الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين
الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين، أمران تربطهما علاقة قوية تجهلها، الكثير من الحوامل، والأطباء، فكلما كانت شهور الحمل هادئة بالنسبة للمرأة الحامل، وتخلوا من الأحداث السيئة، والمشاحنات التي تؤثر بالسلب على نفسيتها، كلما ساعد هذا، وزاد من فرص الجنين في النمو بصحة جيدة داخل رحم الأم، فأحيانا النفسية السيئة التي تتعرض لها الحامل نتيجة ضغط عصبي، تسبب الاجهاض، وفقدان الجنين.
لذا من المهم، الإشارة إلى أهمية الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين، ويجب أن تتعرفي جيداً على ما يجب فعله من أمور جيدة، والتي من شأنها مساعدتك على تخطي تلك المرحلة بسلام أنتي وجنينك الحبيب.
الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين
على كل أم حامل، تنتظر وصول مولدها، أن تحافظ على نفسيتها أثناء فترة الحمل، حتى لا يؤدي ذلك إلى التأثير بالسلب على حياة، وصحة الجنين، وها يرجع للعلاقة القوية، التي تربط بين الأم وجنينها، القابع في رحمها، فالطفل يتأثر بالبيئة التي تعيش بها الأم، فيؤثر ذلك على نفسيته، وطباعه كذلك، فمن شأن التعرض الزائد للضغوطات النفسية السيئة، أن تشكل خطر على حياة الجنين، تفصل إليه هرمونات عن طريق المشيمة تجعله نشيط بزيادة، وتكسبه فرط الحركة، مما يسبب القلق له والإزعاج داخل رحم الأم، فيولد كثير البكاء، وعصبيا، كما تؤثر الحالة النفسية للأم الحامل على مناعة الجنين، والحزن الشديد، يسبب إضعافه، وأحيانا إن زاد عن الحد يسبب تشوهات خلقية في شكل الجنين.
أسباب تؤدي إلى تغير نفسية الحامل
- في فترة الحمل يضخ الجسم الكثير من الهرمونات الزائدة، مثل هرمون البروجسترون، والاستروجين، وهما المسؤولان عن مشاعر الأم، ويؤثر ذلك على قدرة العقل في مراقبة المشاعر الجياشة التي تصاب بها المرأة الحامل، مما يسبب عدم الاستقرار العاطفي والشعور الدائم بالحزن.
- أثناء الحمل يحدث العديد من التغيرات الجسدية عند المرأة الحامل، وكلما زاد حجم الجنين، زاد تأثير على صحة الأم العقلية والبدنية، بالإضافة إلى زيادة التوتر، فيجعل الأم تصاب باضطرابات متضاربة في عواطفها، وتصبح غير مستقرة، وكلما اقترب الأم من فترة الولادة كلما زادت حدة تلك الإضطرابات.
- كما قلنا أن تقدم الحمل يزيد من الضغط على الأم الحامل، بسبب التوتر، والتغيرات النفسية، والقلق الناتج عن التفكير في الرعاية الطبية للطفل، والسكن، ومستقبله، ومصادر التمويل، فتشرد الأم وتصبح غير مهتمة برعاية نفسها وحملها، من كثرة التفكير، فتفقد القدرة على التحكم في تلك العواطف التي تجتاح مشاعرها، وتفكيرها.
- بذل الكثير من العمل أثناء فترة الحمل، والتعرض إلى الإجهاد، مع عدم الراحة، وحصول الحامل على فترة كافية من النوم، تجعلها تصاب بالإرهاق والتعب، وتتأثر نفسيتها بشكل ملحوظ.
مراحل تمر بها الحامل
ترتبط الحالة الجسدية والنفسية معا عند المرأة الحامل بشكل كبير، مما يجعل الحمل يمر بثلاثة مراحل مقسمين على التسعة أشهر.
المرحلة الأولى:
هي عبارة عن أول ثلاثة أشهر من الحمل، تصبح المرأة الحامل فيهم أكثر حساسية، اتجاه الأمور حتى البسيط منها، وذلك يرجع لتغير الهرمونات في جسدها، مما ينتابها دائما أنها تريد البكاء، وتغضب من أقل الأشياء، وتكتئب بسرعة، وإن كانت معرضة للإجهاض يزيد ذلك إحساس التوتر والقلق عندها، لذا من المهم أن ترتاح وتسترخي، ولا تجهد أعصابها، كما يجب علها أن تشارك مشاعرها مع المقربين، ومع زوجها.
المرحلة الثانية:
وهي من تبدأ من نهاية الشهر الثالث حتى بداية الشهر السابع، تكون من أهدئ المراحل في الحمل، فيصبح جسدها مستقر ونفسيتها أفضل، وتقل الأعراض التي تسبب الإزعاج في المرحلة الأولى، وتبدا في التعرف على جنينها والشعور بحركته داخل الرحم، مما يزيد سعادتها، وتحسن نفسيتها بشكل ملحوظ.
