فوائد الزعفران الصحية والنفسية المدهشة

استخدم الزعفران في الطب منذ العصور القديمة. في العام 2004، وفيما كان الباحثون يدرسون آثاراً تعود إلى ما قبل 3500 سنة في جزيرة Thera اليونانية، عثروا على رسوم لآلهة تشرف على تصنيع واستخدام دواء معدّ من زهرة الزعفران. ولعل الملفت أكثر هو العثور على رسوم تعود إلى ما قبل 50000 سنة في أماكن من عهد ما قبل التاريخ في شمال غرب إيران، رسوم تحتوي على ألوان مستخرجة من الزعفران ما يشير إلى أن علاقة الإنسان بالزعفران قديمة بقدم الزمان.

معنى كلمة زعفران

صورة الزعفران
صورة الزعفران

تعني كلمة زعفران ( Saffron ) في اللغات القديمة التي كانت متداولة في بلاد فارس أو إيران اليوم وجوارها، النبتة الأكثر وضوحاً. وذلك في جذور الكلمة التي تعود الى أكثر من ثلاثة آلاف عام. إذ أن التسمية، التي أصبحت ترمز الى اللون الأصفر الذهبي الذي يضفيه على بعض الأنواع من المأكولات لم تكن هي الأصل في التسمية القديمة.

مكونات الزعفران

تعكس تركيبة الزعفران الكيميائية تعقيداً خيالياً. فهو يحتوي على أكثر من 150 زيت طيّار ذي رائحة عطرية- وهي سيمفونية كيميائية تضمن غموضه الذي لن يتكشّف تماماً، على الأقل حتى وقتنا الحالي حيث أنّ قدراته الطبية العظيمة تبقى عصيّة على النظرة الاختزالية لعلم الصيدلة الحديث.

خصائص الزعفران

أثار الحديث مؤخراً عن خصائص الزعفران على صعيد خسارة الوزن (عبر كبح الشهية) الاهتمام مجدداً بهذا التابل الفريد إلا أنّ ما يمكن للزعفران أن يقدّمه يتجاوز هذا. في الواقع، يبدو الزعفران واعداً للأمراض العصبية الخطرة مثل الألزهايمر.

وبالنسبة للعلم الحديث, فلقد أثبتت التجارب العلمية الكثيرة والحديثة ما لهذه النبتة الصغيرة من مفعول كبير في مجالات عديدة خاصة في مجال الطب العضوي والنفسي, وكذلك في مجال الصناعة كتلوين السجاد والمفروشات والملابس وغيرها, وفي صناعة العطور, ويستعمل في مجال الطبخ حيث يضفي على الطعام مذاقا مميزا ولونا جذابا.

وتبيّن أيضاً أن بتلات الزهرة تتساوى في التأثير مع دواء البروزاك Prozac (fluoxetine) في علاج الاكتئاب.

وتشير دراسة نُشرت في مجلة Progress in Neuropsychopharmacology and Biological Psychiatry في العام 2007، إلى أنّ 15 ملغ من بتلات الزهرة فاعلة بقدر 10 ملغ من البروزاك في علاج الاكتئاب البسيط إلى المتوسط الحدّة، وأنها أدت إلى شفاء 25% من المشاركين بشكل كامل. وفي دراسة أخرى حول الاكتئاب نُشرت في العام 2004، تبيّن أن مقدار 30 ملغ من الزعفران في اليوم فاعل بقدر دواء imipramine 100 ملغ في اليوم في علاج الاكتئاب البسيط والمتوسط الحدّة.

فوائد الزعفران الصحية

استخراج الزعفران
استخراج الزعفران
  • اضطرابات القلق
  • انخفاض قدرة الحوينات المنوية على الحركة
  • تضخّم القلب
  • تسمم الكبد الناجم عن العلاج الكيميائي
  • سرطان القولون
  • اعتلال الكلى السكري
  • عسر الطمث
  • الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الالتهابات
  • سرطان الكبد
  • انسداد الوريد الدماغي الأوسط
  • تصلّب الأنسجة المتعدد
  • الإدمان على الأفيون/ أعراض التوقّف عن تعاطي المخدرات
  • سرطان البنكرياس
  • داء الصدف
  • الأمراض التنفسية
  • شفاء الجروح والتئامها
  • وتبيّن أن الزعفران يعدّل ما لا يقل عن 22 تفاعلاً بيولوجياً عبر النشاط الصيدلي التالي:
  • مضاد للقلق
  • مضاد للالتهاب
  • مضاد للسرطان
  • مضاد للاكتئاب
  • مضاد للطفرات
  • مضاد للأكسدة
  • مضاد لانتشار المرض
  • مثيرة للشهوة الجنسية
  • مضاد لموت الخليّة المبرمج
  • موسّع للشعب الهوائية
  • حاصر قنوات الكالسيوم
  • حامٍ للقلب
  • واقٍ من الكيميائي
  • علاج كيميائي
  • مثبط وكابح للcyclooxygenase
  • شادات الأحماض الأمينية المثيرة للأعصاب
  • منوّم ومسكّن

كيف اعرف الزعفران الأصلي

جودة الزعفران يتم قياسها بناء على ثلاثة عوامل مهمة هي:

اللون (crocin) العطر (safranal) الذوق (picrocrocin)،

ويقاس اللون بأربع درجات يعتبر الرابع أفقرها وأقلها شأناً.

