فشل القائد يؤدي إلى إفشال منظومة العمل بالكامل أي كان نوعها أو مجالها.. فترى لماذا يفشل القادة في الإدارة والارتقاء بمنظوماتهم؟

فشل القائد

فشل القائد يعني فشل منظومة العمل بأكملها وتراجعها وربما انهيارها التام، حيث أن نجاح أي مؤسسة أو مشروع أو فكرة يعتمد بنسبة كبيرة على أسلوب القيادة الذي تُدار من خلاله، وقد حقق الخبراء في مجالات التنمية البشرية وإدارة الأعمال مجموعة العوامل التي تقود إلى فشل القائد ومن ثم العجز عن الاستمرار وبالتبعية حدوث الانهيار، والمفاجأة أن تلك العوامل لا ترتبط بالموارد أو المقومات المادية، بل أنها تتعلق ببعض السلوكيات والمفاهيم الخاطئة لدى من يحتلون المناصب القيادية.

أسباب فشل القائد

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى فشل القائد أغلبها يتمثل في صفات أصحاب المناصب والتي تتعارض بصورة كبيرة مع أبسط مقومات النجاح، ومن أهمها الآتي:

الجمود وعدم التجدد

المرونة والقدرة على التجدد والابتكار وتغيير الأساليب من الصفات التي تُميز القائد الناجح أيا كان موقعه أو مجال عمله، الأمر الذي يجعل الجمود الفكري والعجز عن الابتكار والإبداع من مُسببات فشل القائد في تحقيق معدلات الإنتاج المُقدرة وإنجاز المهام المطلوبة.

هناك شركات عالمية انهارت وعجزت عن الاستمرار بسبب عجز قاداتها عن التجديد ومواكبة التطورات مثل شركة نوكيا، التي كانت تسيطر على سوق الإلكترونيات خلال عقد التسعينات وأوائل الألفية الحالية، على الجانب الآخر نجد أن شركة سامسونج وشركة أبل تمكنا من الاستمرار والمنافسة والسر في ذلك يرجع إلى قدرتهم على الإبداع والتطوير من أنفسهم.

الانشغال بالمناصب

يخلط البعض بين مفهوم السيطرة ومفهوم القيادة والحقيقة أن كل من المصطلحين يختلف اختلافاً كلياً عن الآخر، بل أن حب السيطرة من الأسباب المؤدية إلى فشل القائد وعجزه عن إنجاز المهام المطلوبة منه، حيث أن بعض من يشغلون المناصب القيادية تكون أعينهم على السلطة أكثر من المهام، يخشون خسارة تلك المناصب أكثر من تخوفهم من الفشل في تحقيق الأهداف.

هذا النمط من القادة عادة ما يفشلون بسبب ترددهم الدائم في اتخاذ القرارات وتخوفهم من كل ما هو جديد، فهم فقط يرغبون في السيطرة على العاملون تحت إمرتهم، حيث يجدون في ذلك إرضاءً لغرورهم وإظهاراً لسلطتهم وسطوتهم، وبناء على ذلك لا يستمعون لرأي أو نصيحة ويرفضون التجديد والتطوير ولذلك سرعان ما يفشلون ويسقطون.

الخوف من الفشل

القاعدة التي توافق عليها خبراء التنمية البشرية تقول أن الخوف من الفشل هو عين الفشل، حيث أن القائد الناجح يكون نظره دائماً موجه إلى الإنجاز الذي يرغب في تحقيقه، بينما القائد الفاشل ينشغل تفكيره بالمصير الذي ينتظره إذا فشل، والمفاجأة التي فجرتها نتائج الدراسات المقارنة أن النمط الثاني من أساليب الإدارة هو ما يقود إلى الفشل في النهاية.

فشل القائد غالباً ما يأتي نتيجة التردد في اتخاذ القرارات الحاسمة والتخوف من تجربة الأساليب الجديدة، ويفضل دائماً القيام بالأمور بذات الطريقة التي اعتاد عليها وأتقنها، لكن الحقيقة أن العالم من حولنا يتطور باستمرار وعلى القائد أن يطور من نفسه ومن أساليب كي يلحق بذلك التطور، ولكن بعض القادة يرفضون المحاولة بسبب تخوفهم من فشلها وهذا يؤدي إلى تأخرهم ومن ثم انهيارهم.

الرغبة في الانفراد بالسلطة

حدثنا الرسول الأمي عليه أفضل الصلاة والسلام في العديد من الأحاديث الشريفة عن أهمية المشاركة والحصول على مشورة الآخرين، وهي ذات النتيجة التي توصلت إليها الدراسات الحديثة المتعلقة بعلوم التنمية البشرية وأساليب القيادة الناجحة، مما يعني أن الرغبة في الانفراد بالسلطة أحد أسباب فشل القائد

القادة الراغبون في الانفراد بالسلطة لا يستمعون إلا لأنفسهم وهذا بالطبع يتعارض مع مقومات النجاح التي يأتي التعاون في مقدمتها، فنحن في النهاية نعمل داخل منظومة وكل فرد في داخلها لديه ما يقدمه وما يقوم به، والقائد الناجح هو من يستمع للآخرين ويأخذ آرائهم في عين الاعتبار ويستفد من خبرتهم وإبداعتهم في إنجاح منظومة العمل بشكل عام ودفعها للأمام.

شاركها.