الصودا العادية ومضاعفتها !!!

نبذة مختصرة:

المشروبات الغازية عادة هي مشروبات تحتوي على مياه غازية، مُحلّي و نكهة طبيعية أو صناعية. المُحلّي قد يكون سكر، شراب الذرة عالي الفركتوز، عصير فاكهة، بدائل سكر أو مزيج من بعضا من هذه المُحليّات. قد تحتوي المشروبات الغازية أيضا على الكافيين، الألوان، المواد الحافظة و غيرها من المكونات. إزداد الإهتمام بتناول المشروبات الغازية بعد الإرتفاع الكبير في استهلاكها خلال السنوات الأخيرة. زيادة عدد الأشخاص الذين يفضلون المشروبات الغازية أظهر ارتفاع في الأعراض الجانبية لدى الأفراد. كل يوم يتم إدخال آلاف الأشخاص إلى المشفى بسبب الإستهلاك الزائد للمشروبات الغازية. المخاطر الصحية تتنوع بين السكّري، البدانة، الربو، أمراض القلب، النقرس، الإكتئاب، السكتة الدماغية، السرطان، تلف الكبد، تسوس الأسنان، هشاشة العظام، إلتهاب المفاصل الروماتويدي، الحيض المبكّر، السِمنة، ارتفاع ضغط الدم، زيادة حمض اليوريك بالدم، ضعف الهضم، القرح الهضمية، أمراض الكلى و غيرها. كلما تناولت الصودا أكثر (عادية أو دايت)، كلما أصبحت عادتك أخطر. و سواء كنت ممن يتناولون ستة حصص باليوم أو تتناول المشروبات الغازية في بعض الأحيان، فإن التقليل سوف يعود بالنفع على وزنك و صحتك العامة.

مقدمة:

إن الأشخاص الذين يتناولون يوميا علبة أو اثنتين أو أكثر بانتظام من المشروبات المحلاة بالسكر معرضون بنسبة أكثر ب ٢٦٪ للإصابة بالسكري من الدرجة الثانية من الأشخاص الذين نادرا ما يتناولون هذه المشروبات (مالك إي أل. ، ٢٠١٠). و لكن على مدار السنين، أظهرت بعض الأبحاث أنك حتى و إن لم تكن زائد الوزن، تناولك للمشروبات المحلاة بالسكر بانتظام سوف يزيد من مخاطر إصابتك بالسكري من الدرجة الثانية. بالفعل وجدت دراسة عالمية حديثة أن تناول المشروبات المحلاة بالسكر ارتبط بحدوث الإصابة بالسكري من الدرجة الثانية، بغض النظر عن كونك زائد الوزن (كاثي چونسون، ٢٠١٥). أمّا عن أمراض القلب، فبدراسة تابعت ٤٠٠٠٠ رجل لعقدين من الزمن، وجدت أن من يتناولون بمتوسط علبة من المشروبات المحلاة بالسكر يوميا تزداد عندهم خطورة الإصابة بأزمة قلبية أو الموت بأزمة قلبية بنسبة ٢٠٪ عن الرجال الذين نادرا ما يتناولون هذه المشروبات (ديكونينج إي أل. ، ٢٠١٢). بدراسة ذات صلة و لكن على النساء وجدت نفس الرابط لهذه الأمراض بتناول المشروبات المحلاة بالسكر (فونج إي أل. ، ٢٠٠٩). بدراسة صحة الممرضات و التي تابعت صحة قرابة ٩٠٠٠٠ سيدة لعقدين من الزمن، وجدت أن من يتناولن أكثر من حصتين من المشروبات المحلاة بالسكر يوميا تزداد عندهن خطورة الإصابة بأزمة قلبية أو الموت بأزمة قلبية بنسبة ٤٠٪ عن النساء اللاتي نادرا ما يتناولن هذه المشروبات. الأشخاص الذبن يتناولون الكثير من المشروبات المحلاة بالسكر غالبا ما يزداد وزنهم و يميلون لتناول طعام بشكل أقل صحيّة من الأشخاص الذين لا يتناولون هذه المشروبات، و لم يُمثّل المتطوعون بدراسة صحة الممرضات أي استثناء. لكن و جد الباحثون اختلافات بجودة النظام الغذائي، استهلاك الطاقة و الوزن بين المتطوعين للدراسة. وجدوا أن اتباع نظام غذائي صحّي أو أن يكون الوزن صحيّا يقلل بشكل طفيف فقط من المخاطر المرتبطة بتناول المشروبات المحلاة بالسكر. هذا يوضّح أن الوزن الزائد بشكل كبير، أو تناول الكثير من السعرات الحرارية قد يفسّر بشكل جزئي العلاقة بين المشروبات المحلّاة بالسكر و الأمراض القلبية. بعض الخطورة أيضا مرتبطة بالتأثيرات الأيضية للفركتوز من السكر المستخدم بتحلية هذه المشروبات. التأثير الضار لهذه المشروبات برفعها مستوى سكر الدم، الكولسترول و عوامل الإلتهاب قد تساهم كذلك برفع خطورة الإصابة بأمراض القلب (دي كونينج إي أل. ٢٠١٢). الأشخاص الذين يتناولون الصودا يوميا ترتفع لديهم الدهون الثلاثية، ينخفض الكولسترول الجيد HDL و ترتفع لديهم علامات الإلتهاب. كل هذه متصلة بأمراض القلب (شون رادكليف)

