هناك أدعية وأوراد جامعة، ولا يتكلف الإنسان في السجع، ولا يدخل في التفصيلات غير المشروعة، ولا يحول الدعاء إلى ما لم يرد فيه، وإنما يقتصر على الوارد، ولا يستعمل ما ينكر.

والمرأة لها حظ من تربية الإنسان لأهله، فإذا صلت في بيتها فلا بأس أن تصلي جماعة بمن معها من النساء، وليتدارك العبد ما يكون من أعمال البر سواء كان في نفع ذاته، أو نفع غيره، وسواء كان في تلاوة فهو في الختمة لم ينته بقي عليه أشياء، وما بقي من الشهر قليل فينبغي أن يجتهد ويجد.

وكذلك لا ينسى عباد الله من المساكين، والمستضعفين الذين يحتسب الأجر في نفعهم ببدنه، أو ماله، أو جاهه، أو رأيه، وكذلك ينبغي أن يتدارك تفريطه في حق القرآن الكريم.

منع القرآن بوعده ووعيده *** مقل العيون بليلها لا تهجع

فهموا عن الملك العظيم كلامه *** فهماً تذل له الرقاب وتخضع

وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاًسورة الإسراء:106، لتدبره النفوس، وتقبل عليه،وتتفهمه العقول، وهكذا يترسل فيه ليفهم،وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًاسورة المزمل:4، يعني: لا تعجل بقراءته، بل اقرأه على مهل وبيان، مع تدبر للمعاني، ولا يكون الهم آخر السورة، بل الهم أن يعقل العبد معاني كلام ربه، قال ابن عباس رضي الله عنه: لأن أقرأ البقرة وآل عمران وأرتلهما، وأتدبرهما، أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله هذرمة أي: مستعجلاً، ولذلك يغفل الناس عن الكيفية في ظل الكمية في عصر الأرقام، ويهتمون بقضية ما أنجز من الكثرة، دون النظر إلى ما حصل فيها من التدبر والتأمل، ولذلك فإن معرفة المعنى يعين حقيقة على تدبر القرآن: لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًاسورة الفرقان:73، وإنما وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًاسورة الإسراء:109،فكيف يزيدهم خشوعاً وهم لا يعرفون معناه

عباد الله:

البكاء عند القرآن صفة العارفين، وكثير من الناس يبكون في بعض الأدعية ما لا يبكون في القرآن، لماذا

لأن هذا الدعاء قد يأتيهم بما يحرك أشجانهم، لكن هذه الآيات التي في كثير من الأحيان غير معروفة المعنى لدى السامع لا تحرك وجدانه، ولذلك ينبغي الحرص على التفسير.

شاركها.