السيول تجتاح العراق.. مقتل وإصابة وفقدان 46 شخصاً

اجتاحت موجة سيول ضخمة مناطق متفرقة من العراق، منذ صباح اليوم الجمعة، ومازالت متواصلة في أعقاب هطول كميات كبيرة من الأمطار، أسفرت عن 23 قتيلاً و20 مصاباً، وفقدان 3 أشخاص من قوات البيشمركة الكردية، بالإضافة إلى تجريف الأراضي الزراعية وسقوط عدد من المنازل والأبنية. وأبلغت مصادر أن “7 أشخاص غالبيتهم من الأطفال، لقو حتفهم جراء السيول التي اجتاحت قرية الحورية التابعة لقضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين، على خلفية أمطار غزيرة هطلت فجراً، حيث أحاطت المياه المنازل وغرقت المزارع”.

وبينت المصادر “أن مياه الأمطار والسيول أغرقت 800 منزل وقطعت التيار الكهربائي، ودمرت طرق المواصلات”.

وأوضحت أن “قوات من الجيش والشرطة وفرق الدفاع المدني هرعت إلى أمكان السيول في قضاء الشرقاط لإنقاذ الأهالي الذين أجبرتهم السيول إلى البقاء في الطابق العلوي وأسطح منازلهم، بعد أن ألحقت السيول أضراراً كبيرة بممتلكاتهم، باستخدام جهد الشرطة النهرية وفرق الدفاع المدني، ومازال العمل مستمراً”.

وذكرت أن “3 من عناصر قوات البيشمركة فقدوا على خلفية سيول جرفت أحد مقار قوات البيشمركة في شمالي منطقة التون كبري في محافظة كركوك، بعد موجة الأمطار الغزيرة”.

وأضافت أن “قوات البيشمركة أطلقت عيارات نارية في الهواء للاستغاثة وإنقاذهم، حيث سارعت قوات الشرطة الاتحادية المنتشرة في محيط المنطقة وفرق الدفاع المدني لتقديم العون لهم، بعد أن جرفت السيول المقر بشكل كامل”.

وأشارت المصادر إلى أن “امرأة وابنها لقيا حتفهما إثر انهيار منزلهم في محافظة الناصرية جنوبي البلاد، على خلفية سقوط الأمطار الغزيرة، التي أدت أيضاً إلى إغراق الشوارع والأزقة، فيما طالبت الأجهزة الطبية والأمنية سكان المنازل القديمة إلى مغادرتها فوراً تحسباً من انهيارها بسبب استمرار غزارة الأمطار”.

وذكرت أن “إحدى المدارس انهارت اليوم في محافظة المثنى جنوب غربي العراق، نتيجة غزارة الأمطار، تضم 5 صفوف دراسية تم تشييدها في سبعينات القرن الماضي دون وقوع إصابات”.

ومن جانب أخر، صرح النقيب محمد جاسم علي، من قيادة شرطة نينوى، أن “9 أطفال في مخيمات الجدعة لإيواء النازحين في محافظة نينوى لقو حتفهم إثر اجتياح السيول مجمع مخيمات النازحين جراء غزارة الأمطار في قضاء القيارة جنوبي الموصل”.

وأعلن طبيب عراقي في مستشفى طوارئ الموصل أن دائرة صحة الموصل “استقبلت جثث 5 مدنيين، ونحو 20مصاباً، جراء تواصل السيول على خلفية سقوط أمطار غزيرة على قرى جنوبي مدينة الموصل”.

وقال الطبيب عامر طه، في تصريح صحافي، إن “من بين الضحايا والمصابين مسنين وأطفال حالة بعضهم خطرة”.

ودخلت القوات العراقية وطيران الجيش وفرق الدفاع المدني، في حالة من التأهب لمواجهة أية حالات سيول، قد ترافق الأمطار الغزيرة المتوقع هطولها على البلاد خلال اليومين المقبلين.

وأعلنت وزارة الموارد المائية اليوم الجمعة، أن العراق شهد سقوط أمطار غزيرة في مناطق متفرقة نتجت عنها سيول أغلبها وردت إلى نهر دجلة في القاطع الشمالي، حيث وصل تصريف النهر إلى أكثر من 3000 متر مكعب في الثانية، وسيتم تحويل هذه الكمية إلى منخفض الثرثار لتعزيز المخزون المائي ورفد نهر الفرات عند الحاجة.

وذكرت الوزارة في بيانها أن “وزارة الموارد المائية استنفرت جهودها كافة لإمرار الموجة بسلام، وأن خلية أزمة الفيضان في حالة انعقاد دائم واتصال مستمر بجميع مدراء تشكيلات الوزارة المختلفة، وعلى مدار الساعة لمعالجة الحالات الطارئة”.

وأكد البيان أن “لدى الوزارة معلومات بأن كميات من السيول سترد من الجانب الشرقي للبلاد في محافظتي واسط وميسان، وأن الجهود مستنفرة في هذه القواطع لاستيعاب مياه السيول والاستفادة منها في تغذية أهوار جنوب العراق، وشط العرب الذي انخفضت فيه التراكيز الملحية بشكل كبير وأخذ يعود إلى وضعه الطبيعي”.

زر الذهاب إلى الأعلى