النقرس:

في دراسة استغرقت ٢٢ عاما على ٨٠٠٠٠ سيدة وجدوا أن من تناولن علبة واحدة يوميا من المشروبات المُحلّاة بالسكر ارتفعت لديهن خطورة الإصابة بالنقرس بنسبة ٧٥٪ عن اللاتي نادرا ما يتناولن هذه المشروبات (شوي إي أل. ٢٠١٠) . و لقد وجد الباحثون تقريبا نفس نسبة إرتفاع الخطورة لدى الرجال (شوي و كورهان ٢٠٠٨). مقارنةً بالرجال الذين لم يتناولوا إطلاقا مشروبات غازية مُحلّاة بالسكر (أقل من علبة واحدة بالشهر) وُجِد أن من يتناولون المشروبات الغازية بشكل متكرر أكثر عُرضة للإصابة بالنقرس (دانييل إي أل. ٢٠٠٨)

  • علبتين أو أكثر يوميا من المشروبات الغازية رفعت نسبة الإصابة بالنقرس إلى ٨٥٪.
  • علبة واحدة يوميا رفعت النسبة إلى ٤٥٪.
  • من ٥ إلى ٦ علب أسبوعيا رفعت النسبة إلى ٢٩٪.

البدانة:

د. فرانك هو، أستاذ التغذية و علم الأوبئة بمدرسة هارڤارد للصحة العامة، مؤخرا وجد أن هناك دليل علمي قوي أن خفض تناول المشروبات الغازية المُحلّاة بالسكر سوف يخفض من انتشار البدانة و الأمراض المتصلة بها (هو، ٢٠١٢). في تحليل بُعدي ل ٨٨ دراسة لتقييم أثر تناول المشروبات الغازية على الصحة نُشر بجريدة American journal of public health وجد أن “هناك ارتباط واضح بين تناول المشروبات الغازية و ارتفاع مدخول الطاقة للجسم و زيادة الوزن (البحث يربط المشروبات الغازية بالبدانة و الإصابة بالسكّري).

السكّري:

