كثيرة جدا حيث يقع  في مكانة متميزة بين أنواع الأغذية الأكثر فائدة للإنسان و التي تدخل في علاج الكثير من الأمراض, فمن ناحية يلقب زيت السمسم بـــ “الغذاء الكامل” نظراً لأنه يحتوي على مجموعة هائلة من المواد الغذائية المفيدة للصحة,


و من ناحية أخرى فإن زيت السمسم علاج فعال للكثير من الأمراض يأتي على رأسها السرطان, أمراض اللثة و الأسنان, تخفيف الكولسترول و منع تصلّب الشّرايين, ملين للجهاز الهضمي و يخفف الإمساك,

يستخدم كحامي للبشرة من أشعة الشمس الحارقة وهناك أيضاً العديد من الاستخدامات الطبية و العلاجية و وصفات التجميل التي يدخل زيت السمسم كعنصر أساسي في تكوينها.

نبات السمسم الذي يستخرج منه زيت السمسم هو نبات عشبي حولي يعرف باسم سمسم أو جلجلان و يعرف في الدول  العربية بأسماء أخرى كسليط وشيراج.

يزرع السمسم بشكل مكثف  في الهند , الصّين , إفريقيا و أمريكا اللّاتينيّة وجنوب المملكة العربية السعودية واليمن والسودان ومصر.

يحصد السمسم بسوقه ثم يربط في شكل حزم هرمية ويترك لعدة ايام حتى ييبس و تتفتح اكياس (ثمار) السمسم ثم تنكس الحزم وتُهز فيسقط حب السمسم الذي يتم بعد ذلك تنقيته من الشوائب حيث يصبح جاهزاً للاستخدام والعصر.

هناك عدة انواع من حب السمسم مثل الأحمر والأبيض والأسود والتي تنعكس على لون الزيت و يستخرج زيت السمسم بعصر حب السمسم في معاصر خاصة, ويعتبر  زيت السّمسم من الزيوت التي تبقى فترة صلاحيتها لمدة طويله على خلاف زيوت أخرى, كما أن زيت السّمسم  خالي من الكولسترول و يحتوي نسبة عالية للدهون الغير مشبّعة الجيّدة و الفيتامينات.

ذُكرت العديد من الفوائد الطبية لزيت السمسم منذ القدم وقد أكدت بعضها العلوم الحديثة بشكل واضح فيقول الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني التركماني (620-694ه) في كتابه ’’ المعتمد في الأدوية المفردة” عن زيت السمسم:-

(( فيه من الجوهر اللزج الدهني مقدار ليس باليسير وهو يسخن إسخاناً معتدلاً، وهذه القوة فيه وفي دهنه وهو الشرج، وهو أكبر البزور دهنا، وإذا غسل الشعر بماء طبيخ ورقه لينه وأطاله وذهب بالأتربة العارضة في الرأس، وإذا طبخ دهنه بماء الآس وبزيت الإنفاق كان محموداً في تصليب الشعر ونقى الحكة الكائنة من الدم الحار والبلغم المالح ،

ونقيع السمسم يدر الحيضة ويطرح الولد. وإذا قلي السمسم وأكل مع بز كتان زاد في الباءه، وإذا مزج دهنه بمثله موم وعمل ضماد على الوجه حلل نقضه وصفاه ولينه وحسن لونه، وإذا ضمدت به المقعدة نفع من الشقاق فيها واذا تضمدت به على العصب الملتوي سبطه وقومه. وينفع من التشنج اليابس أكلاً ودهناً، ويلين صلابة الاورام وينفع السعفة ،

وإدمان أكله بالجبن ينفع من في صدره قرحة، ومن استولى على جسده اليبس. وهو جيد لضيق التنفس والربو ، ودهنه مع فوة وورد ينفع من الصداع والاحتراق. وأكل السمسم يسكن الحرقة واللذع العارضين من المعدة من خلط حار، ومن شرب الشراب،

ومن شرب دواء حاد. ويسمى الجلجلان وهو أكثر البزور دهنية , وجرمه أقوى من دهنه وهو ملين مغر محلل ، ينفع خضرة الضربة الباذنجانية والدم الجامد. ونفعه في إدرار الحيض شديد حتى انه يسقط الجنين. وهو نافع من عض الحية، ويزيد المني ، وقدر ما يؤخذ منه خمسة دراهم. دهنه ميال الى جميع العقاقير التي يطبخ بها والتي تصير معه. ونقيعه شديد في إدرار الحيض حتى انه يسقط الجنين.))

