السر وراء تقديم كوب الماء مع فنجان القهوة

تشبيه القهوة بقبلة الحياة لا يعد أمراً مبالغاً فيه على الإطلاق بالنسبة لعشاق القهوة ومن تعود على شرب قدح منها خلال أولى ساعات استيقاظه من النوم.

وتختلط طرق إعداد وتقديم القهوة في كل دول من دول العالم ولكن بالحديث عن طرق إعدادها في الوطن العربي تسيطر طريقتين فقط على إعداد تلك الحبوب المقدسة بالنسبة لعاشقيها.

فهناك الطريقة العربية التي كان للمملكة العربية السعودية براءة اختراعها وهي ما تعرف بالقهوة العربية، وهناك القهوة التركية الداكنة والتي أخذها العرب من الأتراك وانتشرت في بلاد الشام ومصر ودول شمال أفريقيا العربية وباقي المناطق العربية المختلفة.

وإذا كنت تفضل أي من الطريقتين التي تتم بهما إعداد القهوة داخل وطننا العربي الكبير وحريص دوماً على شرب هذا المشروب الذي يعد من أساسيات حياتك، فلابد أن تقديم فنجال القهوة بجانب كأس الماء قد أثار انتباهك كثيراً وربما تقوم بعمل نفس الأمر عند تقديم القهوة لضيوفك ولكنك لا تفهم الحكمة من وراء إرفاق كأس من الماء بجانب فنجال القهوة.

في الحقيقة تعود تلك العادة القديمة والتراثية إلى عهد الامبراطورية العثمانية ويعتقد أن المرأة التركية هي التي ابتكرت تلك الطريقة من أجل إكرام الضيف بأفضل طريقة ممكنة.

فكرم وحسن الضيافة عادات إسلامية أصيلة حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، لذلك كانت النساء التركيات عندما يقدمن فنجانا من القهوة التركية اللذيذة يعرفون ما إذا كان الضيف جائعاً أم أحب مذاق القهوة أم لا من خلال كأس المياه المقدم مع القهوة. 

فالضيف إذا شرب كأس الماء قبل تذوق الهوة فهذا يعني أنه جائع ويجب على ربة المنزل تحضير الطعام له ولمن معه بسرعة، لأنه لا يصح أن يترك الضيف جائعاً وهو في منزلك، أما إذا شرب الضيوف القهوة ولم يشربوا كأس المياه فهكذا تعلم ربات المنزل أن ضيوفهن ليسوا جوعى.

وأما إذا شرب الضيف كأس المياه بعد شربه فنجان القهوة، فهذا يعني أن مذاقها لم يعجبه، لذلك حاول إزالة طعمها من فمه بواسطة شرب بعض رشفات من المياه.

و إذا لم يشرب المياه بعد نهائه قدح القهوة فهذا دليل دامغ على وقوع الضيف في شباك إدمان وعشق القهوة التي أعددتها ربة المنزل.

زر الذهاب إلى الأعلى