هناك دليل واضح على أن تناول المشروبات الغازية المحلّاة بالسكر تؤدي للإصابة بالسكّري. كشفت دراسة صحة الممرضات عن هذا الرابط بمتابعة صحة ٩٠٠٠٠ سيدة على مدار ٨ أعوام. الممرضات اللاتي قلن أنهن تناولن حصة أو اثنتين من هذه المشروبات أو من بنش الفواكه يوميا كان لديهن احتمالية مضاعفة للإصابة بالسكري عن اللاتي نادرا ما تناولن هذه المشروبات (سكولز إي أل ٢٠٠٤). هناك زيادة مماثلة عند تناول المشروبات الغازية أو مشروبات الفواكه تم رصدها مؤخرا بدراسة لصحة السيدات السوداوات، بدراسة مستمرة على المدى الطويل ل ٦٠٠٠٠ سيدة أمريكية من أصل أفريقي من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. من المثير للإهتمام أن زيادة المخاطر بتناول المشروبات الغازية كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بزيادة الوزن. بدراسة قلبية بفرامنجام، الرجال و النساء الذين تناولوا مشروب غازي أو اثنين يوميا كانوا من المُرجّح أن تكون لديهم صعوبة بضبط سكر الدم بنسبة ٢٥٪ و نسبة ٥٠٪ للإصابة بمتلازمة الأيض (بالمر إي أل، ٢٠٠٨)

الإكتئاب:

وجد الباحثون مؤخرا دليلا على وجود رابط قوي بين تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر و الإصابة بالإكتئاب (أليس فابر ٢٠١٣). الأشخاص الذين تناولوا أكثر من ٤ علب أو أكواب من الصودا يوميا كانوا أكثر عُرضة للإكتئاب بنسبة ٣٠٪ من الذين لم يتناولوا الصودا (تناول الصودا يؤدي للإكتئاب ٢٠١٣). الإستهلاك اليومي للصودا الدايت يرفع نسبة الإصابة بالسكري من الدرجة الثانية وفقا لمقالة نُشرت بجريدة diabetes care . و بدوره السكري من الدرجة الثانية يرفع إحتمالية الإصابة بالإكتئاب. وضعت الجمعية الأمريكية للسكّري نظرية أن الضغط النفسي لمحاولة ضبط السكّري، الإحساس بفقد السيطرة على سكر الدم، و مشاكل أخرى مثل تلف الأعصاب، كل ذلك يساهم بإصابة مرضى السكّري من الدرجة الثانية بالإكتئاب. مرضى السكّري المكتئبون هم عُرضة أيضا للإصابة بأمراض عقلية، وفقا لدراسة نُشرت في ٢٠١٢ Archives of general psychiatry . في بحث وضعته سوزان سويذرس، أستاذة بجامعة بوردو، توضح أن تناول الصودا الدايت يؤدي إلى زيادة الوزن، و جزء من ذلك بسبب كثرة تناول الطعام. بعبارة أخرى، أن الشخص الذي يتناول الصودا الدايت يشعر أنه بتناوله لمشروب خالى من السعرات يمكنه أن يتناول الطعام بشكل أكثر من العادي. هذا رابط هام لأن زيادة الوزن ترفع من إحتمالية الإصابة بالإكتئاب. الإكتئاب بدوره يؤدي إلى البدانة و التي ترفع إحتمالية الإصابة بمشاكل صحية مزمنة مثل أمراض القلب (سارة إبتينكو ٢٠١٤).

السكتة الدماغية:

بالنساء، كثرة تناول المشروبات الغازية المحلّاة بالسكر ترفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية، في حين أن كثرة تناول المشروبات الغازية الخالية من السعرات لدى الرجال يؤدي إلى السكتة الدماغية النزفية (آدم إي أل ٢٠١٢). بمجرّد تناول المشروبات الغازية يرتفع لديك سكر الدم و الإنسولين، و هو الهرمون المسئول عن التخلص من الجلوكوز من تيار الدم. بمرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى خفض قدرة الجسم على إستخدام الإنسولين و يؤدي للإلتهاب. هذان التغييران يؤديان إلى تصلّب الشرايين، استقرار الدهون على جدران الشرايين و تخثر الدم و كلها عوامل ترفع خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية. يُقال أيضا أن شراب الذرة العالي الفركتوز الموجود بالمشروبات الغازية يؤدي إلى تغييرات أيضية تسبب الإصابة بالسكتة الدماغية (ليزلي بيك ٢٠١٣).

