علاج مرض الربو بشكل نهائي

مرض الربو

الربو (Asthma) هو من أحد أمراض الجهاز التنفسي والذي يتسبّب بتضيّق وانتفاخ المجاري التنفسية لفترة طويلة، لذلك يوصف على أنّه مرض مزمن (Chronic disease)، بالإضافة إلى تواجد كميات كبيرة من المخاط (Mucus) في الجهاز التنفسي مما يصعّب من عملية التنفس ويكاد يسبّب الاختناق إذا لم تُؤخَذ جرعة موسّع المجاري التنفسيّة بسرعة، والتي تكون على شكل بخّاخ (Spray) في أغلب الأحيان، كونها من أسرع الطرق امتصاصًا ولها تأثير دوائي سريع، وسيتم تناول أسباب هذا المرض وأعراضه وتشخيصه بالإضافة إلى الحديث عن علاج مرض الربو.

أسباب مرض الربو

إنّ مرض الربو مثل العديد من الأمراض مجهولة السبب الرئيس، أي ليس لها سبب رئيس وحيد لحدوثها، وبالتالي فهي تُصنَّف ضمن الأمراض متعددة العوامل (Multi-factors disease)، حيث أن وجود أكثر من عاملين يؤدي للإصابة به، وهذه العوامل تنقسم إلى عوامل بيئيّة وعوامل جينيّة، وتندرج هذه العوامل على النحو الآتي:

  • مرض الارتداد المعدي المريئي (GERD): وهو الذي يقوم على ارتداد عصارات المعدة الحمضيّة إلى المجرى المريئي، والتي من الممكن أن تؤثّر على خلايا المجاري التنفسيّة مُسبّبةً الربو في فترات لاحقة من حياة الإنسان.
  • وجود المواد الحافظة من نوع (Sulfites) في الأطعمة المعلبة.
  • التوتر والصدمات العاطفية (سبب عصبيّ عقليّ).
  • الإكثار من تناول المسكنات مثل البروفين وغيرها، بالإضافة إلى الإكثار من تناول أدوية حاصرات بيتا.
  • التلوث الهوائي وخصوصًا الأدخنة.
  • الهواء البارد والذي يؤدّي لنزلات برد متكررة.
  • الأنشطة البدنيّة المكثفة والتي تؤثّر على العملية التنفسيّة في الرئتين.
  • تلوث الغبار الجوي بحبوب الطلع والتي تسبّب مشاكل تحسسيّة على المدى البعيد.
  • المشاكل التنفسية والعدوى المتكررة.

أعراض مرض الربو

تختلف أعراض الربو من شخص لآخر، وإنّ معرفة الأعراض على نحو دقيق لبناء تشخيص جيد للمرض يساعد في وضع طريقة تناسب علاج مرض الربو للحالة التي يتم معاينتها، ومن الأعراض الشائعة له:

  • ألم في الصدر (Chest pain).
  • ضيق في التنفس (Dyspnea).
  • مشاكل أثناء النوم والتي تنتج عن مشاكل في التنفس أثناء الليل.
  • العطاس بشكل متكرر وإصدار صوت يشبه الصفير بشكل دائم.
  • كحة وعطاس بدرجة شديدة خصوصًا إذا ترافق الربو مع التهابات صدرية أو عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي.

تشخيص مرض الربو

إن التشخيص المناسب للربو يعطي الطبيب فرصة جيدة لوضع خطة مناسبة تفيد في علاج مرض الربو، ويقوم الطبيب أو أخصائيّ الصدريّة والأمراض التنفسيّة بالتشخيص الدقيق وذلك بعد أن يحصل على التاريخ الطبي المفصّل للمريض، ثم يطلب إجراء بعض الفحوصات، والتي تتمثّل في:

  • قياس التنفس (Spirometry): وهو اختبار وظيفة الرئة، ويتم من خلاله قياس مقدار الهواء الذي يخرج مع عملية الزفير، ويؤكد اختبار الربو هذا وجود انسداد في مجرى الهواء والذي يرافق غالبًا الربو، ويمكنه قياس درجة ضعف وظائف الرئة بدقة، ويمكن لهذا الاختبار أيضًا مراقبة الاستجابة الحاصلة بعد بدء علاج مرض الربو بالأدوية والبخاخات والوسائل الأخرى.
  • اختبار تدفق الذروة (Peak flow testing): هو عبارة عن فحص يستطيع أن يقوم به الشخص في منزله بشكل ذاتي، يعطي معدل تدفق الزفير الذروي (PEFR) مقياسًا موضوعيًا يعتمد عليه لوظيفة المجاري التنفسية، وبعد ذلك يقوم الطبيب بالاطلاع على النتائج لوضع خطة جيدة تفيد في علاج مرض الربو، ويقوم الفحص على أخذ نفس عميق وإخراجه بأقصى استطاعة ممكنة، وإن الانخفاض في قياس تدفق الذروة يثبت وجود عقبة أو عائق في المجرى التنفسيّ، ويساعد هذا الفحص أيضًا في مراقبة تدفق الذروة وإدارة الأعراض التي تترافق مع المرض ومراقبة فعالية علاج مرض الربو الذي يصفه الطبيب.
  • التصوير بالأشعة السينية: هو فحص غير مطلوب بشكل دائم، إلّا في حالة اشتباه وجود التهاب رئويّ بدلًا من الربو، أو في حالة كان علاج مرض الربو غير فعّال، ولذلك تستطيع الأشعة السينيّة في هذه الحالة تحديد العائق العلاجي أو إثبات احتماليّة وجود أمراض رئوية أخرى.

