حكم تطعيم كورونا في نهار رمضان وهل يفسد الصيام
يبحث الكثير من المسلمين عن حكم تطعيم كورونا في نهار رمضان، وهل ذلك التطعيم يتسبب في إفطار الصائم وإفساد يومه أم أنه من المباحات التي لا حرج على الصائم في تعاطيها، ولا شك أن التطعيم ضد فيروس كورونا أصبح هو الشغل الشاغل لقطاع واسع من الناس بعد نزول التطعيم وتوفره، لا سيما أن التطعيم يساعد في خفض نسب الإصابة بالفيروس بدرجة كبيرة؛ لذلك كان من المهم للصائم التعرف على حكم هذا اللِّقاح في نهار رمضان.
حكم تطعيم كورونا في نهار رمضان
لا حرج على الصائم في أخذ تطعيم كورونا في نهار رمضان، فهو ليس من المفطرات التي تسبب إفساد الصوم. حيث إن التطعيم أو اللِّقاح ضد كورونا أو ضد أي مرض من الأمراض يعد من باب الإبر والحقن العلاجية التي لا تسبب الفطر، فهي ليست مغذية وهي إلى ذلك لا تدخل من المنفذ المعتاد للطعام والشراب. وفي مجمع الفقه الإسلامي الذي انعقد في المملكة العربية السُّعُودية في شهر صفر 1418هـ قرر المجمع أن الحقن العلاجية بكافة أنواعها غير مفطرة سواء كانت في العضل أو الوريد، وهو ما أخذ به العلماء في فتاواهم وأحكامهم الفقهية.
مباحات الصيام
هناك أمور يمكن للصائم أن يفعلها ويتعاطاها في نهار رمضان ولا تسبب الفطر أو إفساد الصيام، ومن هذه الأمور:
- قطرة العين: وضع القطرة في العين لا يفطر في رمضان حيث أنها من الأدوية العلاجية التي لا تدخل إلى الجوف من المنفذ المعتاد.
- الكحل: كذلك الاكتحال في نهار رمضان لا يسبب الفطر، وقد ورد أن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه كان يكتحل وهو صائم.
- قطرة الأذن: القطرة التي توضع في الأذن لا تعد أيضًا من المفطرات لعدم نفاذها إلى الجوف من منفذ الطعام والشراب الطبيعي.
- تنظيف الأسنان: سواء كان ذلك بالسواك أو بمعجون الأسنان والفرشاة لا يفسد الصيام، لكن على الصائم التحرز من نزول شيئ من المعجون إلى جوفه، وكذلك التحرز من تفتت السِّواك ونزول قطع منه إلى البطن.
- خلع الأسنان: يمكن خلع الضرس والأسنان في رمضان بلا حرج في ذلك ولا يتسبب ذلك في الإفطار، كما أن حقنة التخدير التي يعطيها الطبيب للمريض قبل خلع الضرس لا تتسبب كذلك في إفساد الصيام.
- المراهم والكريمات: وضع المراهم والكريمات لأغراض العلاج أو التجميل على الجلد لا يتسبب في إفطار الصائم حتى لو قام الجلد بامتصاص هذه المراهم.
هنا قد تجد أيضًا : مفسدات الصوم ومبطلات شهر رمضان الكريم
مفسدات الصيام
وكما أن هناك أمور مباحة للصائم في نهار رمضان ولا تسبب الفطر، فإن هناك مفسدات للصيام منها ما يلي:
الحقن المغذية
الحقن المغذية أو التحاليل المعلقة التي يتم توصيلها للجسم عبر الوريد تعد من المفطرات لأنها تقوم مقام الطعام والشراب في التقوي. وقد يعترض البعض بأنها ليست من المنفذ المعتاد للطعام والشراب، والجواب على ذلك أنها حتى لو لم تكن من منفذ الطعام المعتاد إلا أن تأثيرها للجسم مماثل لتأثير الطعام، ومن ثم فهي من المفطرات في نهار رمضان.[1]
التبرع بالدم
التبرع بالدم تم أخذ حكمه في إفساد الصيام من حكم الحجامة التي ورد فيها نص نبوي على أنها تسبب الفطر في رمضان، كما أن الشخص الذي يحصل على حقن الدَّم ويتم نقل الدَّم إليه في رمضان يفطر، وعليه قضاء ذلك اليوم. والعلة في ذلك أيضًا أن الدَّم من المغذيات بل هو أهم المغذيات للجسم مثله مثل الطعام والشراب.
التقيؤ عمدًا
من مفسدات الصيام أيضًا تعمد التقيؤ، أما من تقيئ رغمًا عنه لمرض عارض أو رائحة نفاذة لم يتعمد شمها فإنه يكمل صيامه ولا قضاء عليه وصيامه صحيح أن شاء الله.
الجماع في نهار رمضان
كذلك الجماع في نهار رمضان مختارًا متذكرًا يعد من مفسدات الصيام ومن كبائر الذنوب والمعاصي، ومن فعل ذلك تلزمه الكفارة العظمى عن ذلك الفعل وهي صيام شهرين متتابعين، فإن عجز عن ذلك يلزمه حينئذ إطعام ستين مسكينًا عن ذلك اليوم الذي أفطره. كما يلزمه الاستغفار والتوبة المخصوصة عن ذلك الذنب والعزم على عدم العود إليه.
الحيض والنفاس للمرأة
المرأة إذا حاضت في نهار رمضان أو ولدت في رمضان يفسد صومها ويحرم عليها الصوم ويلزمها القضاء عن الأيام التي أفطرتها بعد شهر رمضان وقبل دخول رمضان التالي، وإذا أهملت المرأة في قضاء ما عليها من أيام حتى دخل شهر رمضان عليها فإنه يلزمها حينئذ القضاء والكفارة بإطعام مسكين عن كل يوم أفطرته.
تعرفنا على حكم تطعيم كورونا في نهار رمضان، كما تعرفنا على مباحات الصيام ومفسداته.
المراجع