سرطان البنكرياس:

برغم أن تناول المشروبات الغازية لم يتضح أنه يسبب سرطان البنكرياس لدى الرجال، إلا أنه اتضح أن تناول المشروبات الغازية المحلّاة بالسكر يرفع نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة صغيرة و لكن ضرورية بين النساء اللاتي لديهن درجة أساسية من مقاومة الإنسولين (سكيرنهامر إي أل ٢٠٠٨). تناول كمية قليلة مثلا علبتين من الصودا أسبوعيا ترفع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس وفقا لدراسة جديدة. الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الغازية لديهم نسبة أرجحية للإصابة بسرطان البنكرياس ٧٨٪ أو تقريبا ضعف الذين لا يتناولون هذه المشروبات (كاتلين دوني).

إلتهاب المفاصل الريماتويدي:

تناول الصودا العادية المحلاة بالسكر، و ليس الصودا الدايت، يرفع من خطر الإصابة بإلتهاب المفاصل الروماتويدي لدى النساء، بصرف النظر عن نظام الحياة أو النظام الغذائي (هو إي أل ٢٠١٤). وجد الباحثون أن النساء اللاتي تناولن صودا عادية واحدة أو أكثر يوميا كان لديهن إحتمال للإصابة بنسبة ٦٣٪ أكثر من اللاتي تناولن صودا واحدة بالشهر. اتضح أن هذه الإحتمالية للإصابة أقوى بالنساء فوق ٥٥ سنة، و توضح أن الآثار الضارة لتناول الصودا على مر السنين تؤدي إلى إلتهاب مزمن و الذي بدوره يؤدي إلى الإصابة بإلتهاب المفاصل الروماتويدي. قد تكون هناك خطورة للإصابة أيضا لدى الرجال، و لكن إثبات ذلك يحتاج دراسة أكبر، حيث أن نسبة الخطورة أعلى بضعفين أو ثلاثة أضعاف لدى النساء (چوزيف بنينتون إي أل. ٢٠١٥).

السرطان:

العديد من الدراسات ربطت تناول السكر بالإصابة بالسرطان مثل:

سرطان الثدي:

بدراسة وبائية في ٢١ دولة متطورة تتابع الأمراض و الوفايات (أوروبا، أمريكا الشمالية و اليابان و غيرها) وجدوا أن تناول السكر عامل قوي للغاية في رفع نسبة الإصابة بسرطان الثدي خاصة بالنساء الأكبر عمرا.

سرطان الحنجرة:

سرطان الحنجرة بشكل خاص هو نوع صعب الهزيمة – وجدوا أن ٩٠٪ من حالات الإصابة بسرطان بالمرئ توفوا خلال ٥ سنوات من التشخيص. أثبتت الأبحاث أن من يتناولون الصودا أكثر عُرضة للإصابة بسرطان المرّئ. وجدوا علاقة قوية بين زيادة عدد شاربي المشروبات الغازية و ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الحنجرة خلال دراسة استمرت لعقدين من الزمن.

سرطان القولون:

