الكوليستيرول… قاهر القلوب

إنّه عدوّ الشرايين الأوّل… من دون منازع. الجميع يتحدثون عنه، لكن هل سبق أن عرفته عن كثب؟ ولأنّ أمراض القلب والشرايين هي السبب الأول للوفيات في العالم العربي، نقترح عليك لقطة مقرّبة على الكوليستيرول… سفاح القلوب والشرايين.سمعة سيئة
بعكس سمعته السيئة، يتمتع الكوليستيرول بالكثير من الحسنات. فهو بالدرجة الأولى ضروري للعديد من وظائف الجسم. الكوليستيرول هو في الأساس نوع من الدهون التي يفرز الكبد الجزء الأكبر منها، في حين يوفّر الغذاء الجزء البسيط المتبقي. وظيفة الكوليستيرول الأصليّة، هي أن يعطي القوّة، والمتانة، والسلاسة لقشرة الخلايا، وبالتالي تأمين المزيد من الحماية لها في وجه العوامل الخارجية. يتحرّك الكوليستيرول لهذا الغرض بين مختلف أعضاء الجسم.

وهناك نوعان من الكوليستيرول:
الكوليستيرول الحميد (HDL) الذي يأتي من الخلايا، ليتمّ تكديسه والتخلص منه في الكبد.
والكوليستيرول السيء (LDL) الذي يرميه الكبد في الخلايا. وعندما تزيد كميّة الكوليستيرول السيء، يتكدّس في الشرايين، مانعاً الدم من التدفق فيها مع الوقت.

الوزن الزائد ليس السبب الوحيد
“كما هو معروف، فإنّ نوعيّة الغذاء الذي نستهلكه هي العامل المؤثر الأبرز في ارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم”، يخبرنا طبيب القلب والشرايين أحمد زكريا. “لكن هناك أسباب أخرى مثل الضغط النفسي والعصبي، وبعض الأسباب الوراثيّة، إضافة إلى كسل الغدة الدرقية، من دون أن ننسى التدخين، وقلّة الحركة، وارتفاع ضغط الدم. كلّ هذه العوامل، إضافةً إلى الوزن الزائد، تسهم في تكديس الكوليستيرول”، يضيف الطبيب. ويلفت زكريا إلى أنّ المريض يصير في هذه الحالة كمن يدور في حلقة مفرغة، فـ”الكوليستيرول يفاقم المشاكل الأخرى وخصوصاً ضغط الدم، ومشاكل القلب”.

هل نلغي الدهون من حياتنا إذاً؟
الوقاية من الكوليستيرول ليست لغزاً: يكفي اتباع نظام حياة صحي، يشمل التقليل من استهلاك الدهون الحيوانية، وممارسة الرياضة. “لكنّ الدهون تبقى ضروريّة للجسم، وخصوصاً جسم المرأة التي تنجب وترضع”، يلفت الطبيب. “الحل هو عدم الإفراط في تناول المواد الدهنيّة، وخصوصاً اللحوم الحمراء والزبدة والمقالي. على سبيل المثال، عوضاً عن تناول الهامبرغر بالجبنة إلى جانب البطاطا المقليّة، يمكن أن نتناول طبق هامبرغر مع لحمة قليلة الدهون، ومن دون جبنة، ومع صحن سلطة خضار عوضاً عن البطاطا المقليّة. إنّها مسألة خيارات صحيّة. على كل ّحال السلطة أشهى من البطاطا المقليّة، أليس كذلك؟”.
ويمكن الحصول على الكمية اللازمة لجسمنا من الدهون من خلال الإستعاضة عن الزبدة بالزيت النباتي أو زيت الزيتون، والتقليل من استهلاك اللحمة الحمراء، وتفادي الزيوت الصناعية مثل تلك الموجودة في رقائق التشيبس، والوجبات السريعة.

 

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى