حديث الرسول عن الطاعون آخر الزمان

مع انتشار مرض الكورونا وتوسعه على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ومع تفشي الأمراض والأوبئة التي أصبحت أكثر إنتشارًا في العصر الحالي نتيجة للتلوث الذي إتسع نطاقه بسبب إكتشافات الإنسان وإختراعاته التي لا حصر لها دون الحفاظ على حقوق البيئة، ولكننا كمسلمين ومسلمات ومؤمنين بقضاء الله عز وجل وقدره، فإننا نأخذ بالأسباب والحيطة والحذر دون الهلع والفزع ونشر الأكاذيب وتخويف الناس، ونحن مؤمنين بقول الله تعالى من سورة الأنعام الآية 17: “وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، وقوله تعالى في سورة يونس الآية 107 “وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”، ولذلك وجب علينا إتباع التعليمات الصحية للوقاية من إنتشار الأمراض، ومن أسوأ الأمراض التي ظهرت عبر القرون هو مرض الطاعون، وهناك اللعديد من أحاديث النبي صلّى الله عليهِ وسلّم عن الطاعون وخاصةً في آخر الزمان، نتعرف عليهم فيما يلي.

أحاديث الرسول عن الطاعون

قال الله تعالى من سورة التوبة الآية 51: “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ”، ولذلك فإننا نتوكل على الله ونتقِ الله حق تقاته، والله يحمينا ويحفظنا ويسلمنا وإياكم من شرور الأمراض والأوبئة، وذُكر الطاعون في القرآن فقد أصاب به الله بعض الأمم السابقة، والتي كانت نهايتها الطاعون بسبب تفشي الفاحشة والفساد بين الناس وذلك في قوله تعالى من سورة هود الآية 116: “فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ، وبالرغم من أن كل ما على الدنيا فان وذلك يتضح في قوله تعالى من سورة النساء الآية 78: “أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ”، فقد حدثنا النبي عن طرق التعامل مع الطاعون والتي نتعرف عليها في أحاديث الرسول عن الطاعون، وما أخبرنا النبي به عن الطاعون في آخر الزمان.

أحاديث النبي عن الطاعون
أحاديث النبي عن الطاعون

أحاديث النبي عن الطاعون “الأحاديث الصحيحة”

  • عن عائشة أم المرمنين رضي الله عنها، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: “لا تفنَى أمَّتي إلَّا بالطَّعنِ أو الطَّاعونِ قلتُ يا رسولَ اللهِ هذا الطَّعنُ قد عرفناه فما الطَّاعونُ قال غُدَّةُ كغُدَّةِ البعيرِ المقيمُ بها كالشَّهيدِ والفارُّ منها كالفارِّ من الزَّحفِ”
  • عن عبد الله بن عمر ، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: “أقبل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا معشرَ المهاجرين خمسُ خِصالٍ إذا ابتليتم بهنَّ وأعوذُ باللهِ أن تدركوهنَّ لم تظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنوا بها إلَّا فشا فيهم الطَّاعون والأوجاعُ الَّتي لم تكُنْ مضت في أسلافِهم الَّذين مضَوْا ولم ينقُصوا المكيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنين وشدَّةِ المؤنةِ وجوْرِ السُّلطانِ عليهم ولم يمنَعوا زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنِعوا القطْرَ من السَّماءِ ولولا البهائمُ لم يُمطَروا ولم يَنقُضوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلَّا سلَّط اللهُ عليهم عدوًّا من غيرِهم فأخذوا بعضَ ما في أيديهم وما لم تحكُمْ أئمَّتُهم بكتابِ اللهِ تعالَى ويتخيَّروا فيما أنزل اللهُ إلَّا جعل اللهُ بأسَهم بينهم”
  • إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ
  • عن عبد الرحمن بن عوف: “أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه خَرَجَ إلى الشَّأْمِ، فَلَمَّا جَاءَ بسَرْغَ، بَلَغَهُ أنَّ الوَبَاءَ وقَعَ بالشَّأْمِ، فأخْبَرَهُ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بهَا فلا تَخْرُجُوا فِرَارًا منه فَرَجَعَ عُمَرُ مِن سَرْغَ.”

