انطلاق النسخة الثانية من مؤتمر الفضاء العالمي في أبوظبي غداً

تحت رعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تنطلق يوم غد الثلاثاء الموافق 19 مارس (آذار) فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر الفضاء العالمي، الذي يُعد أكبر تجمع لقادة القطاع الفضائي وتستضيفه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنظمه وكالة الإمارات للفضاء حتى 21 مارس الجاري. ويشهد المؤتمر حضور أكثر من 15 من رؤساء أهم وكالات الفضاء حول العالم، إلى جانب مدراء تنفيذيين من شركات رائدة في مجال الفضاء والطيران، فضلاً عن ممثلي الهيئات والمنظمات والمؤسسات الحكومية، وأبرز الباحثين والأكاديميين، وذلك لمناقشة مجموعة من المواضيع الهامة المرتبطة بالقطاع، من السياسات والاستراتيجيات وأبرز المشاريع الفضائية إلى أحدث ما وصلت إليها تكنولوجيا استكشاف الفضاء وسُبل تطوير الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع.

وينظم المؤتمر وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، أكثر من 50 جلسة متخصصة تتوزع على مدى أيامه الثلاثة، وتبحث في عدد من أبرز المواضيع التي تتصدر اهتمامات القطاع الفضائي على مستوى العالم، من بينها تعزيز مساهمة القطاع الفضائي في الاقتصاد العالمي، وتطوير برامج فضائية متقدمة، وتشكيل الشراكات ووضع السياسات والتشريعات الفضائية، إضافة إلى استدامة البيئة الفضائية واستغلال المصادر الفضائية والتعدين، فضلاً عن حماية البنية التحتية الوطنية والمشاريع الفضائية الجديدة للدول.

بالإضافة إلى ذلك، يسلط المؤتمر الضوء على مستقبل الرحلات الفضائية المأهولة، ودور الحكومات في الترويج للاستثمار في القطاع الفضائي، والتصنيع الفضائي والتكنولوجيا الحديثة، وبناء القدرات والكفاءات، إلى جانب الفضاء والمدن الذكية، وغيرها من المواضيع.

أجندة المؤتمر
ويستضيف المؤتمر في يومه الأول جلسة خاصة تجمع قادة الوكالات والمنظمات الفضائية العربية، لاستعراض واقع القطاع الفضائي على مستوى الدول العربية، وآليات توحيد الجهود المستقبلية لدفع مساهمة القطاع في عملية التنمية المستدامة، حيث تأتي في إطار جهود دولة الإمارات الرامية لتفعيل مساهمة الدول العربية في الجهود العالمية لاستكشاف الفضاء الخارجي.

ويضم المؤتمر مجموعة متنوعة من الأنشطة الرامية إلى إلهام الشباب وتشجيعهم على توسيع معرفتهم حيال الفرص المتاحة في القطاع، حيث ينظم “منتدى قادة الفضاء الشباب” الذي يسعى لتمكين الشباب وتنمية مقدراتهم للمساهمة في قطاع الفضاء العالمي، حيث سيبحث عن سبل رعاية وتشجيع الشباب ذوي الإمكانات في قطاع الفضاء من أجل المساهمة بتنمية مسيرتهم المهنية في هذا المجال، والارتقاء بالمواهب التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وينظم المؤتمر بالإضافة إلى المنتدى، ملتقى “فضاء الجيل القادم” والذي يقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة وورش العمل المتنوعة والغنية والمصممة خصيصاً لتلائم طلاب العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة، إلى جانب الخريجين الجدد من المعاهد والكليات، والذين يتطلعون إلى متابعة شغفهم ومسيرتهم المهنية في قطاع الفضاء. وسيجري تنظيم الملتقى بالتعاون مع “المجلس الاستشاري لجيل الفضاء” غير الحكومي، والذي يعمل مع طلبة الجامعات والمختصين الشباب في مجال الفضاء من أجل تقديم فعاليات تركز على التقدم الوظيفي والقيادة.

مكانة بارزة
وبهذا الصدد، قال مدير عام وكالة الإمارات للفضاء الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، إن “النسخة الثانية من المؤتمر نجحت في جذب أهم قادة القطاع الفضائي على مستوى العالم، والذين يمثلون أبرز الوكالات الفضائية التي تعمل على مشاريع فضائية متطورة منذ عقود، وهو ما يشير إلى المكانة البارزة التي تتمتع بها دولة الإمارات الخارطة الفضائية العالمية”.

وأضاف: “يسعى المؤتمر من خلال جلسات العمل المتنوعة إلى تغطية جميع المواضيع ذات الصلة بالقطاع الفضائي العالمي، إلى جانب تشجيع جميع الأطراف على تبادل الخبرات والآراء حولها بشكل يؤدي إلى تطوير أشكال مستقبلية من التعاون فيما بينها، حيث يعتبر التعاون هو السمة الأساسية التي يعتمد عليها نمو القطاع على مستوى العالم”.

وتجدر الإشارة إلى أن قيمة قطاع الفضاء العالمي تصل إلى نحو 350 مليار دولار أميركي، والذي تشكل الأنشطة الفضائية التجارية فيه نسبة 76% من الاقتصاد الفضائي العالمي. إذ يسعى العديد من اللاعبين العالميين إلى التعاون وتشكيل الشراكات، حيث تقوم دولة الإمارات بقيادة منطقة الشرق الأوسط من ناحية الدفع بالنشاطات الفضائية وتطوير الاتفاقيات الفضائية العالمية.

وتتبوأ دولة الإمارات مكانة رائدة في منطقة الشرق الأوسط لما أسهمت به من دفع لعجلة الاستكشاف الفضائي والارتقاء بمستوى قطاع الفضاء التجاري في المنطقة، حيث نجحت بتأسيس قطاع فضائي قوي ومتنوع. حيث تخطت استثمارات القطاع الـ22 مليار درهم، كما وتعتبر الإمارات مقراً للعديد من المؤسسات الرائدة في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والبث الفضائي، إلى جانب أربعة مراكز للبحث والتطوير متخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء.

زر الذهاب إلى الأعلى