الطب النفسي والزعفران

حقول الزعفران
حقول الزعفران

لقد تبين في نتائج أحدث تجربتين سريريتين أن الزعفران يشكل علاجا فعالا ضد الاكتئاب!! حيث ثبت للعلماء أن الزعفران مادة مفرحة بشكل قوي بحيث يعطي انسجاما نفسيا ويمنع اعتلال المزاج والكآبة, ويبعد الأمراض النفسية كالوساوس والمخاوف, كما يعتبر مادة منومة ومهدئة. وقد وجد العلماء بعد هذه التجارب أن الزعفران يضاهي في تأثيره الإيجابي على الإنسان تأثير الدواء Prozac الذي سمحت منظمة التغذية والدواء Foof and Drug Administation (FDA) ببيعه حديثا في الصيدليات للأطفال ما بين 7 و17 سنة وذلك لمعالجة الاكتئاب والاضطرابات النفسية المفرطة. ويعتبر الدواء الأول المصادق عليه في الولايات المتحدة والذي يسمح ببيعه في الصيدليات للشباب والأطفال.

الطب العضوي والزعفران

لقد اكتشف العلماء حديثا بأن الزعفران يزيد من الطاقة الجسدية ويقوي حواس الإنسان كالسمع والبصر واللمس… وفي دراسة يابانية أجريت على الفئران عام 2000، تبين أن الزعفران يحسن ويقوي الذاكرة وتعلم المهارات, واعتبروه مفيدا في معالجة اضطرابات الذاكرة.

الزعفران علاج لأمراض عديدة

تبين حديثا أن الزعفران ينشط القلب ويمنع ارتفاع وتسارع ضربات القلب في ما يسمى في الطب ب

Tachyarrythmias كما أنه يخفض كهرباء الدماغ خاصة في حالات الصرع حيث يعتبر دواءً مسكناً ومنشطاً للجهاز العصبي المركزي.

ويعتبر زيت الزعفران مضاداً للألم والتقلصات ويزيل آلام الطمث وغشاء اللثة وهو مفيد جدا للجهاز الهضمي لأنه منبه للمعدة وشديد المفعول للأمعاء لذلك يدخل في صناعة الأدوية الحديثة التي تستعمل لطرد الديدان المعوية وكذا في الأدوية المستعملة في تنشيط الإفراز البولي, كما يدخل في تركيب بعض أنواع من الكحل المساعد في إزالة الغشاوة من العين. ويساهم الزعفران أيضا في معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية.

الزعفران يتحدى مرض العصر: السرطان!

في دراسة أجريت سنة 1999 ونشرتها مجلة’’ الطب والبيولوجيا التجريبية’’ المتخصصة, أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران كعامل وقاية من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض حيث يزيد من فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان !!

ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث العلمية التي أجريت على الحيوانات, أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة, بل يساهم أيضا في تقلص وانكماش الأورام الموجودة. وأوضحوا بأن الفوائد الصحية للزعفران قد ترجع بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي لايكوبين وبيتاكاروتين, كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.

ويعتقد هؤلاء العلماء أن لايكوبين Lycopene قد يساعد في تقليل التلف المتسبب عن جزيئات الراديكالات الحرة Free radicals الضارة والذي يحدث طبيعيا عند معالجة الطعام في الجسم ويؤدي الى الأمراض والشيخوخة.

اعجاز السنة النبوية المطهرة

ترى كيف عرف محمد صلى الله عليه وسلم, هذا النبي الأمي بقيمة الزعفران الاقتصادية والعلمية والطبية الكبيرة لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى؟؟ وكيف له أن يتخيل أرضاً ترابها زعفران؟ ولماذا الزعفران بالذات وليس مادة ثمينة أخرى؟ فهو بالتأكيد لم يقم بتحليل نبتة الزعفران كيميائيا ولا علم له بكيفية زراعتها ولا بالجهود الجبارة للحصول على كميات صغيرة من هذه المادة العجيبة مما جعلها تحمل لقب: الذهب الأحمر أو ذهب الصحراء الأحمر!!!

فسبحان خالق الزعفران وسبحان خالق تراب الجنة من الزعفران, سبحان الذي أوحى إلى عبده الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وسبحان الذي عرف لنبيه وكشف له أسرار ملكوته وخلقه العظيم.

فتخيل كم هي غالية هذه الجنة التي حصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران وجدرانها ذهب وفضة ونعم لا تفنى!! فاذا كان هكتارا واحدا من الأرض لا ينتج سوى 6 كيلوغرامات من الزعفران, ولو نثرنا هذه الكمية فهي لن تغطي سوى بقعة صغيرة جدا من الأرض, فما بالك بالكمية اللازمة لمساحة أرض الجنة التي عرفها لنا ربنا عز وجل وقال: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133].

فاللهم انا نشهد أنك حق وأن محمدا صلى الله عليه وسلم حق, والجنة حق والنار حق والملائكة حق والموت علينا حق, اللهم اجعلنا من الذين قلت فيهم وقولك الحق المطلق: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الحديد: 12].

زر الذهاب إلى الأعلى