الجهل الجنسي

الجهل الجنسي

– دكتورة… أنا باعاني من مشكلة عويصة… أنا من الصعيد وتحديدا من أسيوط، وزوجتي -زي ما تقولي كده- رقيقة زيادة عن اللزوم، وأنا لدي الرغبة الجنسية جامدة قوي، وهي مش بتبادلني نفس الشعور، وأنا كده بميل للستات اللي برَه علشان أنا زهقت، ياريت تشوفي لي حل، وإلا أنا هانتحر.


صديقنا العزيز… أنت لم توضح ما تقصده بكلمة “رقيقة زيادة عن اللزوم” فهل هذا التعبير يعني أنها ترفض الزيادة في عدد مرات إتمام العلاقة الجنسية، أم أنها ترفض الزيادة في مدة العلاقة الجنسية، أم ترفض التجاوب معك في العلاقة الجنسية، أم تتظاهر بأنها مستاءة من العلاقة الجنسية، أم تتحفظ في أثناء القيام بالعلاقة الجنسية، أم أنها غير متجاوبة معك عاطفياً أساساً، أم أنها لا تبدأ بإبداء رغبتها فيك، أم أنها ترفض الاستجابة لدعوتك لها بخصوص هذه العلاقة؟

فكل هذه احتمالات للتعبير الذي أوردته في سؤالك وهو “رقيقة زيادة عن اللزوم”… و”هي مش بتبادلني نفس الشعور”، ولكن في كل الأحوال، يبدو أنك عريس قد تزوجت حديثاً، فاصبر على عروسك يا صديقنا العزيز، فمن الممكن أن يكون خجل الأنثى وحياء البكر يمنعانها من أن تفصح عن رغبتها فيك، أو أن تكون دائماً في انتظار دعوتك أنت لها، بالذات بالنسبة للعلاقة الحميمة التي تربت وترعرعت على أن المرأة التي تفكر فيها هي امرأة سيئة الخلق والسمعة، أما عن عدم مبادلتها لك نفس الشعور، أي نفس الرغبة العالية المتأججة، فهذا له تفسيران..

التفسير الأول:
هو أنه عند النساء الرغبة أقل من ناحية الشهوة عن مثيلتها عند الرجل، أي أنه من الطبيعي تماماً أن تكون أكثر رغبة في زوجتك مما هي فيه ويمكنك مراجعة المقالات الأولى في أرشيف بص وطل لاستيعاب ذلك أكثر وأكثر…

التفسير الثاني:
أن زوجتك لا تستمتع معك بالكم الكافي الذي يمكن به أن تسعى هي طواعية للعلاقة الجنسية بنفس راضية، بل تواقة لها، وربما يعود ذلك لأحد عناصر الجهل الجنسي لديكما، أو لبعض الإسقاطات الثقافية والاجتماعية والتي تتيح للرجل جميع سبل الاستمتاع والحق فيه، وعلى الجانب الآخر تبقى المرأة في مقعد المتفرج الذي يستنكر كل ما يتعلق بكل ما هو “جنس”، فإذا لم يحاول كلاهما كسر هذا الحاجز المسمى “الجهل الجنسي”، والقابع بينهما كالجبل الراسخ الذي يمنع كلا منهما من تجاوز مكانه ليلتقي مع الآخر في منتصف الطريق حتى يتسنى لهما المتعة الكبرى، وأقصى الاستمتاع الحلال، ومن ثم تحقيق السعادة النفسية والحسية والروحية والجسدية على أحسن ما تكون صور هذا الاستمتاع، فإن كلا منهما سيظل كل قابعاً في بقعته المظلمة، وسيظل عطشاناً والماء بجانبه…

فاكسر هذا الحاجز يا صديقي وابدأ مع زوجتك حواراً طويلاً صريحاً ولطيفاً وصارحها بما في قلبك، وبرغبتك فيها، وأيضاً شجعها أن تصارحك بما يسوؤها في العلاقة، وبما ترغبه وما لا ترغبه فيها، وشجعها على إطلاق العنان لغرائزها ورغباتها، فهذا هو حلال الله الذي كفله لها، كما أنها لها رغبة مثلك تماماً، وقادرة على الاستمتاع مثلك تماماً، ولها نصيب النصف تماماً من تلك العلاقة، حيث إنها “علاقة زوجية”… قال الله تعالى:”ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف”.. سورة البقرة (228)

2- أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، بس فيَّ حاجة مش عارفة ده مرض ولا إيه، أنا في السن ده بابقى عايزة أمارس الجنس، بس مش مع الشباب، لأ مع البنات، وباحس بالمتعة قوي لما بابوس بنت معينة، باحس إني أنا الراجل وهي الست..

