ولم يكن أمام شَقيقه مفَر من إخبار والدَيه بالأمر؛ فمستحيل أن يغضَّ طرْفَه عمَّا يفعله شَقيقه في نفسه، إنَّه يبيع روحَه للشيطان، ويدمِّر جسَدَه وصحَّتَه، ويهمل دراستَه، وأكثر من هذا يُغضب ربَّه ويبارزه بالمعاصي .مستحيل أن يَكتم أمرَه، وإن خسر محبَّتَه، فلن يؤلِمه ذلك أكثر ممَّا لو خسر حياتَه وقتَل نفسَه بهذه المنكرات .لا بدَّ من ردعه، وكسرِ شوكة الشيطان وسيطرته على عقل وقلب شقيقه، مهما كان الثمَن .ومهما بذل من تضحيات !وقد كان .وأخبر أحمد والديه بكلِّ ما يعرفه، وأغضَب ذلك شقيقه عبدالله كثيرًا جدًّا . ولم يسامحه لإفشائه سرَّ هذه العلاقة التي بينه وبين رُفقاء السوء، وكشف أمره للوالدين اللذين تَوعَّداه بالعقاب، وطلبا منه عدم مصاحبتهم، والاهتمام بشقيقه الذي أهمل رعايتَه وهو الشقيق الأكبر بعد أن تأكَّدا من صحَّة ما قاله شقيقه من المدرِّسين؛ بل صارت قصَّته وانحرافه ملءَ السمع والبصر في مدرسته . ولم ينسَ عبدالله ما فعله شقيقُه، وقال له يومًا :• هذا فِراق بيني وبينك، أنا لا أعرفك ولا أريد رؤيتك .قال له أحمد :• أخي، لا تفعل، إنِّي والله أحبُّك، وأردتُ مصلحتك، ورضا ربِِّّ وربك، وحمايتك من خطوات الشيطان .
انفجر عبدالله غاضبًا وهو يقول له :• أنت كاذب، لو كنتَ تحبني لكتمتَ سرِّي، ولكنك أفشيتَه لوالدينا، وتعمَّدتَ أذيَّتي .• لو كنتَ تحبني حقًّا كما تَزعم وقد رأيتني سعيدًا، فلماذا لم تَسعد لسعادتي وتكتم سرِّي؟
• أنت تكرهني وتحسدني .• أنت منذ اليوم لستَ شقيقي ولا أعرفك . وبدأ يَنقل مقتنياته لحجرةٍ أخرى في بيتهم الواسِع؛ لينفرد بنفسه، ويبتعد عن شقيقه، ولم يعد يصلِّي معه لا في البيت ولا في المسجد؛ بل يذهب وحده ويعود وحده، وربَّما يهمل صلاته ويتكاسَل عنها . وكان يتعمَّد الخروج مبكرًا من البيت للمدرسة؛ حتى لا يسير معه .ولا يَفي نيَّته لشقيقه في أنَّه سينتظر منه أدنى خطأ؛ ليردَّ الصَّاعَ صاعين .وكان أحمد يَستمع لشقيقه وما ينطق به، غير مصدِّق أذنيه، ويَدمى لذلك قلبُه وفؤاده، ولم يدرِ ماذا يفعل لتعود الأمور لِما كانت عليه قبل أن يفرِّق الشيطان بينه وبين أخيه . كان يكثر من قراءة قصَّة سيدنا يوسف وإخوته قبل أن يَرقد في فراشة وحيدًا بعد أن فارَقه شقيقُه، ويردِّد بعدها قولَ إخوة يوسف له عليه السلام، وهو قول الحقِّ تبارك وتعالى :
﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثرََكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لخََاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يغَْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ )يوسف: 91 ، 92 ) .
ويتمنَّ أن يدرِك شقيقُه خطأه، ويَعتذر له عمَّا يفعله في حقِّه، وهو يعلم أنَّ الله سوف يساعده ويَهدي شقيقه، ويبيِّن له أنَّه كان يَبتغي مصلحته ولو بعد حين . وحتى يأتي أمر الله تعالى، عليه بالصَّبر والدُّعاء، وكان لا يَستطيع النومَ وقلبه يتألمَّ لحال شقيقه، ويعلم أنَّ الله تعالى برحمته وفضلِه سيَجعل له من همِّه فرَجًا وعسرِه يسرًا . ولاحظ الوالدان التغيير والجفاء الذي حدَث بينهما، وكان أحمد يَنظر لهما وهو يَبكي ويقول :• واللهِ ما أردتُ إلَّا إصلاحه، وردَّه لرشده .فيبتسم له والداه ويوصونه بالصَّبر والحلم تجاه شقيقه، والإكثارِ من الدعاء له، وإن شاء الله سيعود كما كان
وعندما عاد عبدالله للبيت يومًا وهو غير متزن من أثَر المخدرات، عاتَبه أبواه، ولأنَّه لم يكن في وعيه؛ فقد أخطأ وتلفَّظ بكلمة سيِّئة أثارَت غضبَ الأب، فضربه، فأسرع إلى حجرة أخيه، وقد بدا أنَّه فقد السَّيطرةَ وتوازنه في رؤية الأمور على حقيقتها . فقال لشقيقه :• أنت أخبرتَ أبِّ بالأمر، أنت لن تكفَّ عن التجسُّس عليَّ أيها الخائن، واللهِ لأضربنَّك حتى تكفَّ عن مضايقتي .
