المصالحة بالعلاقة الجنسية.. ما هي إيجابياته وسلبياته؟

جنس المصالحة كما هو واضح من التسمية هو ممارسة العلاقة الحميمة بعد شجار ما غالباً ما يكون عنيف وينتهي بالمصالحة من خلال الفعل الجنسي. 

البعض يعتبر جنس المصالحة أفضل أنواع العلاقة الحميمة اذ ان له فوائد عديدة  والبعض الاخر يعتبره أسوأ مقاربة ممكنة لأن أضراره بالغة. فلمن تميل الكفة، للإيجابيات أم السلبيات؟ فلنتعرف عليها قبل أن نحكم.

إيجابيات جنس المصالحة

نقل الإثارة بسهولة

جنس المصالحة عادة يكون الأفضل لناحية المشاعر التي يختبرها الثنائي لان الإثارة يتم نقلها من حالة الى أخرى. أي أن العقل يكون خلال مرحلة المشاجرة في حالة من التحفيز، وحين يتم إستبدال ذلك التحفيز بنوع آخر فان عملية الانتقال تكون سريعة وسهلة. فحالة الإثارة العقلية المرتفعة خلال الصراع تنتقل وبالزخم نفسه الى حالة الاثارة الجنسية وبالتالي تكون النتيجة علاقة رائعة ومزاج «مؤقت» أفضل.

تقوية الروابط

خلال المشاجرات الحادة عادة ما يتفوه الشريكين بأمور يندمان عليها لاحقاً، وحتـى لو لم يتم التفوه بها فأن المشاجرات مهددة للعلاقة نفسها. ما يولد مشاعر الخوف بنسب متفاوتة عند الطرفين وهي عادة من المشاعر التي قد ينتبه لها الشخص أو قد لا يدرك أصلاً بأنها موجودة. جنس المصالحة يأتي بعد مرحلة بشعة كانت الروابط فيها ضعيفة ومشاعر النفور مرتفعة، ثم يأتي جنس المصالحة ليعيد هذه الروابط ويمنح الطرفين شعوراً بالإطمئنان. هي أشبه بتذكير بأنهما يمكنهما أن يؤذيا بعضهما البعض ولكنهما دائماً موجودين لإعادة الامور الى نصابها. هذا من الناحية النفسية أما من الناحية البيولوجية فإن الجنس يحفز إفراز هرمون الأوكسيتوسين وهو هرمون الحب والروابط بين الأفراد.

التخلص من مرحلة ما بعد المشاجرة

جنس المصالحة أسرع وأكثر الطرق فعالية لنقل الثنائي من الاجواء السلبية الى الاجواء الإيجابية، ما يعني أنه يمنع حدوث مرحلة ما «بعد المشاجرة» والتي عادة تتنوع بين المقاطعة أو المشاجرات «الارتدادية» ليوم أو يومين أو أكثر وبالتالي قطع الطريق على مزيد من السلبية . في الواقع مرحلة ما بعد المشاجرة هي أكثر تعقيداً من فعل المشاجرة نفسه خصوصاً إن فرض العناد نفسه وبالتالي عدم إستعداد أي طرف للإعتذار.

أسرع طريقة لإعادة «الشرارة» للعلاقة

الجنس وبعد الزواج لمدة طويلة يبصح روتينياً وإن كنت تعاني من هذه الحالة فلعلك إطلعت على مقالات عديدة تقدم لك نصائح حول طريقة إعادة الشرارة الى العلاقة. حسناً جنس المصالحة هو أسرع وأسهل وسيلة لانه كما قلنا الدماغ يكون في تأهب كامل، معدل إفرازات الهرمونات في ذروته، المشاعر مشحونة للغاية وبالتالي يجد الثنائي نفسه يختبر علاقة مذهلة ما يحفزهم للمحافظة على هكذا نوعية من العلاقة بعيداً عن جنس المصالحة.

سلبيات جنس المصالحة

تخدير مؤقت

دوافع جنس المصالحة لا علاقة لها بالبحث عن الحميمة أو بالثقة بالاخر بل هي مدفوعة بمشاعر سلبية بسبب ما قيل أو ما تم فعله خلال المشاجرة. وبما أن غالبية الازواج يتشاجرون ويسأمون في مرحلة ما من المشاعر السلبية هذه، تفرض الرغبة بالانتقال الى مشاعر أخرى مختلفة كلياً بسرعة نفسها وهكذا يلجأون الى جنس المصالحة كتخدير مؤقت.

حميمية زائفة.. وشعور مزيف بالأمان

خلال جنس المصالحة يعبر كل من الرجل والمرأة عن مشاعر إيجابية مبالغ بها. فيعلنون عن حبهم العميق، وعن السعادة التي يشعرون بها وعن الرغبة بعدم إثارة غضب الآخر مجدداً. هذه المبالغة غير صحية على الإطلاق لانها حميمية زائفة. الحب الصحي قائم على التوازن وما يحصل خلال جنس المصالحة لا علاقة له بالتوازن.
كما هي حال الحميمة الزائفة فان جنس المصالحة يمنح شعوراً مزيفاً بالامان. أمان آني سيختفي بعد إنتهاء النشوة المرتبطة بالجنس.

لا يحل المشاكل 

المشكلة أو مجموعة المشاكل التي أدت الى المشاجرة لم يتم التعامل معها ولم تحل. كل ما قام به الثنائي هو تجاهلها بشكل كلي وانخرطا في فعل جنسي. وهكذا سيستمرون بالقيام بذلك وستتراكم المشاكل غير المحلولة حتى تصل الى مرحلة لن ينفع فيها جنس المصالحة لانه لن يكون هناك أي مجال للمصالحة حينها.. فكيف هي الحال بالجنس!

لا جنس رائع من دون مشاجرات ؟ 

المرحلة هذه قد يصل لها الثنائي الذي يعتمد وبشكل كبير على جنس المصالحة. كما سبق وذكرنا الدماغ يكون في حالة من التأهب وعادة المشاعر البشرية المرتبطة بالمشاجرات تتنوع بين الخوف، والحماسة وحتى المخاطرة لانه بالنسبة اليهم ما هو قادم غير معروف ثم يأتي الجنس الحافل بالمشاعر الحادة الإيجابية. قد يصل الثنائي الى مرحلة لا يمكنهم إختيار علاقة جنسية رائعة من دون خلاف.. فالامر أشبه بالإدمان بالنسبة للعقل. مشاعر سلبية حادة ثم تخدير بالإيجابية.. وأي مشاعر خارج هذه الحلقة المفرغة لن تؤدي الى مشاعر جنسية مرضية.

الجنس ليس دائما رائع.. والنتيجة كارثية

جنس المصالحة ليس دائماً رائعاً وحسياً بل قد يكون مخبياً للآمال للطرفين. الأمر يرتبط بعدة نقاط تحدثنا عنها ولعل أهمهما الرغبة بنسيان ما حصل، المشاعر والحميمية المزيفة   كلها قد تجعل جنس المصالحة من أسوأ التجارب. وهكذا وبعد سلسلة من المشاعر السلبية تأتي مرحلة حافلة بالمشاعر المزيفة وجنس غير مرضٍ. النتيجة مدمرة وكارثية لأن مشاعر النفور ستبدأ بفرض نفسها ناهيك عن الإحباط ما يعني أن كل طرف سيشعر بغضب أكبر تجاه الآخر.

زر الذهاب إلى الأعلى