بدراسة أخرى وجدوا أن النساء اللاتي يتناولن مواد غذائية بتحميل سكر عالي على الدم تزداد إحتمالية إصابتهن بسرطان القولون. تحميل السكر بالدم هو مقياس لسرعة تحول الكربوهيدرات الموجودة بالطعام لسكر بجسمك (مؤشر نسبة السكر بالدم) فيما يتعلق بكمية الكربوهيدرات بالحصة الواحدة من هذا الطعام. تكوّنت الدراسة من قرابة ٣٨٤٥٠ سيدة و التي تمت متابعتهن لمدة ٨ سنوات. ملأت المشاركات استبيانا عن عاداتهن الغذائية، حتى يستطيع الباحثون معرفة العلاقة بين مقدار تحميل السكر على الدم، مؤشر السكر بشكل عام، الكربوهيدرات، الألياف، الكربوهيدرات التي لا تحتوي على الألياف، السكروز و الفركتوز و التطور اللاحق لسرطان القولون. وجدوا أن النساء اللاتي تناولن أطعمة بتحميل سكر عالي على الدم لديهن ٣ أضعاف إحتمالية الإصابة بسرطان القولون (١٠ أمراض مربطة بتناول الصودا، ١٩٩٧). مستوى المنتجات الجانبية كلون الكراميل، ٤-ميثيلميدازول، عالية بشكل كاف بالمشروبات الغازية و مُستهلكة بقدر كبير بالولايات المتحدة الأمريكية كافي لرفع مستوى الإصابة بسرطان القولون. بالدراسة الجديدة، بنى الباحثون على تحليل لتركيز مادة ٤-ميثيلميدازول في ١١ مشروب غازي لتقدير التعرض للمواد الكيميائية من المشروبات الغازية بلون الكراميل. ثم قاموا بوضع نموذج لعبء السرطان المُحتمل وفقا للإستهلاك المنتظم لهذه المشروبات. توصلوا إلى أن الإستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية التي تحتوي على هذا اللون ترفع خطر الإصابة بالسرطان فوق نسبة الواحد في المليون من الأشخاص المعرّضين للإصابة، و هي النسبة المقبولة للخطورة لدى الهيئات التنظيمية بالولايات المتحدة الأمريكية. وجد الباحثون أن تناول المشروبات الغازية خاصة المالتا جويا، البيبسي، البيبسي الدايت و بيبسي وان ،نتج عنها التعرّض لنسبة من مادة ٤-ميثيلميدازول أكثر من ٢٩ ميكروجرام باليوم مما يرفع خطورة الإصابة بالسرطان إلى واحد في كل ١٠٠٠٠ شخص من متناوليها، و متوقع زيادة النسبة عن ذلك (ريبيكا تراجر ٢٠١٥).

 

السِمنة:

اتضح أن السِمنة المرتبطة بالچينات الوراثية تظهر بشكل أكبر بتناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر (كي إي أل. ٢٠١٢).

الحيض المبكر:

اتضح أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر و التي تحتوي على الكافيين ترتبط بشكل كبير بحدوث الحيض المبكر (ميولر إي أل. ٢٠١٥). ما بين عمر ٩ سنوات و حتى ١٨،٥ سنة، الفتيات ما قبل الحيض اللاتي استهلكن أكثر من ١،٥ حصة من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر في المتوسط لديهن نسبة ٢٤٪ [ ٩٥٪ من فترة الثقة لحدوث الحيض بالشهر المقبل مقارنة بالفتيات اللاتي يتناولن حصتين أو أقل أسبوعيا، وفقا للعوامل المختلفة مثل الطول، و لكن ليس مؤشر كتلة الجسم (تم أخذه بالمؤشر المتوسط). في المقابل، وُجد أن الفتيات اللاتي تناولن أكثر من ١،٥ حصة يوميا لديهن حيض مبكر بتقريبا ٢،٧ شهر عن اللاتي يتناولن حصتين أو أقل بالأسبوع. تكرار تناول مشروب الفاكهة الغير غازي و كذلك الصودا المحلاة بالسكر، و لكن ليس الشاي المثلج، أبضا يؤدي إلى الحيض المبكر. تأثير المشروبات الغازية المحلاة بالسكر على سن الحيض لوحظ بكل أنواع مؤشرات كتلة الجسم تحت ٢٦. الفتيات اللاتي يتناولن المشروبات الغازية بكثرة غالبا ما تأتيهن دورتهن الشهرية مبكرا عن الفتيات اللاتي لا يتناولن هذه المشروبات، وفقا لبحث جديد نُشر على الإنترنت بتاريخ ٢٨ يناير بالتناسل البشري (صحافة جامعة أوكسفورد، ٢٠١٥).

