غيابةُ جُبّ // بقلم // وليد العايش

_ غيابةُ جُبّ _
ها أنا ذا يا أبتِ
عائدٌ منْ صحراءِ , هولاكو
بعدَ أنْ خَانني إخوتي
سكوني يهتزُّ أمامَ أعينٍ
لمْ تعرف كيفَ تبكي …
ظنَنتُ أنَّكَ قدْ نسيتْ
أو أنَّكَ قدْ رحلتْ
ظنونٌ ذهبتْ أدراجَ الرياح
عندما أنهتْ شهرزادُنا
جُلّ كلامها المُباح
أوراقُ غُصنٍ … وردةٌ حمراء

ولحنُ نايٍ كانَ لدينا
قبلَ أنْ تبكي عليَّ
غيابةُ الجُبّ ماتتْ
والماءُ جَفَّ في شراييني
فكيفَ يكون حالُكَ أنت …
ها أنا ذا يا أبتِ
سوفَ يخرجونَ منْ حيثُ أتوا ، إخوتي
الإبلُ لا تزالُ تنتظر
والأحمالُ تعرِفُها الجِمْال
آهٍ نسيتُ … لمْ تخبرني
كيفُ الجميعُ
الجدُّ , والعمُّ , والخالْ …
كيفَ حال الرجال …
صرختُ كي يصل صوتي
إلى المدى … يُرددهُ رَجْعُ الصدى
فيحكي روايةً أُخرى
منْ حكايا شهرزاد
والسكونُ يقطَعهُ الحنين
يغتالُ ظُلمةً تأتي
كما دسيسةٍ معَ الردى
يتقهقرُ العابرون …
كما تهشّمتْ لُغةُ السنون
سؤالٌ يفْرِضهُ قانونُ النفايات
وصراخي يبكي على ما قدْ مضى
هكذا قالَ اليتيمُ يوماً
لا أؤمِنُ بأنَّ نوازلي
ستبقى على حالٍ كهذا
فإنَّهُ سيرتدُّ ذاتَ حُبٍّ إلى أفقي رَجْعُ الصدى
لا تخشى البصيرةَ يا شيخنا
فإنَّ قميصي العاشق
سيردُّ إليكَ … ولي
بصيرَتُك … وبصيرتي
ها أنا ذا يا أبتِ
فقدْ سامحتُ لأجْلِكَ … إخوتي …
وليد.ع.العايش
11/4/2018م

شارك الموضوع

شاهد أيضا

زر الذهاب إلى الأعلى