المشكلة دي عندي من زمان، ونفسي حد يرد عليّ ويقول لي إيه اللي أنا فيه ده، وياريت حد يوصف لي دكتور لو موضوعي محتاج؛ لأن كمان فيه شخص متقدم لي، وخايفة أوافق ونتجوز وما أحسش معاه بمتعة لأني باميل للمتعة مع البنات أكثر بس ياريت حد يشوف لي حل وشكراً على الموقع الرائع ده.


آنستي وصديقتي العزيزة… إن ما تشعرين به يسمى بـ”الميول المثلية”، أي ميل جنسي إلى نفس الجنس، سواء كان ذاك ذكرا يميل لذكر (أو للذكور عموماً) أو أنثى تميل لأنثى (أو للإناث جميعاً)، وهذا الأمر ليس غريزياً أو خلقياً كما يظن البعض، أو كما تقول الدراسات الأمريكية بهذا الخصوص (حتى سنة 1978، كان الباحثون الأمريكيون يعتبرون الميول المثلية والممارسات المثلية من الانحرافات الجنسية والسلوكية، ثم فجأة غيروا رأيهم) ولكن الثوابت الدينية، وهي الثابتة والراسخة إلى أبد الدهر لا تقول ذلك، وهكذا فإن ما تعانين منه هو اضطراب نفسي وحسَي، يمكن أن يتطور إلى اضطراب سلوكي لو خرج الموضوع عن رأسك الصغير أو عن جنبات نفسك.

أما عن أسباب حدوث هذه الحالة فهي كثيرة ومختلفة، وتعود في أغلب الأحوال إلى الظروف المحيطة بالنشأة الأولى، حال تكوين الجنس الاجتماعي للطفل (Gender)، ولذلك فلا مانع إطلاقاً من ارتباطك وزواجك..

أما عن مسألة استمتاعك مع زوجك وإحساسك به فلا تخافي من هذه المسألة فهي ستأتي لا محالة وخاصة إذا كان الزوج متفهماً لدوره ناحية تفتيح مدارك زوجته لتستوعب فنون إمتاعه والاستمتاع به على حد سواء، ولكن من المستحسن أن تخضعي لبعض جلسات العلاج النفسي للتخلص من هذا الاضطراب السلوكي الذي تعانين منه، ولبعض جلسات العلاج الجنسي لمعرفة كيفية التغلب على هذه الميول واستبدالها بميول طبيعية، ولكن أحسن علاج لك هو الارتباط بالزواج، فإن قالبك المشاعري لابد أن يبقى مملوءاً، وعلى ذلك فمن الصحي جداً استبدال ما فيه من ميول غير سوية وغير صحيحة بأخرى سوية وصحيحة، فوجود زوج في هذه الحالة يوفر الأداة المثالية لهذا الإحلال، فيكون العلاج أسهل وأسرع غير أنه مؤكد بإذن الله.

وأرجو ألا يفهم البعض أن هذا استغلال للزوج بل بالعكس فإنه في هذه الحالة يكون الأكثر حصولاً على فيض الحب والحنان والميل الجنسي الذي ربما ينشده الكثيرون من الأزواج ولا يجدونه، إذ أن فطرة الله بالطبع طيبة وسليمة، قال الله تعالى: “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”… سورة التين ( 4)

فلابد أن ننطلق من هذا المبدأ، وألا تشوبه أي شائبة في أذهاننا، وألا نتأثر بثقافة من كفروا بالله ورسوله ليجدوا مخرجاً مشروعاً لأهواء ابتدعوها، فأرادوا أن يصبغوا عليها ثوباً من المشروعية، فتكون هذه هي الشماعة التي يعلقون عليها خطاياهم، فتظل صورتهم بيضاء مشرقة “كذباً” أمام أنفسهم وضمائرهم.

بإمكانكم الضغط هنا لمشاركة الموضوع مع الأصدقاء في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي

زر الذهاب إلى الأعلى