تعتبر الأيورفيدا منظومة من تعاليم الطب البديل، ظهرت في شبه القارة الهندية، تعتمد على الأعشاب والتدليك واليوغا، كما أن علم التغذية المتطور يعتبر جزءاً من هذه المنظومة، والتي تبدو معقدة من الوهلة الأولى، ولكن عند اتباع المبادئ الأساسية، فإن المرء يستفيد كثيراً من الأيورفيدا. وأوضح الطاهي والمؤلف نيكي سيتارام سابنيس أن الأيورفيدا تضم النمط الصحي للحياة والتعاليم الطبية وعلم التغذية، في حين يقارن المستشار الصحي فولكر ميل، علم الأيورفيدا بنموذج موفر للطاقة، وأضاف أنها تعتمد على الوجبات الساخنة، بحيث يتعين على الجسم بذل طاقة أقل من أجل عملية الهضم، ومع بداية اليوم يتم تناول عصيدة دافئة، ومن الأمور المهمة أيضا أن يتم تناول الطعام بانتظام وبهدوء، ولا تعتمد تغذية الأيورفيدا على منع أو حظر الأطعمة، ولكن تنصب على معرفة تأثير بعض الأطعمة.

عناصر دوشا
وينطلق علم الأيورفيدا من فرضية أن هناك بعض الأطعمة لا تناسب جميع الأشخاص، وترتبط عملية التغذية بما يعرف بعناصر دوشا Doshas، ويكمن ورائها فكرة مشابهة للمفاهيم الصحية التقليدية الأخرى، مثل التعاليم القديمة للعصائر الأربعة، وتوجد في الأيورفيدا طاقة حيوية تؤثر في جسم الإنسان، وهي فاتا Vata وبيتا Pitta وكافا Kapha، وتصف هذه الأسماء بعض الخصائص المعنية، فمثلا كلمة فاتا تعني “البارد والخفيف والجاف”.

وتبعا لهذه المنظومة يميل المرء إلى موازنة نظامه الغذائي، فإذا كانت هناك زيادة في عنصر فاتا، فيمكنه عندئذ تناول الحلويات والعصائر، من أجل خفض هذا العنصر، وهو ما يؤدي في النهاية إلى حدوث توازن بين العناصر الأساسية، وقد فتن هذا المفهوم الكثير من الأشخاص، وأوضح فولكر ميل أن الكل يرغب في معرفة النوع، الذي ينتمي إليه. ومع ذلك فإن هذه الخطوة سابقة لأوانها، وينصح المستشار الصحي الألماني باتباع خطوات صغيرة في البداية، مثلا من خلال بدء اليوم بتناول وجبة إفطار ساخنة.

ومن خلال التعامل مع مفهوم الأيورفيدا فإنه يتم البحث أيضاً عن حلول للمشكلات الصحية، حيث يأتي كثيرٌ من الأشخاص إلى دروس الطهي، التي يقدمها الطاهي نيكي سيتارام سابنيس، من أجل التغلب على مشكلات عدم التحمل والحساسية أو شكاوى الجهاز الهضمي، غير أن فولكر ميل أكد أن الأيورفيدا قد لا تجدي نفعا مع بعض المشكلات، حيث إن هناك أمراض لا شفاء منها، وبكل تأكيد لا يمكن للأيورفيدا أن تفعل السحر.

التأثير العلاجي؟
وأوضح اختصاصي التغذية والسكري ماتياس ريدل أنه لم يتم إثبات التأثير العلاجي لطب الأيورفيدا بشكل علمي، وأضاف قائلا: “ولا توجد أية أدلة تعتمد على الأيورفيدا في الكثير من الجوانب”، ولكن ذلك لا يمنع تجربة تغذية الأيورفيدا أو طرقها العلاجية. 

وينصح الطبيب الألماني بتوخي الحرص والحذر مع أدوية الأيورفيدا؛ حيث يتعين على المرء مراعاة مقدار الجرعة وأصل هذه العلاجات، وأكد أنه حتى النباتات يكون لها آثار جانبية في بعض الأحيان، وأشار إلى أن بعض أدوية الأيورفيدا غير معتمدة، وتتضمن الكثير من المعادن الثقيلة.

ولكن لا جدال في أن الأعشاب والتوابل تساعد في علاج بعض الأعراض المرضية مثل الزنجبيل، والذي أثبت فعاليته في علاج الالتهابات، بينما تتمتع التوابل كالفلفل الحار بتأثير محفز، ويعد الزعفران من المنشطات الجنسية، كما تعتبر القرفة والفانيليا من التوابل الدافئة والمحفزة أيضاً.

شاركها.