اضطراب فرط النشاط وضعف الإنتباه

فرط النشاط

rjeem.com : يعاني الكثير من الأطفال من مشكلة فرط الحركة وتشتت الانتباه، يشيع هذا المرض بين الأولاد أكثر من الفتيات فكما تشير الإحصاءات في الولايات المتحدة أن لكل تسعة أولاد مصابين توجد فتاة مصابة، لكن ما يشيع لدى الفتيات هو ضعف الانتباه أكثر من فرط النشاط، قد تستمر هذه الإعراض حتى عمر 70 سنة إن لم يتم علاجها.

أعراض فرط النشاط وضعف الانتباه لدى الأطفال

من الصعب أن يتم رسم خط فاصل بين الطفل الطبيعي النشاط وبين الطفل المصاب بفرط النشاط، في القائمة التالية أعراض المرض تظهر معظمها بحدة لدى المصابين، وهي موجودة لدى معظم الأطفال الطبيعيين بشكل خفيف وغير مقلق.

  • شدة النشاط.
  • ترك الواجبات والمهام بدون إنجاز.
  • التململ.
  • تخريب الألعاب والأثاث.
  • عدم القدرة على الجلوس بهدوء في وجبات الطعام.
  • عدم الاهتمام بالاستمرار على مباراة أو إنهاء لعبة.
  • ثرثار جدًا.
  • يخفق كثيرًا في إتباع الاتجاهات.
  • أخرق.
  • كثير القتال مع الأطفال.
  • متقلب.
  • سريع الاستثارة والغيظ.
  • غير قادر على الانضباط.
  • الخلط في الأمور.
  • مشاكل نطق.
  • نوبات غضب.
  • غير قادر على الاستماع لقصة حتى النهاية.
  • غير قادر على الاستماع لقصة حتى النهاية.
  • العناد.
  • صعوبة في الخلود إلى النوم.
  • عصبي.
  • متهور.
  • غير محبوب من قبل أصدقاءه.
  • غير صبور.
  • كثير الكذب.
  • عرضة للحوادث.
  • يتبول في الفراش.
  •  مدمر.

أسباب مرض فرط النشاط

لم يتأكد الأبطاء بعد كيف يحدث هذا المرض، لكنهم يتوقعون خللاً ما في عمل الجزء الأمامي من الدماغ، تشير بعض الدراسات إلى أن الجزء الأمامي من المخ يعمل ببطء في الأطفال المصابين، كما أن دراسات أخرى أكدت ضعف توفر الناقل العصبي الدوبامين والنور أدرينالين.

التغذية وفرط النشاط

السمنة وميزان السكر في الدم:

بسبب ضعف توافر الناقل العصبي الدوبامين فإن الأطفال المصابين يلجئون إلى تناول السكريات أكثر من الأطفال الطبيعيين لتعويض الدوبامين المفقود، لكن للأسف هذه الطريقة في التعويض سريعة الفشل لأنها لا تفيد أكثر من دقائق معدودة.

عندما يتناول الطفل بانتظام وجبات سريعة غنية بالكربوهيدرات البسيطة والحلويات والتشوكليت، والمشروبات الغازية والعصائر والقليل من الألياف، فإن مستويات الجلوكوز في الدم تبقى متذبذبة وينتج عن ذلك تقلب جامح في النشاط والسلوك، الحل الأمثل هو تخفيف السكر تدريجيًا حتى لا تحدث أعراض انسحابية مثل الصداع والهيجان العصبي.
أكدت عدد من الأبحاث العلاقة الواضحة بين زيادة وزن الطفل والإصابة باضطراب فرط النشاط وضعف الانتباه، وهو ما يشير إلى أهمية الانتباه لوزن الطفل منذ مراحل عمره المبكرة.

أحماض أوميغا3 الدهنية

لم يسلم أطفال فرط النشاط وضعف الانتباه من نقص الأحماض الدهنية من النوع أوميجا-3، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة عسر القراءة وعسر التناسق واضطرابات طيف التوحد، كما أثر على قدرة الأطفال في مواجهة المشاكل اليومية سواء كان في دراستهم أو في تطورهم اللغوي ومهاراتهم الاجتماعية والبصرية والسمعية.
أكدت العديد من الدراسات أهمية الأحماض الدهنية أوميجا3 في تنظيم الوظائف الإدراكية والنشاط الحركي والاستكشافي، وتخفيف الاضطرابات العاطفية، كما تؤثر على جودة وظائف الغدة الصنوبرية من حيث إيقاع الساعة البيولوجية التي تتحكم في النوم واليقظة، حيث أن نقصه يسبب اضطرابات في النوم ليلاً نتيجة اضطراب عمل الساعة البيولوجية.

