حكم البَخُور والعطور في رمضان وهل تسبب الفطر بغير قصد

حكم البَخُور والعطور في رمضان وسائر الروائح النفاذة والتعرف عليها من حيث تأثيرها على الصيام وصحته من المباحث الشرعية التي من المهم للمسلم الاطّلاع عليها ومعرفة حكمها حتى لا يتسبب في إفساد صومه دون أن يشعر بذلك.

حكم البَخُور والعطور في رمضان

يمكن التعرف على حكم البَخُور والعطور في رمضان من خلال النِّقَاط التالية:

  • استعمال العطور والروائح النفاذة في نهار رمضان لا يضر إن شاء الله.
  • الاستحمام بالصابون ذو الرائحة العطرية النفاذة ليس فيه أيضًا بأس على صحة الصيام.
  • الروائح العطرية أو الروائح المستكرهة لا جرم لها ومن ثم فلا يدخل إلى الجوف منها شيء يسبب الفطر بل هي رائحة فقط لا تسبب الفطر.
  • اختلف العلماء في حكم استعمال البَخُور في نهار رمضان وهل يسبب الفطر أم لا يسببه، والأظهر إن شاء الله أن شم البَخُور في نهار رمضان لا يسبب الفطر.[1]

تجد هنا: افضل روائح بخور سعودية واسعارها بالتفصيل

حكم البَخُور والعطور
حكم الروائح العطرية في رمضان

استنشاق البَخُور من غير قصد

اختلف العلماء في تأثير البَخُور على الصيام وهل هو من المفطرات أم أنه لا يسبب الفطر وذلك على أقوال نعرضها كالتالي:

  • الحنفية: يرى الحنفية أن البَخُور وكل ما له جرم كالدخان إذا دخل إلى جوف الصائم وهو قاصد لذلك متذكر للصيام يفطر الصائم وفسد صومه يومه ذاك، والعلة في ذلك أنه من السهل التحرز من ذلك، ومن ثم فإن السادة الحنفية يرون أن استنشاق البَخُور من غير قصد لا يسب الفطر في الصيام لأنه لم يتعمد ذلك. ويرى الحنفية أن سبب إفطار البَخُور للصائم ليس رائحته ولكن لأن له جرم يدخل إلى الجوف ومن ثم فهو يفطر.
  • المالكية: أيضًا المذهب المالكي وأتباعه يرون أن البَخُور أو أي دُخَان يصل الجوف فهو أيضًا من المفطرات، ويرى المالكية أنه لا فرق في ذلك بين دُخَان البَخُور وبين دُخَان السجائر في إفساد الصوم، فإذا كان تدخين السجائر في رمضان من المفطرات وهو قول عامة علماء الأمة ولا خلاف بينهم في ذلك. فإن البَخُور هو أيضًا من نفس مادة السجائر وهو الدُّخَان الذي يدخل الجوف. ويرى السادة المالكية أيضًا أن استنشاق الدُّخَان أو البَخُور بغير قصد لا يفسد الصيام على كل حال.
  • الشافعية: في حكم البَخُور والعطور في رمضان فإن الشافعية  يرون أن استنشاق البَخُور في نهار رمضان لا يسبب الفطر سواء كان هذا الاستنشاق عن عمد وقصد أو كان من غير تعمد، فكلا الحالتين سواء عند الشافعية في عدم إفطار صاحبها. جاء في تحفة المحتاج”والإمساك عن وصول العين إلى ما يسمى جوفا لأن فاعل ذلك لا يسمى ممسكا بخلاف وصول الأثر كالطعم والريح بالشم ومثل دخول دُخَان نحو البَخُور إلى الجوف وإن تعمد فتح فاه قصدا لذلك”.
  • الحنابلة: يرى الحنابلة أن شم البَخُور لا يفطر ولا يتسبب في إفساد الصوم ما دام الصائم لم يتعمد شمها، أما إذا تعمد الصائم شم البَخُور فإنه يفطر عند الحنابلة.
حكم البَخُور والعطور في الصيام
حكم البَخُور والعطور في الصيام

هل البَخُور سنة نبوية

يعد البَخُور واستعماله في تطييب المكان سواء كان ذلك المكان مسجد أو بيت من الأمور المشروعة التي يبيحها الشرع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استبخر واستعمل البَخُور. ورد في حديث الإمام أحمد من حديث عائشة”أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور وأمر بها أن تنظف وتطيب”. والبخور كان معروفًا عند العرب والمسلمين من قديم، وقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المرأة التي تعطرت أو تبخرت بالبخور أن تخرج من بيتها حتى يجد الرجال ريحها. وقد كان الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا تبخر وضع في مبخرته الأُلُوة غير مُطَرَّاة، وبكافور يطرحه مع الألوة ثم قال هكذا استجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما عن استخدام البخر للتبرك وطرد الحسد والجان فليس لذلك أصل في الدين، إلا أن الملائكة تحب الرائحة الطيبة وتقبل على المكان الذي فيه ريح طيب، وتركه الملائكة الرائحة الخبيثة وتبتعد عن الأماكن الخبيثة ذات الروائح المنفرة.

تعرفنا على حكم البَخُور والعطور في رمضان وأوضحنا أن هذه الروائح لا تسبب الفطر، وإن كان الأولى في البَخُور عدم تعمد استنشاقه للخروج من الخلاف بين أهل العلم في البَخُور فقط وهل هو يسبب الفطر أم لا.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى