دعاء الرعد
الرعد مظهر من مظاهر عظمة الله سبحانه و تعالى و قدرته ، و توجد سورة كاملة في القرآن الكريم تسمى بسورة الرعد ، يقول الله سبحانه و تعالى في سورة الرعد ” هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) .
فالرعد جند من جنود الله سبحانه و تعالى ، يرسله الله تخويفاً لعباده ، و تذكيراً لهم بعظمته ، فيطيعوه ، و لا يعصونه .
ما هو الرعد على الحقيقة ؟
فقد روى أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي، وآخرون عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب، بيديه مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره الله تعالى»، قالوا: فما ذلك الصوت الذي نسمعه؟ قال: «صوته» قالوا: صدقت.
وعن ابن عباس رضي الله عنه ” الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله “. رواه الترمذي وصححه .
و جاء في تفسير الحديث الشريف أن المقصود بأن الرعد ملك اي له ملك موكل بالرعد و البرق ، وهذا لا يعارض العلم الحديث الذي يقول ان الرعد هو صوت تمدد الهواء الفجائي و الشديد نتيجة حدوث البرق ، فالله سبحانه و تعالى جعل للدنيا أسباب ظاهرة لكن حقيقتها ملائكة تسيرها ، فالانسان ينظر الى النبات و هو ينمو و المطر و هو ينزل ، ولكن ذلك كله بتوكيل ملك يقوم بأمر الله بتصريف أمور هذه الظواهر ، فالانسان عندما يموت يرى الناس توقف قلبه و جسده عن الحركة و كفى ، و لكن في الحقيقة أن ملك الموت هو من سحب روحه من جسده و توفاه بأمر الله .
الرعد في العلم الحديث :
يرى العلم الحديث أن البرق يتكون بسبب اقتراب كتلتين من الغيوم أحداهما محملة بشحنات سالبة و الأخرى محملة بشحنات موجبة فعندما يحدث التلاقي بين الكتلتين ينتج عنه صدمة كهربائية و تفريغ للشحنات فيحدث البرق ، و عندما يحدث البرق ترتفع درجة حرارة الهواء المحيط به بصورة مفاجئة مما يسبب الرعد .
دعاء الرعد :
جاء عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أنه كان يقول عند سمع الرعد ” سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته” ، ثم يقول: إن هذا الوعيد شديد لأهل الأرض ، وهذا الدعاء وان كان موقوفاً على ابن الزبير الا أنه لا يكون الا من سماع عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
دعاء المطر :
جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عند نزول المطر أنه كان يقول ” اللهم صيبًا نافعًا مطرنا بفضل الله ورحمته ” .
و كان من هديه صلى الله عليه و سلم عند نزول المطر أن يحسر ( أي يشمر ) عن ثوبه ليصيب المطر جلده و يقول هو حديث عهد بربه ، رُوِي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَهُ، حتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ (قالَ: لأنَّهُ حَديثُ عَهْدٍ برَبِّهِ تَعَالَى).
أدعية أخرى عند نزول المطر:
- اللهم لا اله الا أنت استغفرك و أتوب اليك .
- اللهم اني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، و لا يغفر الذنوب الا أنت ، فاغفرلي مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم .
- اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني و بين معصيتك ، و من طاعتك ما تبلغني به جنتك ، و من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، و انصرنا على من عادانا ، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ، و لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا .
- اللهم رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ، ربنا و رب كل شئ أقضي عني الدين وأغنني من الفقر .
- اللهم اني اسألك يا الله الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ، و أن توسع لي في رزقي ، و تبارك لي في مالي و عيالي ، و الا تحوجني الا اليك سبحانك رب السماوات و رب الأرض رب العالمين .
- اللهم عليك توكلت و إليك انبت ، و بك خاصمت ، اللهم اغفرلي وارحمني و عافني وارزقني ، و تب علي يا رب العالمين و لا تفتني .
- اللهم اني أسألك عيشة هنية و ميتة سوية ومرداً غير مخز و لا فاضح .
- اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة امري ، و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، و اجعل الموت راحة لي من كل شر .
- اللهم اني أسالك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه و ما لم أعلم ، و أعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه و ما لم اعلم .
- اللهم اني أسألك الجنة و ما قرب منها من قول أو عمل ، و اعوذ بك من النار و ما قرب منها من قول أو عمل .
- اللهم عالم الغيب و الشهادة ، فاطر السماوات و الأرض ، رب كل شئ و مليكه ، أعوذ بك من شر نفسي و من شر الشيطان و شركه ، و أن أقترف على نفسي سوءاً او اجره الى مسلم .
الأوقات المستحبة لاستجابة الدعاء :
- عند هطول المطر ، و نزول القطر .
- في الثلث الأخير من الليل ، عند تنزل الرب سبحانه و تعالى تنزل يليق بجلاله و كماله ، ليس كتنزل البشر .
- بعد الصلوات المكتوبة .
- الدعاء يوم الجمعة في آخر ساعة من العصر و قبل المغرب ، فهي ساعة لا يرد فيها الدعاء .
- عند السفر و مفارقة الاهل و الوطن يكون للمسافر فيها دعوة مستجابة .
- الدعاء عند سماع النداء للصلاة ، فانه مستجاب باذن الله .
- الدعاء بين الآذان و الاقامة ، من الاوقات التي لا يرد فيها الدعاء .
- دعاء الصائم ، فللصائم دعوة لا ترد حتى يفطر .
- الدعاء لأخيك بظهر الغيب ، يوكل الله لك ملكاً كلما دعوت لأخيك الغائب ، قال لك الملك ولك بمثل .
- دعاء المظلوم على من ظلمه ، فلا يرد الله دعوة المظلوم و ينصرها سبحانه و لو بعد حين .