ما اغلي نعمة الأمن والأمان في الديار والأوطان, ومن يجهل ذلك ينظر حال مُشرَّدي الديار والأوطان , ولقد أنعم الله على بلادنا الغالية ـ ولله الحمد ـ نعما عظيمة وخيرات كثيرة , في مقدمتها: نعمة الإسلام دين الحق والوسطية والاعتدال, و آخر الأديان السماوية, قال اللهُ تعالى:(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ آل عمران,و قال تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚفَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙفَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) المائدة , دِين شعَّ منه نور الهـدى والخير والسلام إلى العالم أجمع . وعَمَّ نعمة الأمن والآمان على بلادنا من الشمال إلى الجنوب , ومن الشرق إلى الغرب , وانتشر الرخاء والعيش الرغيد. ومما يرثي له حال الفؤاد و خطُّ اليَراع والمِداد وحرْف المقال, و تتأثر لهوله المشاعر وتهلُّ المدامع ؛أنَّه في هذه الحياة الطيِّبة والآمنة , والتي يغبطنا عليها الكثير والكثير من العالم يخرُج علينا ما بين الفَينة والأخرى شبابٌ من بَنِي جلْدتِنا! قاصرون في التربية’ أو غُرّر بهم من أفكار ضالة ’ فأصبحوا متشددين على غير بصيرة , أو منحرفين عنِ الحق والصواب! فعاثُوا في الأرض فسادا , وروّعوا الآمنين , و قتلوا نفوسا بريئة من المسلمين, وأضرُّوا بالدين والوطن ,وقدَّموا بأفعالهم صورة سيئة عنِ الإسلام و المسلمين قد تبقى آثارها سنين طويلة, وجاؤوا بمبادئ دخيلــة على الإسلام والمسلميــن. إنها فئة قاصرة تدبِّـر وتخطِّـط من أجل تنفيــذ المخططات الإجراميـة و التفجيرات المروعـة التي قتلت المسلميــن في بلاد الحرَميـن الشريفيـن, ونشَرت الرعب بين المسلمين , وسفَكتِ تلك الدماء التي حرَّمها الله تعالى,وزعزعـت الأمن , وأثَّرت على اقتصاد بلادنا , إنها فئة تريد الفساد في الأرض والذي نهى الله عنه فقال اللهُ تعالى:(وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف , وقال تعالى:(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) القصص. فهل هؤلاء مصابون بأمراض نفسية, فمتى يرتدع هؤلاء الغافلون؟! و متى يرجع عن غيهم هؤلاء الآثمون؟! وإلى متى يعيش هؤلاء حياة البُؤس و التشرد والشقاء, وفراق الأهل و الضياع ؟! وإن لم يدْركْ حديثو السِّن بالبصيرة ,أوِ الوعي والنصيحة خطورة تلك الأعمال الإرهابية, وأضرار التيارات الجارفة ,والأفكار المنحرفة فسوف يجرِفهم هذا التيار المنحرف إلى المهالك .

شاركها.