إرتفاع ضغط الدم:

تناول علبتين يوميا ترفع ضغط الدم بمقدار ٥ ملليجرام زئبقي و هي زيادة تؤدي إلى مشاكل خطيرة لدى مرضي ضغط الدم المرتفع و مرضى القلب (مادلين داڤيس ل ميل أونلاين، ٢٠١٤). الذين يتناولون الصودا الدايت أكثر عُرضة للإصابة بضغط الدم العالي عن هؤلاء الذين لا يتناولونها بشكل منتظم. و برغم عدم وجود سبب واحد مُحدّد وجده الباحثون لهذه العلاقة، إلا أنه هناك تفسير منطقي واحد و هو أن تناول الصودا الدايت يؤدي لزيادة الوزن، و الأشخاص البُدناء عُرضة لإرتفاع ضغط الدم. حصة من الصودا الدايت تبلغ ١٢ أونصة تحتوي على ٥٧ ملليجرام من الصوديوم، و هي ٤٪ من الحد اليومي المسموح من الصوديوم و هو ١٥٠٠ ملليجرام يوميا وفقا للجمعية الأمريكية للقلب. إن كنت تتناول أكثر من علبة صودا دايت يوميا فإن نسبة الصوديوم مجتمعة لا يُستهان بها (سارة إيباتنكو، ٢٠١٥).

زيادة حمض اليوريك بالدم:

زيادة إستهلاك المشروبات الغازية المحلاة بالسكر يرفع إحتمالية إرتفاع حمض اليوريك بالدم لدي الرجال بإتجاه خطّي، و لدي النساء دون إتجاه خطّي، مقارنة بالإستهلاك القليل. ولكن، لا يوجد فرق كبير بين مستوى حمض اليوريك بالدم بالثلاثة فئات من استهلاك المشروبات الغازية، لدى الرجال أو النساء، في حين وجدت الدراسات دلالة إحصائية لمستوى اليوريك بالدم بالفئات الثلاث. كمية المياه الغازية التي يتم استهلاكها مرتبطة بمستوى اليوريك في الدم لدى الرجال و لكن ليس لدى النساء (باي إي أل. ٢٠١٤).

ضعف الهضم (ألم بالجهاز الهضمي):

آلام الجهاز الهضمي تشمل زيادة أحماض المعدة مما يؤدي للحاجة إلى مثبطات الحمض، إلتهاب متوسط إلى شديد بالمعدة مع إحتمالية تآكل جدار المعدة. تناول الصودا، خاصة على معدة فارغة، قد يؤدي إلى مشكلة بالتوازن الحمضي القلوي لمعدتك و جدار المعدة ، مما ينتج عنه إنتاج مستمر للأحماض. هذا الإنتاج المستمر للأحماض قد ينتج عنه إلتهاب بالمعدة و بطانة الإثنى عشر (١٠ أمراض مرتبطة بتناول الصودا، ١٩٩٧). تناول الصودا، خاصة على معدة فارغة، قد يؤدي إلى مشكلة بالتوازن الحمضي القلوي لمعدتك و جدار المعدة ، مما ينتج عنه إنتاج مستمر للأحماض. هذا الإنتاج المستمر للأحماض قد ينتج عنه إلتهاب بالمعدة و بطانة الإثنى عشر و هو مؤلم للغاية. و على المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى تآكل بطانة المعدة (جوديث ڤالنتين، ٢٠٠٢).في بعض الحالات، قد يؤدي تناول الصودا بإنتظام إلى تهيج المعدة و المرئ. عند حدوث هذا، يشار إليه بالإرتداد أو الإرتجاع المَعِدي. تحدث هذه الحالة عندما تكون المصرة المريئية لا تفتح و تغلق بشكل متقطع مما يؤدي إلى إرتفاع الأحماض بحلْقك، فتشعر بمذاق مُر في فمك و حرقة بالحلْق و الصدر. من المكوّنات الرئيسية بالعديد من أنواع الصودا حمض الفسفوريك، و هو يؤدي إلى إرتفاع أحماض المعدة فيسبب الإرتجاع الحمضي. بمرور الوقت، تناول كميّات كبيرة من الصودا قد يُتلف معدتك و بطانتها. هذا التلف على المدى الطويل يضعك بإحتمالية كبيرة للإصابة بداء باريت المريئي، الضيق، تلف المعدة و المرئ و سرطان المرئ، وفقا للجهاز الدولي لمعلومات أمراض الجهاز الهضمي (چولي بويلكي ٢٠١٥).

