إعصار النار هو أحد أخطر الظواهر الطبيعية لما يخلفه من دمار وخراب وحرائق هائلة.. فترى لماذا تنشأ تلك الظاهرة التدميرية؟

إعصار النار ورد ذكره في القرآن الكريم بقوله تعالى “فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت”، ولكن العلماء لم يقوموا بتوثيقه إلا في وقت متأخر جداً، وعلى وجه الدقة فإن إعصار النار قد وُثِق قبل إثنى عشر عاماً فقط، فما كينونة ذلك الاكتشاف العلمي الحديث والإعجاز القرآني العظيم؟، ما المقصود بما يسمى الأعاصير النارية وكيف تنشأ ولماذ ؟

إعصار النار .. أحد أغرب الظواهر الطبيعية :

إعصار النار يعد أحد أعجب الظواهر الطبيعية وأعقدها من حيث آلية الحدوث، ترى لماذا يصفه العلماء بذلك الوصف؟، ومما يتكون وكيف ينشأ ومتى تم الاعتراف به علمياً؟

أسباب حدوث إعصار النار :

لا يزال إعصار النار اكتشاف علمي حديث نسبياً، ومن ثم فإنه لا تتوفر لدينا تفاصيل كثيرة متعلقة به وبكيفية حدوثه، وإنما الأمر المُثبت وفقاً للتقارير الراصدة لنتائج الدراسات المتناولة للأمر، والتي قامت شبكة ناشيونال جيوجرافيك بنشرها في وقت لاحق، هو إن إعصار النار يأتي كنتيجة مباشرة لارتفاع درجة الحرارة في الهواء، مع اقترانها بهبوب الرياح ذات السرعة الشديدة، والتي تسبب حدوث دومات هوائية شديدة الاضطراب، ومع سرعة دوران هذه الدوامات يسخن الهواء بدرجة كبيرة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى اشتعاله وحدوث إعصار النار

إعصار به نار :

بعد فترة أخرى من البحث والدراسة لهذه الظاهرة الغريبة، جاءت فرقة بحثية بنتائج أكثر دقة، على إثرها تم تغيير المسمى العلمي لهذه الظاهرة التدميرية، من إعصار النار إلى إعصار به نار وإن بقي الاسم الأول هو الأكثر شيوعاً.. وذلك لأن أبحاثهم وإن لم تبطل ما توصل إليه سابقيهم، إلا إنها أثبتت أن النيران المشتعلة ليست جزء أصيل من الأعصار، أي أن الإعصار يكون هوائي عادي والنيران ليست جزءاً منه، مما يعني أن القرآن الكريم كان بالغ الدقة في وصف تلك الظاهرة الطبيعية، وتنشأ النيران في قلب الإعصار لأحد سببين:

  • السبب الأول : هو كما ذكرنا سابقاً ارتفاع درجة حرارة الدوامة التي يشكل الأكسجين النسبة الغالبة منها.
  • السبب الثاني : وهو السبب الأكثر شيوعاً بالحوادث المسجلة للمناطق التي ضربها إعصار النار ،والمتمثل في وجود النار من البداية على سطح الأرض، وحين يهب الإعصار تدخل هذه النيران في نطاقه، ونتيجة لدوران السريع ترتفع هذه الشعلة الصغيرة من الأرض إلى قمة الإعصار والمعروفة بمسمى قاعدة الغيمة، حتى تصبح الدوامة المخروطية للإعصار بالكامل عبارة عن إعصار ناري هائل.

التوثيق :

إعصار النار هي ظاهرة طبيعية قديمة جداً، ورد ذكرها بدون تفاصيل في العديد من المصادر التاريخية، وكان أغلب الظن أن حدوث هذا الشئ هو درب من الأساطير، ثم كانت هناك حوادث قريبة نسبياً ولكن لم تخضع للدراسة، الأمر الذي أخر اكتشاف إعصار النار والاعتراف به علمياً، إذ أن ذلك قد حدث للمرة الأولى في عام 2003م، أي قبل إثنى عشر عاماً فقط من الآن.

مدى إمكانية التنبوء به :

منذ فترة بعيد واهتمام العلماء منصب حول إيجاد وسيلة للتنبؤ بالكوارث الطبيعية، مثل نشاط البراكين أو حدوث الزلازل والهزات الأرضية وما إلى ذلك، أما إعصار النار فهو لا يزال عصي على التنبؤ باحتمالية حدوثه، وذلك لأنه يعد اكتشاف حديث نسبياً ولم يخضع لقدر كافي من الدراسات، وكذلك لأنه ليس ظاهرة طبيعية مُدمرة مستقلة بذاتها، وإنما هو يتولد نتيجة توافر واتحاد العديد من العوامل.

إعصار النار .. نادر الحدوث :

الأمر المُبشر هنا هو إن تلك الكارثة نادرة الحدوث، وذلك لنفس السبب الذي يجعل التنبؤ به أمر بالغ الصعوبة، بل وأقرب ما يكون إلى المستحيل، فحدوث تلك الظاهرة يتطلب توافر عوامل عِدة في وقت واحد، أولها حدوث عواصف رعدية مع رياح سريعة، ينشأ عن كلاهما حدوث اضطرابات وأعاصير هوائية، ثم يقترب هذا الإعصار من بؤرة النار أو نواة النار المتمثل في الحرائق على الأرض، ومن ثم تدخل هذه النيران المشتعلة في نطاق الإعصار وتتنامى بداخله.

شاركها.