يتسبب ضعف الشبكة اللاسلكية في بعض أركان المنزل بإزعاج المستخدم كثيرًا، لاسيما عندما يكون جالسا في إحدى الغرف البعيدة عن جهاز «واي فاي»؛ حيث تتباطأ صفحات الويب ويتوقف تدفق بيانات الفيديو.
وللتغلب على مثل هذه المشكلات يمكن استعمال ما يعرف باسم «مكرر إشارة شبكة WLAN اللاسلكية»؛ حيث يعمل على زيادة مدى تغطية الشبكة اللاسلكية في المنزل، ويستقبل باعتباره قاعدة بيانات، إشارة الراوتر وإرسالها مرة أخرى.
على الرغم من الوظيفة العملية لمكرر الإشارة إلا أنه ينطوي على اثنين من العيوب الخطيرة:
الأول: أن الاتصال بين القاعدة ومكرر الإشارة يعتمد على نفس الوصلة اللاسلكية لشبكة WLAN الفعلية، وهو ما يؤدي إلى الحد من سرعة الشبكة بالكامل بصورة ملحوظة.
ثانيًا: أن الانتقال بين القاعدة ومكرر الإشارة لا يعمل بشكل سليم مع الأجهزة الجوالة في كثير من الأحيان، فمثلا إذا تم توصيل جهاز لاب توب بمكرر الإشارة، فإن هذا الاتصال يظل قائما، حتى إذا تواجد جهاز اللاب توب بالقرب من القاعدة الأساسية، وبالتالي من المفترض أن تتم عملية الاتصال بصورة أسرع.
وأطلقت شركة جوجل جهاز راوتر لشبكة WLAN اللاسلكية لمواجهة مشاكل استعمال مكرر الإشارة؛ حيث يعمل «جوجل واي فاي» على إنشاء شبكة متداخلة Mesh، لضمان وصول السرعة القصوى إلى أخر ركن في المنزل.
وأظهرت الاختبارات العملية أن سرعة الشبكة اللاسلكية في غرف النوم، والتي كان يصعب الوصول إليها بواسطة شبكات WLAN اللاسلكية العادية، تصل إلى نفس سرعة وصلات الكابلات تماما، ويتعين على أصحاب المنازل القديمة نصب اثنين من أجهزة جوجل، وقد يلزم استعمال جهاز ثالث لتغطية غرفة المكتب، التي تقع على الجانب الآخر من المنزل.
تطبيق للإعداد
يتم إعداد جهاز «جوجل واي فاي» عن طريق تطبيق مخصص للأجهزة الجوالة المزودة بنظام جوجل أندرويد، وآبل «آي أو إس»، وفي الاختبار العملي تم تعطيل شبكة WLAN اللاسلكية أولا.
وبعد ذلك تم توصيل أول جهاز جوجل واي فاي، ولا يمكن للجهاز الموصل أن يحل محل الراوتر تماما؛ نظرا لأنه لا يشتمل على مودم خاص به للاتصال بالإنترنت عن طريق DSL أو الكابل.
كما يتم إنشاء الشبكات المتداخلة Mesh بسهولة؛ نظرًا لأن التطبيق يقوم بإرشاد المستخدم إلى جميع خطوات الإعداد Setup الواجب اتخاذها، وأظهرت نتائج الاختبار أن جهاز جوجل واي فاي تمكن من التغلب على جميع فجوات شبكة WLAN اللاسلكية في المنازل الكبيرة، بالإضافة إلى ميزة التجوال، حيث يمتاز جهاز جوجل واي فاي بسلاسة الانتقال من جهاز إلى آخر عند تحرك المستخدم في المنزل.
ولضمان جودة تغطية الشبكة اللاسلكية باستمرار، يختبر جهاز جوجل واي فاي شغل القنوات اللاسلكية في المنطقة المحيطة كل خمس دقائق، فإذا قام أحد الجيران مثلا بضبط شبكة لاسلكية على نفس التردد، فيتم التحويل إلى قنوات لاسلكية أقل استخداما. وبالإضافة إلى ذلك لا يضطر المستخدم مع جهاز جوجل واي فاي إلى تحديد نطاق التردد (2.4 هيرتز أو 5 هيرتز)، الذي يرغب في استعماله مسبقا؛ حيث يحدد النظام نطاق التردد تلقائيا.
ويشتمل «جوجل واي فاي» على وظيفة مهمة للتعامل مع أولويات الحياة اليومية؛ حيث يمكن تفضيل بعض الأجهزة المتصلة بجهاز جوجل واي فاي، حتى يتمكن المستخدم من إجراء مكالمات الفيديو بدون تباطؤ، حتى إذا كان الأطفال يشاهدون الأفلام فائقة الوضوح HD عبر الويب، وتحظى هذه الوظيفة باهتمام الآباء؛ لأنها تتيح لهم إمكانية إيقاف الشبكة المنزلية في أوقات معينة لتناول العشاء أو الذهاب إلى النوم مثلا.
قيود
على الرغم من كل هذه المزايا، التي يوفرها الجهاز، إلا أنه ينطوي على بعض القيود، فمثلا في هذا السيناريو الحالي يرتبط بجهاز راوتر ثان (يشتمل على مودم وخلافه)، وهنا يتم استخدام طريقة Doube-NAT؛ حيث يتم نقل عناوين الإنترنت مرتين، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور مشكلات مع بعض الألعاب على الويب.
وبالنسبة للطرق الأخرى، التي تعرف باسم نقطة الوصول Access Point أو الجسر Bridge، والتي لا تتطلب بنية مزدوجة، فإنه يمكن الاعتماد عليها في حالة استخدام جهاز جوجل واي فاي واحد فقط، وقد أعلنت شركة جوجل عن إتاحة وضع نقطة الوصول لجهاز الراوتر المتداخل مع طرح تحديث لجهاز جوجل واي فاي.
وبالإضافة إلى ذلك، يشتمل «جوجل واي فاي» على اثنين من منافذ LAN فقط، ومع القاعدة الأساسية الأولى يتم شغل أحد المنافذ بواسطة الكابل الخاص بمودم الإنترنت، كما يمكن استخدام المنفذ الآخر لتوصيل جهاز آخر عن طريق الكابل، وفي حالة نقاط الوصول الإضافية يمكن استعمال المنفذين كمنافذ LAN، وغالبا ما تشتمل أجهزة الراوتر المتوافرة في الأسواق على أربعة منافذ توصيل أو أكثر.
وبشكل عام يترك جهاز جوجل واي فاي انطباعا إيجابيا لدى المستخدم؛ لأن عملية الإعداد تتم بسهولة كما أن الشبكة المتداخلة تمتاز بالاستقرار والسرعة، غير أن تكلفته باهظة للغاية قد تصل إلى 269 دولارا أمريكيا.
وأكدت جوجل أن جهازها لا يجمع أية بيانات عن المستخدم، وحتى مع الاختبارات الفنية الموسعة لم تظهر أية شبهة لجمعها، غير أن المستخدم يمكنه مشاركة بعض هذه البيانات مع الشركة الأمريكية مثل جودة الاتصال بالإنترنت.

شاركها.