حكم المرتد عن الإسلام

بواسطة: – آخر تحديث: 4 سبتمبر، 2018

محتويات

من هو المرتد

المرتدّ عن الإسلام هو من يبدّلُ دينَه، أي يبدّل الإسلام بدينٍ آخر، لأنّ الدين عند الله هو الإسلام، وهو دين الله الحق، إذ يقول الله تعالى في محكم التنزيل: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ”، وتعريف الردّة لغةّ: صرف الشيء ورجعه، أمّا تعريف الردّة في الاصطلاح الشرعي: الكفر بعد الإسلام، ويحدث هذا بارتكاب واحدة من نواقض الإسلام وهي نواقض كثيرة، ومن يفعل واحدةً منها أو يفعلها مجتمعة يُعدّ مرتدًا عن الإسلام، وفي هذا المقال سيتم ذكر حكم المرتد عن الإسلام.

حكم المرتد عن الإسلام

يقولُ الله -سبحانه وتعالى-: “وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”، وبهذا يكون حكم المرتد عن الإسلام القتل بعد الاستتابة، أي يجب إقامة عليه الحدّ إن لم يتب ويعد إلى الإسلام، ولا يوجد أي خلاف بين فقهاء المسلمين حول حكم المرتد عن الإسلام وإقامة الحد عليه، بل قالوا أيضًا إنّ الردّة عن الإسلام هي أشدّ عقوبةً من الكفر الأصلي، ويجب إقامة الحدّ على المرتد من قبل ولي الأمر أو من ينوب عنه، لأنّ من يُظهر دخوله للإسلام ثم يرتدّ عنه فقد أراد كيدًا بالدّين الإسلامي، وأراد أن يُظهر فيه اللبس، لذلك يجب ألّا يكون أي تهاون في تطبيق حكم المرتد وإقامة الحدّ عليه،، ومن المعروف أنّ النواقض التي تسبب الخروج عن الإسلام  يوجد لها صورٍ عدّة، وللأسف فإنّ الكثير منها ينتشر في الوقت الحاضر دون أن ينتبه أحد أو يُحاول أن يمنع انتشارها رغم خطورتها الكبيرة على المجتمع المسلم، وهذه النواقض التي تُحسب من الردّة وينطبق عليها حكم المرتد ما يأتي:

  • الرِّدة بالقول: تكون الردّة بالقول بشتم الذات الإلهية أو شتم الرسول -عليه الصلاة والسلام- أو شتم الملائكة أو ادّعاء النبوة مثلًا.
  • الردّة بالفعل: تكون بالسجود للأشجار أو الأصنام أو عمل السحر أو تعليمه وتعلّمه وغير ذلك من الأفعال المنافية للإسلام.
  • الردّة بالاعتقاد: تكون بالاعتقاد بوجود شريك لله أو أنّ الزنا حلال أو الربا حلال أو أنّ الصلاة غير واجبة، ونحو ذلك من مخالفات.
  • الردة بالشك في شيء مما سبق: تكون بالشك برسالة الإسلام أو الشك بوجود الانبياء ونحو ذلك.
  • الردة بالتَّرْك: تكون بترك فرض من فروض الإسلام عامدًا متعمدًا مثل ترك الصلاة ونحو ذلك.

لماذا يقتل المرتد عن الإسلام

حكم المرتد عن الإسلام حكمٌ واضح لا لُبس فيه، وقد يتساءل البعض لماذا يُقتل المرتد عن الإسلام، فمن ارتدّ عن الإسلام ولم يُفصح عن هذا وبقيت ردّته سرًا بينه وبين نفسه فإنّ الضرر لا يلحق إلّا به هو، وقد يعود إلى رشده في أيّة لحظة، أمّا من يُعلن أنّه ارتدّ عن الإسلام فيجب استتابته وإن لم يتب وجب قتله؛ لأنّ ضرره يتعدّى إلى المجتمع بصورةٍ عامة، كما يؤثر في نظام الدولة ويُسبب الخروج على المجتمع المسلم وفساد نظامه وهدم أركانه وخرقًا لهويته الثابتة، وهذا يُسبب إثارة الفتن والشك والتغيير في الولاء للمجتمع الإسلامي، كما أنّ حكم قتل المرتد أمرٌ حاصلٌ من الله تعالى وليس من النّاس، لهذا فلا رجعة فيه ولا تراجع عنه، فقد قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “من بدل دينه فاقتلوه”

زر الذهاب إلى الأعلى