خدعوك فقالوا: تستطيع تقليل ساعات نومك دون أن تتأثر

في تجربة عن مقدار النوم الذي ينبغي أن ينامه كل فرد والآثار المترتبة على قلة النوم، تم تقسيم الأشخاص الخاضعين للتجرية إلى ثلاثة أقسام: في القسم الأول، ينامون أربع ساعات فقط، وفي الثاني ينامون ست ساعات، بينما في الثالث، ولحسن حظهم، ينامون ثماني ساعات، واستمرت التجربة في المعمل، لمدة أسبوعين متواليين.

ومن غير المفاجئ، أن المجموعة التي نامت ثماني ساعات لم تعانِ من أي آثار، لقلة الانتباه والتركيز أو انخفاض في القدرات المعرفية على مدار الأسبوعين، بينما نجد أن المجموعتين الأخريين هما من عانى من هذا الانخفاض الذي كان يزداد تقريباً كل يوم عن اليوم الذي قبله.

ومن المثير للدهشة، أن مجموعة ست الساعات وصلت في نهاية الأسبوعين إلى مستوى من التدهور في القدرات الذهنية والمعرفية بقدر يساوي الأشخاص الذين لم يناموا تماماً لمدة 24 ساعة متواصلة، وهي القدرات المعرفية التي يعرف صاحبها في القانون الأمريكي بأنه مخمور.

وأشارت دراسة أخرى إلى أن الأشخاص الذين ينامون تسع ساعات يكون أداؤهم مثل مجموعة ثماني الساعات، بينما الذين ينامون سبع ساعات تقل قدراتهم المعرفية لمدة ثلاثة أيام إلى أن تستقر في مستويات أقل، وهذا بالطبع له تأثيره على طريقة تفكير هؤلاء الأشخاص وعلى صفاء أذهانهم وحدة ذكائهم.

وعند التعرض لضغوط العمل وكثرة الأعباء يكون من المغري لنا جميعاً أن نقلل من ساعات نومنا إلى خمس أو ست ساعات، حتى نساير هذه الأعباء، لكن الحقائق السابقة تشير إلى أننا لا يمكن أن نقوم بهذا، وقد تقول إنك يمكن أن تستطيع نوم فترة أقل، ولا تشعر بأي آثار سلبية، وإنك قد جربت هذا لفترة من الزمن، والمفاجأة التي ربما تصدمك هي أن مجموعتي أربع وست ساعات لم يشعروا كذلك بأي آثار سلبية، بل ذكروا أنهم بعد بضعة أيام من التجربة لم يعودوا يشعرون بالنعاس، وأنهم تكيفوا مع وضعهم الراهن.

وحتى بعد انتهاء التجربة أصروا على أن النعاس وقلة النوم لم يؤثرا فيهم سلباً، ولكن القياسات العليمة في التجربة تثبت أن قدراتهم المعرفية انخفضت وأن أداءهم العملي تدهور، ما يعني أن المحرومين من النوم أو الذين ينامون فترات أقل من اللازم، لا يستطيعون الحكم الجيد على احتياجاتهم من النوم وأدائهم العملي وقدراتهم الذهنية.

زر الذهاب إلى الأعلى