أشهر أحاديث النبي عن الطاعون

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه في حديثه مع النبي: “قالَ لي أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: يَحْيَى بمَ ماتَ؟ قُلتُ: مِنَ الطَّاعُونِ، قالَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الطَّاعُونُ شَهادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.”
  • عن حبيب بن ثابت، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: “إذا وقع الطَّاعونُ بأرضٍ فلا تَدخلوها وإذا وقع وأنتم بها فلا تَخرجوا منها.”
  • عن عائشة أم المؤمنين: “سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَنِي أنَّه عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، وأنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، ليسَ مِن أحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أنَّه لا يُصِيبُهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ شَهِيدٍ.”
  • عن عتبة بن عبد السلمي، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: “يَأْتي الشهداءُ والمُتوفَّوْنَ بالطاعونِ، فيقولُ أصحابُ الطاعونِ: نحن شُهداءُ، فيُقالُ: انظُروا، فإنْ كانتْ جِراحُهم كجِراحِ الشهداءِ تَسيلُ دَمًا ريحَ المِسكِ، فهُم شُهداءُ، فيَجِدونَهم كذلك.”
  • عن ابو عسيب، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “أتاني جبريلُ بالحُمَّى و الطاعونِ ، فأمسكَتِ الحمِّى بالمدينةِ ، و أُرْسِلَتِ الطاعونُ إلى الشام ، و الطاعونُ شهادةٌ لأُمَّتي ، و رحمةٌ لهم ، و رِجسًا على الكافرين.”
  • عن أسامة بن زيد، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: “قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ علَى طَائِفَةٍ مِن بَنِي إسْرَائِيلَ، أوْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ به بأَرْضٍ، فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذَا وقَعَ بأَرْضٍ، وأَنْتُمْ بهَا فلا تَخْرُجُوا، فِرَارًا منه قالَ أبو النَّضْرِ: لا يُخْرِجْكُمْ إلَّا فِرَارًا منه.”
وصايا النبي عن الطاعون
وصايا النبي عن الطاعون

وصايا الرسول للناس عن الطاعون

حدثنا النبي صلّى الله عليهِ وسلّم عن كيفية التعامل مع مرض الطاعون؛ حتى لا ينتشر ويصيب الناس وتحدث العدوى فتقضي على البشرية، فالطاعون مرض مُعدي يتسبب بحدوث جروح بليغة للشخص المصاب تظهر على شكل حبوب متقيحة سوداء، وتحدث العدوى بالعديد من الطرق كاللمس والرذاذ والهواء، ولذلك أوصانا النبي أن نتجنب دخول قريةٍ أصابها الطاعون، وأوصانا الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم أنه إذا كنا ببلدٍ أُصيبت بالطاعون فلا نخرج منها، وأن نرضى بقضاء الله وقدره حول مصابنا حتى لا نصيب آخرين به فيصيبون آخرين وتنتهي البشرية، ويظهر ذلك رحمة النبي صلّى الله عليهِ وسلّم بالبشرية.

وأخبرنا النبي أن مَصاب المُصاب بالطاعون هوة مصاب الشهداء، فمن تحمل وصبر ورضى بقضاء الله، أرضاه الله وأدركه مكانة الشهداء، وجزاؤهم عند ربهم عظيم فرحين بما آتاهم الله من فضله، وذلك جزاء الصابرين، وأوصانا النبي بالدعاء والإستغفار والإلتزام على الباقيات الصالحات والأذكار بالصباح والمساء، فهي تقي الإنسان عظيم الشرور، ونسأل الله أن يجنبنا وذريتنا وأهلنا وأحبابنا وإياكم شرور الأمراض والأوبئة في الدنيا، وأن يحفظنا ويسلمنا وجميع المسلمين والمسلمات في جميع بقاع العالم.

ونعوذ بالله تعالى من الأمراض كما علمنا النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: “اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام.”

زر الذهاب إلى الأعلى