علاج مرض الربو

إن علاج مرض الربو -كأي مرض مزمن آخر- يعتمد  على تخفيف الأعراض المصاحبة له، حيث لا يوجد علاج فعليّ للسبب الرئيس المسبب له، وذلك كون أسبابه تتمثّل في العديد من العوامل كما تمّت الإشارة لذلك سابقًا، ومن العلاجات التي تدخل ضمن منظومة علاج مرض الربو والتخفيف من أعراضه:

  • منبهات بيتا طويلة المفعول (LABA): هذه الفئة من الأدوية مرتبطة كيميائيًّا بالأدرينالين، وهو هرمون تنتجه الغدد الكظريّة، تعمل هذه المنبهات على إبقاء ممرات التنفس مفتوحة لمدة 12 ساعة أو أكثر، وبالتالي تحقيق الاسترخاء لعضلات المجاري التنفسيّة وتوسيع الممرات وتقليل المقاومة لتدفق الهواء الزفير، مما يجعل التنفس أسهل.
  • الكورتيكوستيرويدات المستنشقة: تعمل الستيرويدات المستنشقة موضعيًّا على التقليل من ضيق التنفس الناتج بسبب الربو، ومنها بيكلوميثازون (بيكلوفنت)، فلوتيكاسون (فلوفينت، أرنيتي).
  • العلاج المختلط  (Combination therapy) والمؤلَّف من كل من LABA والكورتيكوستيرويد المستنشق: يشمل ذلك Advair (سالميتيرول) وSymbicort (فورموتيرول) وDulera (فورموتيرول)، وكلها تؤخذ مرتين يوميًّا.
  • مثبطات الليكوترين: هي الأدوية التي تقوم بإيقاف أو تثبيط عمل Leukotrienes، وهذه الأخيرة هي مواد كيميائيّة قويّة تعزز الاستجابة الالتهابيّة التي تحدث أثناء نوبات الربو، وبالتالي عن طريق منع هذه المواد الكيميائيّة يتم التقليل من أعراض الالتهاب.
  • مجموعة دوائية تُسمَّى Methylxanthines: هذه المجموعة من الأدوية مرتبطة كيميائيًّا بالكافيين، وتعمل  كموسّع قصبيّ طويل المفعول في حالات خطط علاج مرض الربو المستعصية.
  • منبهات البيتا قصيرة المفعول (SABA): تعمل ناهضات بيتا قصيرة الاستنشاق بسرعة خلال دقائق لفتح ممرات التنفس، وعادةً ما يستمر التأثير العلاجيّ لمدة أربع ساعات، وهي الأكثر استخدامًا من بين جميع أدوية علاج مرض الربو.
  • مضادات الكولين: تمنع هذه المضادات أيضًا حالات الاختناق المُحتمَل حدوثها أثناء نوبات الربو، وذلك كونها تفتح ممرات التنفس، على غرار عمل منبهات بيتا، تستغرق مضادات الكولين المستنشقة وقتًا أطول بقليل من ناهضات بيتا لتحقيق تأثيرها، ولكنها تدوم لفترة أطول من ناهضات بيتا.
  • كرومولين الصوديوم: هذا الدواء يمنع إطلاق المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب المتعلّق بحدوث نوبات الربو، وهو مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين تحدث لهم نوبات الربو استجابة لأنواع معينة من التعرض للحساسية.

الوقاية من مرض الربو

بعد أن تم تناول مختلف النقاط المهمة عن مرض الربو، وخصوصًا علاج مرض الربو، لا بدّ من التطرّق إلى الوسائل التي تقي من حدوث نوبات الربو وتفاقم أعراضه مع مرور الزمن، حيث أنّ الأمراض المزمنة عادةً -بما فيها مرض الربو- تزداد حدتها مع مرور الوقت، ومن هذه الوسائل:

  • الابتعاد عن الأمور التي تسبّب بدء النوبات مثل تلوث الهواء، والأمور التي تسبّب الحساسية مثل الهواء البارد وحبوب الطلع والعطور ودخان السجائر والتبغ عمومًا.
  • الابتعاد عن الأجواء الباردة والتي من المحتمل أن يتم الإصابة بها بفيروس البرد أو الإنفلونزا أو التهاب الجيوب الأنفيّة.
  • ضرورة الحرص على الحصول على لقاح الإنفلونزا.
  • تجنّب جلسات التدخين قدر الإمكان.
  • الخضوع لجلسات العلاج المناعي من أجل الحساسية الشديدة، والتي لا يمكن تجنب حدوثها حتى مع الابتعاد عن المسببات آنفة الذكر.

زر الذهاب إلى الأعلى