تؤكد الكثير من الدراسات أن الأطفال المصابين بفرط النشاط لديهم نقص واضح في دهون أوميغا3، يعرف هذا النقص من  العطش الشديد وجفاف الجلد والأكزيما والربو.

يحدث النقص لهذا النوع من الدهون نتيجة سوء الامتصاص والهضم له برغم كفاية وجوده في الغذاء، كما أن الذكور بحاجة أكثر لهذه النوعية من الإناث، بعض الأطعمة تسبب سوء امتصاص لهذه الدهون لذلك يجب منعها من وجباتهم اليومية. مثل الحنطة ومنتجات الألبان، وبعض الأطعمة التي تحتوي على حامض السلسلات.

كما أن إتمام عملية هضم هذه النوعية من الدهون تتطلب وجود فيتامين ج والبيوتين والزنك والمغنيسيوم وفيتامين ب6 والنياسين وقد أكدت الدراسات أن تناول هذه المكملات مع دهون أوميغا3 حسن مستوى التعلم والسلوك خلال 12 أسبوع من تناولها.

تشير نتائج بعض الدراسات أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم تتناولن الأسماك الزيتية في مرحلة مبكرة من الحمل قد انخفض لديهم مخاطر الإصابة باضطراب فرط النشاط مقارنة بغيرهم، كما ارتفع مستوى الذكاء لدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الأسماك الزيتية أو غير الزيتية في الأشهر الأخيرة من الحمل 7.55 نقطة مقارنة بغيرهم.
وجدت دراسة أجريت على 96 طفل بأن المستوى المنخفض من أحماض اوميجا-3 الدهنية كان له أكبر الأثر على زيادة مشاكل السلوك والتعلم. وفي دراسة أخرى أظهرت بأن عجز الانتباه الشديد لدى الأطفال والنشاط الزائد كان مرتبطًا بانخفاض مستويات DHA وحامض اراكيدونيك الدهني وهما أكثر الأحماض الدهنية أهمية للدماغ، فلا يلام الطفل حين يكون بليدًا وقليل الانتباه وكثير التشتت والسرحان فهذه نتاج الطعام الذي يقدمه الأهل.
كما تؤكد أحد الدراسات أهمية زيت الكتان وفيتامين ج في تغذية الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط كونها ساعدت على السيطرة على المشكلة بشكل واضح.

الفيتامينات والمعادن

معظم الأطفال المصابون بفرط النشاط لديهم نقص نوع أو أكثر من الفيتامينات والمعادن المغذية.
الزنك والمغنيسيوم هي أكثر المعادن نقصًا في المصابين، ومن المعروف أن نقص المغنيسيوم يسبب الشعور بالقلق المفرط والأرق وصعوبات في التعلم، 95% من الأطفال المصابين لديهم نقص في المغنيسيوم كما تؤكد دراسة بولندية، تم فيها إعطاء الأطفال 200 ملجم من المغنيسيوم لستة أشهر، حدث فهيا انخفاض واضح لأعراض فرط النشاط، على عكس المجموعة التي لم يتم إعطاءها المكمل فقد ساء سلوكها.

ما تشير دراسة حديثة إلى أن معظم المصابين باضطراب فرط النشاط لديهم نقص واضح في الزتك والحديد والنحاس العناصر الهامة في إنتاج الموصل العصبي الدوبامين والنوريبينفيرين، وذلك نتيجة لقلة تناول اللحوم وبدائلها.
الزنك (الخارصين) يعتبر عامل مساعد أساسي لأكثر من 100 أنزيم في الجسم يعمل بعضها على تمثيل الكربوهيدرات والبروتينات والأحماض النووية، وهو عنصر عام أيضًا لاستقلاب النواقل العصبية والحفاظ على بنية الدماغ ووظيفته، وبما أن الدوبامين هو أحد أهم النواقل العصبية التي ينتج عن اضطرابها ظهور أعراض اضطراب فرط النشاط وضعف الانتباه، فإن الزنك عامل مهم في تصنيع هذا الناقل العصبي الهام، فالعديد من الأطفال الذين تناولوا مكملات الزنك خفت لديهم أعراض المرض وأصبحوا أكثر هدوءًا وتركيزًا.