هشاشة العظام:

تحتوي المشروبات الغازية على حمض الفسفوريك و الذي له صلة بالتأكيد بهشاشة العظام (ضعف ببنيتك العظمية) لأنه يخفض مستوى الكالسيوم بالدم و يرفع مستوى الفوسفات. عندما يرتفع مستوى الفوسفات و ينخفض مستوى الكالسيوم بالدم يبدأ سحب الكالسيوم خارج العظام (١٠ أمراض مرتبطة بتناول الصودا، ١٩٩٧). تقرير نُشر عام ١٩٩٤ بجريدة  adolescent health يلخّص دراسة صغيرة (٧٦ فتاة و ٥١ صبي) و يشير إلى إرتفاع و إرتباط وثيق بين تناول مشروب الكولا و كسور العظام لدى الفتيات. تناول الكالسيوم بكميات كافية وفّر بعض الحماية. أمّا بالأولاد، فقط كان إنخفاض السعرات المأخوذة هو السبب بارتفاع إحتمالية حدوث كسور العظام. و قد تم تلخيص الدراسة بما يلي : “كثرة تناول المشروبات الغازية و قلة تناول الألبان هي مشكلة صحية خطيرة و  شائعة لدى الفتيات نظرا لعرضتهم للإصابة بهشاشة العظام مع التقدم بالعمر”. دراسة أكبر بأثر رجعي على ٤٦٠ من فتيات المدرسة الثانوية نُشرت بيونيو ٢٠٠٠ بجريدة طب الأطفال و المراهقين أشارت إلى أن تناول مشروبات الكولا ترتبط بشكل كبير بكسور العظام. و بالملخص حذّر الكاتب قائلا “….الإهتمام و الحذر الدولي من التأثير الصحّي لتناول المشروبات الغازية على الفتيات في سن المراهقة مُستند إلى نتائج هذه الدراسة” (چوديث ڤالنتين، ٢٠٠٢).

تلف الكبد:

الصودا تتلف كبدك. تناول الكثير من المشروبات الغازية يجعلك عُرضة للإصابة بالتليف الكبدي بنفس مقدار خطورة تناول المشروبات الكحولّية. بالعادة يرتبط تلف الكبد بتناول المشروبات الكحولية إلا أنه بدراسة حديثة وُجد أن المشروبات الغير كحولية عالية السكر تؤدي إلى حالة تسمى أمراض الكبد الدهنية (كريس إرڤاين ٢٠٠٩).

تآكل الأسنان:

الصودا تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان. المشروبات الغازية مسئولة عن مضاعفة أو حتى ثلاثة أضعاف احتمالية حدوث تآكل بالأسنان. حمضية الصودا أسوأ على الأسنان من السكر الصلب الموجود بالحلوى (١٠ أمراض مرتبطة بتناول الصودا، ١٩٩٧). بالعادة يكون اللعاب قلوي إلى حد ما، و له Ph. يعادل ٧،٤ . عندما يتم تناول الصودا خلال اليوم، و هو ما يحدث دائما مع المراهقين، ينخفض رقم Ph. للعاب ليصل إلى الحمضية. لصد هذه الحمضية و الوصول باللعاب للقلوية من جديد، يقوم الجسم بسحب أيونات الكالسيوم من الأسنان. النتيجة هي إستنفاذ سريع لمينا الأسنان. عندما يقوم أطباء الأسنان بعمل وصلات تجميلية، دائما ما يبدأون بتخشين مينا الأسنان بخليط كيميائي، هذا الخليط هو حمض الفسفوريك! الشباب الذين يحتاجون لعمل وصلات تجميلية لأسنانهم الأمامية الصفراء بالفعل قاموا بجزء من عمل طبيب الأسنان، بتخشين سطح الأسنان بحمض الفسفوريك (چوديث ڤالنتين، ٢٠٠٢).