المرحلة الثالثة:
هنا تصل الحامل إلى أخر ثلاثة شهور في الحمل، وتستعد لإستقبال المولود، وتشرع في تجهيز أشياء مستلزمات الولادة، ولكن هنا تبدأ مشاعر أخرى في الظهور مثل ما هي درجة ألم الولادة التي سوف تتعرض لها، ومخاطرها، وكيف تتعامل مع طفلها إن كان مولدها الأول، أما إن كان لديها أطفال أخرى ستفكر كيف سوف تنجح في تربيتهم وتلبية حاجات المولود الجديد معا، ويتغير شكلها وجسمها فتفقد الثقة في جمالها، بسبب تضخم جسدها بالكامل، وبروز البطن بشكل ملفت، بالإضافة إلى التشققات التي تصيب الجلد، واكتسابها الوزن الزائد.
نصائح تؤثر على الحالة النفسية للحامل
- دربي نفسك على قولة كلمة لا، كلما واجهتي امر يفوق طاقتك، ودرجة تحمل قوليها، وانتي تشعري براحة.
- النوم الهادئ في مكان تفضلينه، ولفترات طويلة، يساعدك في أن تحصلي على التوازن النفسي والعصبي، أثناء فترة الحمل.
- تجنبي التعرض لأي ضغوط نفسية، في مكان العمل، او في المنزل، أو حتى في الشارع، دائما هدئي أعصابك وابتعدي عن الشجار خلال فترة الحمل.
- أثناء الحمل تروادك الكثير من الأسئلة حول وضع جنينك، وحول حالتك الصحية، حاولي التخلص من كل ذلك، طالما تتبعين نظام غذائي صحي، لا تقلقي، وتوجهي بطرح جميع أسئلتك على الدكتور.
- دائما رفهي عن نفسك، وأذهبي للتنزه برفقة زوجك أو أصدقائك الذين تحبيهم، وغير الأماكن التي تترددي عليها كلما أمكن ذلك، حتى لا تصابي بالملل، فتتأثر صحتك النفسية.
- هل تعلمين مدى أهمية ممارسة الرياضة أثناء فترة الحمل، وخاصة من بداية المرحلة الثانية، وبعد ثبات الجنين، حيث تساعد الرياضة في التخلص من الضغط، والتوتر، وتكسبك النشاط خلال الفترة الأخيرة من الحمل، لكن يجب استشارة الطبيب أولا، واللجوء إلى الرياضات البسيطة المناسبة للحمل.
- من الأمور التي تساعدك على الراحة، هي القراءة، فهي تجيب على أغلب أسئلتك، وتمدك بالنصائح التي تساهم في الحفاظ عليكي وعلى الجنين، مثل تلك المقالة التي تقرأينها الأن، لذا اقرأي دائما، وكوني سعيدة، حتى تقوي جهاز مناعتك، وتنعمين بفترة حمل مثالية تخلو من المشاكل.
- كلما واجهك أمر صعب، شاركيه مع أحد أصدقائك، والأفضل مع زوجك، وإن كنتي لا تحبين البوح بمشاعرك، جربي أن تكتبيها في ورقة، حتى تتخلصي من المشاعر السلبية.
نصائح لفترة الشهر التاسع
- استعدي مع أول دخولك في الشهر التاسع، ابداي في تحضير حقيبة المستشفى، لأنك ربما تلدين بدري عن الميعاد المحدد، إن كنتي تعلمينه، وحتى يساعدك ذلك على رفع معنوياتك، وإدخال السعادة إلى قلبك.
- إن كان لديك أطفال آخرين، تواصلي معهم، وقوي علاقتك بهم، واشرحي لهم ما هم مقبلين عليه، لأنه بعد الولادة سوف يأخذ الطفل الجديد كل الأهتمام والكثير من حنانك، لذا جهزي الاطفال لتلك اللحظات، حتى ترتاحي انتي، وينتشر الحب بينكم.
- لا تفكري كثيرا في الولادة السريعة، لأن الأطفال الذين يولدون قبل ميعادهم، يعانون من تنظيم حرارة أجسادهم، بالإضافة إلى حاجة البعض منهم إلى دخول الحضانة، وتصبح أدمغتهم أقل تطور بالمقارنة بالأطفال الذين زادت فترة حمل أمهاتهم، فحصلوا على وقت أكبر لنمو أجهزتهم بالشكل الكافي، والتغذية.
- استعدي لاستقبال المولود وأنت بكامل أنوثتك، فأذهبي إلى صالون التجميل، اعتني بأظافرك، وشعرك، وبشرتك، حتى تتحسن حالتك المزاجية.
- جهزي الغرفة الخاصة بالمولود، وابدأي في إعداد المنزل لاستقباله، واشتري له الملابس الجديدة، وكل ما سوف يحتاجه عند ولادته.
