الربا من أكثر ما حرمه الله على المؤمنين، وتعني في اللغة الزيادة، الزيادة من نفس نوع الشيء أو  من شيء أخر، حيثُ قام الله في كتابه العزيز بالتأكيد على حرمانية الربا، وأكد ذلك سيدنا محمد مع السنه النبوية، والجدير بالذكر أن من احل الربا فهو خارج من ملة الإسلام، ون هنا سنقوم بعرض اهم خاتمة عن الربا فتابعونا.

الربا

خاتمة عن الربا
خاتمة عن الربا

تم تعريف الربا لغويًا على انه قيام احد الأشخاص باقتراض مبلغ من المال وعند إرجاعه يتم إرجاعه بالزيادة.

أي أنه عند أقتراض درهم يتم عودته درهمين، حيثُ أول من قام بالاحتيال على الرسل والأنبياء هم اليهود،

وعندما حرم الربا في التوراة قام اليهود بمنعه بينهم، ولكنهم احلوه بينهم وبين الأقوام الأخرى،

وكان الربا في وقت الجاهلية من اكثر ما يعمل على زيادة المال، واعتمده العديد من القبائل،

وبل قاموا بالاعتماد عليه كمصدر للمال، وربح هام من الأرباح، وقد ذكر الإمام الطبري أن الربا في وقته كان مصدر للتضعيف.

حيثُ أشار الطبري إلى أنه كان الرجل يقوم بإعطاء المبلغ المالي لمن يريد،

ومن ثم يأتي بعد وقت يطلب قضاء دينه أو أن يتم مضاعفته، وبالتالي لا يستطيع المدين رد دينه فيتم مضاعفته،

وهذا من خلال زيادة في المبلغ المالي أو زيادة في الماشية والبهائم، وقد تطورت الأمور في هذه الفترة لتصل إلى انه عند عدم المقدرة على قضاء الدين يقوم بطلب أبنة الرجل المدين عند وصوله للعام التالي، وهذا شرط أن تكون ابنته بلغت، ومن هنا قد يصل الحال إلى المدين بعدم مقدرته على رد الذي فيتم إعطاء ابنته له، ولهذا قام الله بتحريم الربا لإنه من أعظم الشرور.

أنواع الربا

خاتمة عن الربا

هناك نوعان من الربا تم التعرف عليهم ومنهم :.

ربا الديون

هو قيام الدائن بفرض زيادة على المدين عند زيادة المدة المستحقة على المدين، وبلغة أخرى أن تقوم بإعطاء احدهم مبلغ من المال فيقوم برده لك لكن مع زيادة، وكان يتم استخدام هذه الطريقة أيام الجاهلية، وحاليَا هي سياسة أغلب البنوك.

ربا البيوع

ربا البيوع هو عبارة عن الربا القائم على أن تبيع أموالك، عملاتك، بضائعك بنفس العملة أو البضاعة أو نفس الشبيه وهذا مع وجود أفضلية لشيء على شيء أخر، ومن أشكال ربا البيوع ( الفضة – الذهب – الشعير – الملح – التمر – الملح).

وقد أكد رسول الله قائلًا :

(لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ إلَّا سَواءً بسَواءٍ، والفِضَّةَ بالفِضَّةِ إلَّا سَواءً بسَواءٍ، وبِيعُوا الذَّهَبَ بالفِضَّةِ، والفِضَّةَ بالذَّهَبِ كيفَ شِئْتُمْ)،

وقد أنقسم ربا البيوع إلى قسمين :.
  • ربا الفضل : يقوم  ربا الفضل على أساس أن تقوم باستبدال 2 رطل من اللحم الجيد بـ4 رطل من اللحم الأقل جودة، أو أن تقوم ببيع الفضة أو الذهب مع الزيادة في استرداد الذهب أو الفضة.
  • ربا النسيئة : وهو عبارة عن عدم قدرة المدين على رض الدين فيطلب تأجيل سداده بحيثُ لو أقترض 100 دينار يتم ردهم بـ200 دينار.
  • ربا اليد : وهو عبارة عن قيامك ببيع احد البضائع أو البهائم مع القيام بتأخيرك للبدل الذي قمت ببدله،

وهذا عبارة عن قيامك باستبدال 10 من البهائم بـ12 من الإبل، وهذا مع عدم آخذ الماشية كلها

أو أن يتم استلام أحدهم دون استلام الأخر، مع عدم تخصيص موعد محدد ليتم تسليم البدل.