وأخذ يَجري خلفَ شقيقه الذي هرع من الحجرة ينطلِق في البيت، وشقيقه عبدالله قد فقد السيطرةَ على نفسه وأعصابه؛ فقَدَها تمامًا وهو يَعدو خلفَ شقيقه وكأنه عدوُّه اللَّدود . حتى استطاع أن يلحق به ويمسك بملابسه، وهو ثائر وغاضِب، والشرُّ ينبعث من عينيه .والوالدان يَصرخان به أن يكفَّ ويترك شقيقَه ولا يؤذيه . وأخوه يَستعطفه :• لا تفعل، لا تضربني، أرجوك، أنا شقيقك، وأردت مصلحتك… أنا …لم يستطِع أن يكمل الجملةَ، فقد هوى شقيقُه عبدالله عندما أمسَك به وهو في شدَّة الغضب والحنق، وضربه بزهريَّة كانت قريبة منه على رأسه، فوقع على الأرض والدِّماء تسيل من رأسه الصغير . صرخ الوالدان :• أيها الشَّقي، ماذا فعلتَ؟
وللحظة لم يدرِ عبدالله حقيقةَ فعلته، ولكنه نظر إلى شقيقه وهو غارِق في الدِّماء والزهرية مهشمة في يديه وعليها آثار الدِّماء، فبدأَت الأمور تتَّضح، والشيطان يفر بعد أن حرَّضه على ضرب أخيه، حِب حياته ورفيق الطفولة، ولم تستطع رِجلاه أنتَحمله، فبرك منهارًا، وقد أدرك الأمرَ بعد فوات الأوان
الحمد لله كانت الإصابة رغم قوَّتها ليست خطيرةً، فلم يكن هناك كَسر في الجمجمة، ولكن مجرَّد جروح سطحيَّة وارتِجاج بسيط في المخِّ، يزول بالراحة التامَّة ليومين، حتى يعود له اتزانه، وتمت خياطة الجرج بسبَب الضربة بثلاث غرز، وربط رأسه بالشَّاش الطبي . كان الوالدان يحيطان بأحمد وهما يشفِقان عليه، وينظران إليه بحنان، ولكنه نظر في الحجرة فلم يجِد شقيقه، وأدرك الوالدان ما يجول في نفسه من حيرة، فقال له أبوه :• إنه نادِم على فعلته، ومنهار تمامًا، وهو لا يكف عن البكاء، وأظنه عاد إلى رُشده بعدما كاد أن يقتلك .ولكنه مع ذلك يستحقُّ العقاب؛ فقد كاد يقتلك، ومنعناه من الخروج من البيت حتى نعود بك إن شاء الله تعالى إلى المنزل . قال أحمد وهو يستعطفهما :• أريد أن أراه، واللهِ أني أتألمَّ لِما أصابه، وأسامحه على فعلته تلك، واللهِ أنا أحبُّه ولن أنسى سنين كان يَشملني برعايته، يجوع هو لكي أشبع أنا، ويتألمَّ هو كي يراني أضحك وسعيدًا، ويَاف عليَّ أكثر من نفسه التي بين جنبيه . فتابع يَذكر محاسنه عليه، وهو يقول متوسلًا :• رجاء أحضراه معكما لأخبره كم أحبُّه وأحترمه، ولن أجعل الشيطان يفرِّق بيننا مهما حدث .ويحتار الوالدان ماذا يقولان له، ولا يَفيان ما في قلبهما من قلَق على )عبدالله (، ولا يدريان هل ما زال في البيت كما طلَبا منه، أم فرَّ منه هربًا، أم آذى نفسَه بعد أن كاد يَقتل شقيقه؟
وقلبهما يتمزَّق خوفًا وقلقًا عليه . وبدا لهما أنَّ من الحكمة أن يتفرَّقا، ويذهب أحدهما الآن للبحث عنه، ويبقى الآخر مع أحمد في المستشفى لرعايته، ولكن أحمد لا يكف عن التوسُّل ليُحضرا شقيقَه ليراه، وهو يقول مرارًا وتكرارًا :• أين شقيقي؟ أريد أن أراه، أريده بجواري، هل تفهمان؟ أنا أحبه.. أنا …ثمَّ حدثَت المفاجأة .• أنا هنا، لا تخف .قالها عبدالله وهو يقِف أمام باب حجرته، وآثار الأرَق والبكاء على وجهه الشَّاحب تدلُّ على حاله، وهو يقول بصوت حزين ضعيف :• ما كنت لأستريح في أيِّ مكان، لا في البيت ولا غيره وأنت هنا بسببي، والله إنِّي لأحبُّك كما أحببتَني، وأكثر من نفسي، وما فعلته بك لن أنساه ما حييتُ، وأسأل اللهَ أن يَغفر لي ما فعلتُه بك، وأن يجيرني من الشيطان ورفقاءِ السوء، وأن يوفِّقني لردِّ جميلك ونصائحك، فأنت نِعم الشَّقيق، ونِعم الصديق، وهذا من فَضل ربِِّّ عليَّ، فهل تسامحني رجاء؟
قالها والدموع تتساقط من مقلتيه، وهو يَقترب من شقيقه الراقد على السرير، وهو يشير إليه ليقترب.. أكثر وأكثر .حتى صار أمامه، وأمسك بيديه، وتعانق الاثنان، واختلطت دموعُهما من كثرة البكاء .وسط دموع حارَّة من الوالدين الذين تعهدا ببداية صفحة جديدة معهما، والقيام بحقوقهما ورعايتهما كما يحبُّ ربنا ويرضى .

سيد مبارك

شاركها.