كما أعطي المصابين بفرط النشاط وضعف الانتباه مكملات غذائية مكونة من 36 عنصر غذائي ما بين معادن وفيتامينات، وقد أعطت نتائج ناجحة في تقليل مشاكل فرط النشاط وضعف الانتباه.

حساسية كيميائية

تعرض الطفل للمواد السامة مثل الزئبق والرصاص والمبيدات الحشرية عوامل مهمة للإصابة باضطراب فرط النشاط وضعف الانتباه، كما أن التدخين أو تعرض الأم الحامل للدخان يرفع من مستويات الإصابة باضطراب فرط النشاط والتوحد.

تربط بعض الدراسات بين تناول المضادات الحيوية في الطفولة المبكرة وبين الإصابة بفرط النشاط، حيث أن المضادات الحيوية تسبب تأثيرات هدامة على الكائنات الحية المفيدة في الأمعاء والمعدة والتي تساعد على هضم المغذيات المختلفة وبالتالي وصولها للدماغ والقدرة على الاستيعاب.

الحساسية الغذائية

تعتبر العلاقة بين فرط النشاط والحساسية الغذائية علاقة وطيدة وتستحق المتابعة على أي طفل يصاب بفرط النشاط.
النوع الأول من الحساسية هي الحساسية الكلاسيكية، وهي حساسية حادة وفورية وتظهر في الغالب نتيجة لتناول الفول السوداني أو المحار، توصي المنظمات الغذائية والصحية بالكشف المبكر عن وجود هذه الأنواع من الحساسية.

النوع الثاني من  الحساسية مختلف تمامًا عن النوع الأول، تكون أعراض الحساسية كثيرة ومتنوعة وقد تستغرق عدة ساعات لتظهر.

في دراسة بجامعة جورج ناون بواشنطن أجراها الدكتور جوزيف وجد فيها أن الأطفال المفرطين في الحركة هم أكثر عرضة للإصابة بالحساسية بسبع مرات من الأطفال الطبيعيين، كما تظهر بعض الدراسات أن فرط النشاط يأتي نتيجة لحساسية ضد المواد الحافظة والمضافات الغذائية، في دراسة أخرى أكدت أن 89% من الأطفال المصابين بفرط الحركة لديهم حساسية من الملونات الغذائية و72% للمنكهات و45% للإضافات الصناعية و50% لحليب البقر و60% من التشوكليت و40% من البرتقال.

هنالك مواد أخرى طبيعية تحدث بعض ردات فعل سلوكية تسبب تغيرات سلوكية مثل القمح والذرة والخميرة وفول الصويا والفول السوداني والبيض، تظهر أعراض الإصابة بالحساسية ضد هذه الأطعمة في صورة حساسية في الأنف والتهابات في الأذن وتورم في الوجه وتغير اللون حول العينين والتهاب اللوزتين ومشاكل في الجهاز الهضمي وسوء التنفس والأكزيما والربو والصداع والتبول اللاإرادي.

أظهرت دراسات أخرى أن الأطعمة المحتوية على حمض السالسيلات تسبب نفس المشكلة، يوجد هذا الحمض في الخوخ والزبيب والتوت واللوز والمشمش والكرز المعلب والبرتقال والفراولة والعنب وصلصة الطماطم والخوخ والخيار. للأسف يتواجد هذا الحمض في أكثر الأطعمة المغذية والثمار المختلفة، وبما أن الأطفال المصابون بحساسية السالسيلات يصعب عليهم تمثيل أحماض أوميجا-3 الدهنية الهامة لتحسين حالتهم العقلية والسلوكية، لذلك من الممكن مواصلة تناول الأطعمة المحتوية على هذا الحامض بشرط زيادة المأخوذ من أحماض أوميجا3 الدهنية. في جميع الأحوال يجب أن يكون الانقطاع عن هذه الأطعمة المسببة للحساسية (لبعض الأطفال المصابين) بشكل تدريجي حتى لا تحدث أعراض انسحابية شديدة.

الاهتمام بالعلاج الدوائي والنظام الغذائي لا يعني أن نترك الطفل يشفى تلقائيًا، لأن العلاج السلوكي للطفل يعزز من فعالية الدواء والغذاء، ويساعد على تحسين اضطراب الكيمياء في مخ الطفل المصاب، فبالرغم من أن العلاج الدوائي والعلاج السلوكي هما نهجين مختلفين تمامًا إلا أن لهما تأثيرًا مضاعف إذا ما صاحب بعضهما البعض.

زر الذهاب إلى الأعلى