طبقاً لدراسات أجرتها جمعية القلب الأمريكية فإن زيت السمسم يعمل على تنشيط حركة الدم في الشرايين مما يؤدي الى ازالة رواسب الكولسترول حديثة التكوين وبالتالي فإنه يساعد بشكل كبير على منع تصلب الشرايين.

يعتقد بعض الباحثين في هذا المجال أن الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في زيت السمسم قد تكون مصدراً للمواد الطبية المسئولة عن مقاومة مرض السرطان حيث وجد أن زيت السّمسم أعاق نموّ الورم الخبيث في الخلايا البشريّة.

وصف الصينيون القدامى زيت السمسم كغسول للفم و الأسنان منذ ألاف السنين.

عرف عن زيت السمسم أن له مفعول جيد في علاج البواسير لأنه اولاً يلين عملية الإخراج مما يخفف الضغط عند خروج الفضلات وهذا الضغط هو من اسباب البواسير  كما انه يستخدم كعلاج موضعي  لأنه ينفع من التشقق .

يحتوي زيت السمسم علة نسبة كبيرة من “البوتاسيوم” المسئول عن تنظيم ضغط الدم عند الإنسان و نبضات القلب و الاعصاب لذا يوصي الاطباء بالإكثار من تناول الاطعمة الغنية بالبوتاسيوم كالموز ، و البطاطا ، و البقوليات ، و السمسم بهدف توفير حاجة الجسم منه.

بشكل عام يعمل تناول زيت السمسم مع وجبات الطعام على تقوية الصحة العامة و تأخير ظهور علامات الشيب وعلاج الكثير من أمراض الضغط و القلب, وبشكل خاص يعمل زيت السمسم كمنشط جنسيّ لاحتوائه على كميات وفيرة من فيتامين(E) الذي يعمل على تنبيه المخ و زيادة نشاط الدورة الدموية في الجسم مما يؤدي إلى تحسين القدرة الجنسية وزيادة قوة الانتصاب وهو نفس الأثر الذي تتركه المنشطات الجنسية الطبية مثل الفياجرا و غيرها غير أن أثر  زيت السمسم لا يسبب أي أضرار جانبية و يستمر مع الإنسان.

يعتبر زيت السمسم من أهم المواد الطبيعية المفيدة للمرأة سواء من ناحية علاج الأمراض أو من خلال وصفات الجمال المتعلقة بالبشرة و النضارة حيث استخدم زيت السمسم على مدى التاريخ في العناية بصحة و جمال النساء.

استخدم زيت السمسم في منطقة الصحراء العربية كقناع واقي من اشعة الشمس الحارقة للسيدات اللاتي يعملن في أماكن مفتوحة لفترات طويلة و قد أثبتت الدراسات أن هؤلاء النساء يتمتعن ببشرة ناعمة و رطبة دون تأثر  بحرارة الشمس.

عند استخدام زيت السمسم كزيت مرطب لبطانة المهبل فإنه يعمل على تسكين الآلام المصاحبة للجماع عند السيدات اللاتي يعانين من جفاف المهبل, وطريقة الاستخدام تكون بنقع قطنة نظيفة في زيت السمسم ثم عصرها للتخلص من الزيت الزائد ثم توضع في مدخل المهبل طوال الليل و تزال نهاراً و ذلك لمدة أسبوع, ثم تستعمل لمدة مرة واحدة اسبوعياً أو عند الحاجة.

آلام الدورة الشهرية من المنغصات المزمنة في حياة المرأة و يمكن التخلص من هذه الآلام بعمل تدليك لمنطقة اسفل البطن براحة اليد بعد دهانها بزيت السمسم وذلك لتخفيف شدة تقلصات عضلات البطن.

يستخدم زيت السمسم في الهند ودول شرق آسيا في عمليات التدليك بغرض الاسترخاء والهدوء في نفس الوقت الذي تعمل فيه المواد الدهنية في الزيت على علاج جفاف البشرة مما يجعل لزيت السمسم فائدة مزدوجة من حيث الاسترخاء و ترطيب البشرة.

طريقة حمام زيت السمسم :-

يدلك الجسم بالكامل بزيت السمسم الدافئ ثم يترك حتى يتغلغل الزيت في مسام الجلد ثم يستخدم الماء الدافئ و المنظفات لإزالة أثر  الزيت و ذلك بشكل دوريّ.

هناك العديد من الفوائد الطبية التي يختص بها زيت السمسم حيث يمكن استخدامه كملين لمن يعانون من حالات الإمساك المزمن, وكذلك معالج قوي للدوار و الدوخة و الصداع, بالإضافة إلى احتوائه على الأقل على سبعة مركبات مخفّفة للألم مما يجعله من أفضل المسكنات و المهدئات الطبيعية.

شاركها.