حصوات الكلى  و أمراض الكلى المزمنة:

مشروب الكولا بشكل خاص، يحتوي على حمض الفسفوريك بكميات تم ربطها بحدوث تغيرات بولية تنذر بتكوّن حصوات بالكلى. تناول ٢ أو أكثر من الكولا يوميا ترفع من إحتمالية الإصابة بأمراض الكلى المزمنة (سالدانا إي أل، ٢٠٠٧). الصودا و خاصة الكولا تحتوي على حمض الفسفوريك بمستويات عالية تؤدي إلى تكوّن حصوات بالكلى و أمراض كلوية أخري. بدراسة نشرت عام ٢٠٠٧ بجريدة Epidemiology ، اعتبرت أن تناول ٢ أو أكثر من الكولا يوميا تزيد من خطورة الإصابة بأمراض الكلى المزمنة. هذا الخطر المضاعف سواء تناولت الصودا المحلاة بالسكر أو المحليات الصناعية. حمض الفسفوريك هو الذي يعطي المأكولات المذاق المنعش و المشروبات هذا المذاق الحمضي الذي ارتبط لديك بالصودا. حمض الفسفوريك أيضا لديه خصائص حافظة فيعمل كمانع للتعفن. تناول الحمض بشكل منتظم قد يسبب عبء على الكلى لأنها تقوم بدورها بالتنقية من الفضلات. مشروبات uncola (المشروبات الغازية بدون صبغة الكولا)، كما يقولون بالعامية، ليست مستثناه من التأثير على كليتك أيضا. ذلك أن المشروبات الغازية التي لا تحوي الكولا يمكنها أيضا أن تسبب التلف. السكر بها، خاصة الفركتوز في صورة شراب الذرة العالي الفركتوز، لها تأثير ضار على كليتيك. بعام ٢٠٠٧، مجموعة من اختصاصيي الكلى في تقرير بجريدة the journal of the American society of nephrology أشاروا إلى ان كثرة تناول المشروبات الغازية المحتوية عل  الفركتوز لها عامل كبير في أمراض الكلى، و قد عُلمت بواسطة إرتفاع ضغط الدم، و التهاب و تلف الكلى. و برغم أن النسبة الأكبر من الفركتوز يتم أخذها من قِبل الكبد، إلا أن ٣٠٪ منها تذهب للكلى، مما يؤدي إلى إرتفاع مستوى حمض اليوريك، و الذي تنتجه الكلى لتحليل الغذاء. يقول الباحثون أن هذه العملية عملية أساسية و التي قد تسبب خلالها المشروبات الغازية المحلاة بالفركتوز أمراض قلبية (أنچيلا أوجونچيمي، ٢٠١٣).

القرحة الهضمية:

تحدث القرحة الهضمية عندما تؤدي أحماض المعدة إلى تآكل جزء من المعدة، الأمعاء، و المرئ. القرح هي بالأساس التهابات داخل الجسم – إلتهابات قد تنزف و تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. تشمل الأعراض ألم بمنطقة البطن، ألم يهدأ بتناول مثبطات الأحماض، تقيؤ دم، براز أسود و فقدان وزن غير مبرر. تناول الصودا، خاصة التي تحتوي على الكافيين قد تهيّج القرح الهضمية (چوديث ڤالنتين، ٢٠٠٢). معظم أنواع الصودا تحتوي على حمض الستريك كمادة حافظة و معززة للمذاق، و التي تزيد من حمضية المشروب. الأطعمة الحمضية قد تؤدي إلى إلتهاب القرح المتكوّنة بالفعل بجهازك الهضمي و لكنّها لن تسبب تكوّن قرح جديدة (دايان ماركس، ٢٠١٥).

جفاف مزمن:

بسبب كثرة محتوى الصودا من السكر، الصوديوم و الكافيين، فإنها تؤدي إلى جفاف الجسم و على المدى الطويل قد تؤدي إلى الجفاف المزمن (١٠ أسباب لتجنب تناول الصودا ٢٠١١)

الربو:

كمية تناول المشروبات الغازية مرتبط بالإصابة بالربو و مرض الإنسداد الرئوي المزمن. هنا العلاقة طردية، بمعنى أنه كلما أكثرت من تناول المشروبات الغازية زادت إحتمالية إصابتك بهذه الأمراض (تارا كيلي، ٢٠١٢).

 

زر الذهاب إلى الأعلى