دعاء التعزية

التعزية هي تسلية المصاب و تقويته و الوقوف الى جانبه في مصابه بفقد حبيب أو فقد مال أو فقد أهل أو ولد ، و التعزية حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم ، و الموت لا يفرق بين كبير أو صغير ، غني أو فقير ، فالكل أموات أبناء أموات ، و الموت سهم انطلق اليك ، و عمرك هو مدة وصول السهم اليك ، فهو لابد واصل لك لا محالة ، فوجب الاستعداد له ، و العمل لما بعد الموت .

فضل الصلاة على الجنازة و اتباعها :

للصلاة على الجنازة واتباعها فضل كبير ، و ثواب عظيم بينه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ قَالَ: “مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَاناً وَاحْتِسَاباً، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فَإنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ” .

و عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال “مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ، إِلا شُفِّعُوا فِيهِ ” .

آداب الجنائز :

المشي خلف الجنائز ، و هو افضل من المشي أمامها .
القيام للجنازة اذا مرت به ، ولكن اذا جلس فلا شئ عليه ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم هذا و هذا .
عدم الجلوس في المقابر قبل وضع الجنازة ، وانزالها من فوق الأعناق .
دعاء دخول المقابر الوارد عن النبي صلى الله عليه و سلم وهو “السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، و انا ان شاء الله بكم لاحقون .
تجنب الجلوس على المقابر ، فقد ورد النهي من النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال ” لأن يجلسَ أحدُكم على جمرة، فتحرقَ ثيابه، فتخلُصَ إلى جلده؛ خيرٌ له من أن يجلسَ على قبر” .
خلع النعل عند الدخول الى المقبرة ، وهذه المسألة تحتاج الى تفصيل بينته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الافتاء حيث قالت ما نصه (يشرع لمن دخل المقبرة خلع نعليه؛ لِما روى بشير بن الخصاصية قال: “بينما أنا أماشي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا رجل يمشي في القبور وعليه نعلان، فقال: ((يا صاحبَ السِّبتيتين، ألْقِ سِبتيتيك، فنظر الرجل، فلما عرَف رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – خلعهما فرمى بهما))؛ رواه أبو داود، وقال أحمد: إسناد حديث بشير بن الخصاصية جيدٌ، أذهب إليه إلا من علة، والعلة التي أشار إليها أحمد – رحمه الله – كالشَّوك والرمضاء ونحوهما، فلا بأس بالمشي فيهما بين القبور لتوقي الأذى، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ) .
لا يشرع لمن جامع زوجته في تلك الليلة ان يتولى الدفن ،فقد ورد عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: “شهدنا ابنة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – جالسٌ على القبر، فرأيتُ عينيه تدمعان، ثم قال: ((هل منكم من رجُلٍ لم يقارف الليلة “أهله”؟))، فقال أبو طلحة: نعم، أنا يا رسول الله، قال: ((فانزل))، قال: فنزل في قبرها فقَبَرها .
حل عقد الكفن عند وضع الميت في قبره .
يرفع القبر عن الأرض مقدار شبر حتى يتميز و يعلم أنه قبر ، فيصان و لا يهان .
تعليمه بحجر أو شئ مميز حتي يعرفه فيدفن بجواره قرابته و اهله .
الدعاء و الاستغفار للميت بعد دفنه و عدم التعجل بالرجوع .
المقام عند القبر بعد الدفن مقدار ذبح جزور وتفريق لحمها كما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم ، لان الميت يستأنس بأهله ، و بقربهم منه .

دعاء التعزية :

الافضل ان يعزي أهل الميت بما عزى به النبي صلى الله عليه و سلم ابنته عندما حيث قال صلى الله عليه و سلم لها “إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ ، وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ ” .

أدعية أخرى للتعزية :

أحسن الله عزائك وجبر مصيبتك ، و غفر لميتك .
البقاء لله ، سبحانه له البقاء و الدوام .
عظم الله اجرك ، و أحسن عزائك ، و غفر لميتك ، و ألهمك الصبر و السلوان .
غفر الله لحيكم و ميتكم ، وصغيركم و كبيركم ، وبارك فيمن بقي منكم .
عوضك الله خيراً عن مصيبتك ، وأجزل لكم العطاء ، و غفر لكم و له .
البقاء لله ، و العوض من الله ، سبحانه غفور رحيم ، حليم ودود .

وقت التعزية :

التعزية تكون قبل الدفن و بعده ، فاذا عزى الانسان أهل الميت قبل تغسيل الميت و تجهيزه و الصلاة عليه فلا بأس بذلك ، واذا عزاهم بعد الدفن فذلك يجوز ايضاً .

و التعزية لأهل الميت تستمر من حين الموت و حتى يقل الحزن عن الاهل و تقل مصيبتهم و تذكرهم بها ، فليست التعزية معقودة بثلاثة أيام كما اشتهر عند بعض الناس ، و لكنها معقودة بمرور الوقت و نسيان المصيبة.

ما ينتفع به الميت بعد موته :

الدعاء و الاستغفار : و لا زال الصحابة و التابعين و السلف الصالح يدعون لاخوانهم الذين ماتوا و يستغفرون لهم ،ويسألون لهم الرحمة و الجنة .

الصدقة : يصل ثوابها للميت سواء كان المتصدق ولداً أو غيره فهي تنفعه في قبره و تخفف عنه من وحشة القبر ووحدته .
الصوم : ينفع الميت اذا مات و كان عليه صوم لم يؤديه و ذلك لحديث النبي صلى الله عليه و سلم ” جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ قال : لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ قال : نعم. قال : فدين الله أحق أن يُقضى ” .
الحج : يصل ثوابه للميت و ينتفع به وذلك لحديث النبي صلى الله عليه و سلم ” عن ابن عباس : أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا فالله أحق بالقضاء ” .
قراءة القرآن : عند جمهور اهل السنة ، و قد خالفهم الشافعية في ذلك و قالوا انه لا يصل ، وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل ، فالاختيار أن يقول القارئ بعد فراغه : اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان .

و القائلون بوصول ثواب القرآن الى الميت يشترطون عدم اخذ أجرة على القراءة ، فان اخذ القارئ اجراً على قرائته ، أثم المعطي و الآخذ ، و لا ثواب له على قرائته .