أضرار الربا

لم يحرم الإسلام الربا من لا شيء إلا عندما عرف أضرار وشره على كل من يربي،

حيثُ أن هناك العديد من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والتربوية أيضًا، حيثُ يعمل الربا على :.

الأضرار الاجتماعية للربا

  • عدم حدوث تكافؤ ومساواة بين الأشخاص.
  • حدوث خلل وتدهور عند توزيع المال، وبالتالي يحدث الفوارق الاجتماعية من خلال وجود أشخاص غنية جدًا وأشخاص فقيرة جدًا.

الأضرار الاقتصادية للربا

خاتمة عن الربا
  • يحدث في المجتمع أرتفاع في الأسعار والذي يؤدي إلى حدوث التضخم، وهذا من خلال قيام الأشخاص بأخذ قروض من البنوك، وبالتالي حدوث ارتفاع في أسعار المنتجات على المستهلكين، ومن هنا يعمل البنك على زيادة سعر الفائدة الأمر الذي يؤدي حدوث زيادة في تكلفة المنتجات، ومن هنا يحدث التضخم.

الأضرار التربوية والأخلاقية للربا

هناك الكثير من الآثار السلبية التي تترتب على الربا حيث يتعرض الشخص لارتكاب المعاصي، وأن يحل كل ما هو خطأ، ولذلك لابد ان يمتنع المرء منعًا بتًا عن الربا.

دلائل من القرآن والسنة النبوية على حرمانية الربا

لقد اكد القرآن الكريم على حرمانية الربا  في سورة البقرة، حيثُ قال الله تعالى :

قال الله تبارك وتعالى ” بسم الله الرحمن الرحيم ” { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ” صدق الله العظيم ”
وقد ذكر الله الربا أيضًا : 
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
وفي حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :.
{ رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مُقَدَّسة، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه، فَرُدَّ حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت : ما هذا ؟ فقال : الذي رأيته في النهر آكل الرّبا } رواه البخاري.

ما هي بدائل قروض الربا في الإسلام

لم يقم الدين الإسلامي الحنيف منع وجود بعض المؤسسات التي تعمل على تمويل الأشخاص والمشروعات، وهذا لأن الإسلام ليس دين تعنت أو دين لا يعرف متطلبات جميع العصور.

ومن هنا قام الإسلام بتوفير العديد من البدائل السليمة التي لا تقوم على الربا، حيثُ تقوم عمل هذه المؤسسات على المضاربة.

وتعمل المؤسسات المالية التي تقوم على المضاربة أو البنوك الإسلامية من خلال دخول البنوك بعض المشروعات،

وعند الربح أو الخسارة يتحمل كلا الطرفين الربح أو الخسارة بالتساوي.

وهنا أقر الإسلام في احقيه صاحب المال في أخذ عائد على ما تم تقديمه من مال،

ولكن الشرط هنا هو عدم القيام بتحديد العائد لصاحب المال عند وضعه لفلوسه في البنوك الإسلامية.

خاتمة عن الربا

خاتمة عن الربا

وفي خاتمة هذا المقال عن الربا، قد قمنا بتقديم ما هو الربا، أنواعه، واستدرجنا أضرار الربا الاجتماعية، والاقتصادية، وأخيرًا التربوية والأخلاقية، ومع القيام بالاستدلال من القرآن الكريم والسنة النبوية على حرمانية الربا، مع تقديم البدائل التي قدمها الإسلام بدلًا من الربا، ولابد أن يعلم الإنسان الذي يتاجر في ماله مستخدمًا الربا أن الله لن يبارك له في ماله أو رزقه.

 

 

شاركها.