أم الزوج

أم الزوج أو الحماة سببت الرعب للكثير من الفتيات المقبلات على الزواج، بسبب الحكايات من الأهل والأصدقاء عن المشاكل التي تسببها في الحياة الزوجية، أو الروايات والأساطير الشائعة عن ظلم الحموات في السينما والتلفزيون. وللأسف فإن بعض هذه الروايات حقيقي ويحدث في مجتمعاتنا، ولكنه ليس يعم كل الحموات، فهناك القليل من أمهات الأزواج الجيدون.

أم الزوج الجيدة

أم الزوج أو الحماة الجيدة هي النسخة الأقل أو النادرة من الحموات. لأن هناك بعض المعتقدات والخرافات الشائعة في دماغ الحموات التي تؤدي بشكل أو آخر إلى سوء معاملتها لزوجة أبنها.

ولكن الحماة الجيدة هي الأكثر وعيا وتفهما، فهي تلك المرأة التي تعتبر زوجة أبنها بمثابة بنتا لها وتحبها. حتى لو لم تكن زوجة الأبن صالحة بما فيه الكفاية أو كان الأبن يشتكي من زوجته أو حتى لم تشعر الحماة بالحب تجاه زوجة ابنها، إلا أن الأم الجيدة لا تغير مبدأها أبدا في تعاملها مع زوجة ابنها. وعادة ما تتسم أم الزوج الجيدة بالآتي:

  • لا تتدخل في حياة زوجة ابنها الخاصة.
  • لا تفرض رأيها أبدا في حياة ابنها الزوجية، ولا تتدخل مطلقا إلى بعد إذن الزوجة.
  • تراعي الله في زوجة ابنها وتعاملها بالحسنى.
  • تحب ابنها كثيرا وتقدر تماما أن زوجة ابنها هي شريكة حياته وطريق سعادته.
  • لا تشعر بالغيرة من زوجة ابنها.
  • تحاول التقرب منها والتودد إليها حتى تشعر الزوجة بالارتياح.
  • تنصح الزوجة دائما وتقدم لها يد العون والمساعدة.
  • لا تقبل بإهانة زوجة ابنها أبدا، وتقف في صفها إن جرحها الزوج أمامها.

ام الزوج المتسلطة

كما ذكرنا أن معظم الحموات غير جيدون بسبب معتقداتهم الخاطئة. فهناك بعض الحموات يعتقدون أن زوجة الابن من واجبها طاعتها وخدمتها، وبالتالي تتعامل معها بتسلط مستمر وتتطلب منها فوق طاقتها. ليس هذا فحسب، بل هي امرأة كثيرة الشكوى بما ليس لها حق به، دائما تملأ دماغ ابنها بأن زوجته غير صالحة وتتهمها بالتقصير الدائم تجاهها.

كما يقوم هذا النوع من الحموات بالتدخل المستفز في حياة زوجة الابن، وكأنها هي التي تزوجت زوجة ابنها وليس هو. وهي امرأة كثيرة الأسئلة والتدخلات بشكل يزعج زوجة الابن كثيرا ويثير غضبها.

وفي هذه الحالة، يجب وضع حد لتدخل أم الزوج المتسلطة لأنها تخرب حياة أنها وتهددها للانهيار. فيجب على الزوج أن يردع أمه بأسلوب حسن، ويحاول إقناعها بأن هذه حياته الخاصة ولا يريد أحد أن يزعجها، ويذكرها بأن زوجته ليست مجبرة على خدمته هو شخصيا، فحين تزوج لم يأت بخادمة وإنما أتى بزوجة تشاركه حياته كلها. كما يجب على زوجة الأبن تمالك غضبها، وعدم السماح لأحد بالتدخل في حياتها أبدا.

ام الزوج الغيورة

أم الزوج الغيورة

هناك نوعا من النساء شديدة الغيرة على ابنها المتزوج من زوجته، مما قد تتسبب تلك المشاعر المفرطة في سلوكيات غير سوية تجاه زوجة ابنها. فتشعر هذه النوعية من النساء بأن زوجة الابن أتت لتأخذ منها أبنها، وأن الزوج لم يعد يحب أمه كما كان سابقا، ويحب زوجته أكثر منها.

وتبدأ في مقارنة تصرفات ابنها مع زوجته ومعها، ومن ثم تحميله فوق طاقته وحثه الدائم على عدم الاهتمام بزوجته هذا القدر بالعديد من الطرق والأساليب الماكرة. كما تتعامل هذه الحماة مع زوجة الابن بطريقة غير جيدة، وتحاول أن تزعجها بأي شكل من الأشكال، إما بالتحدث عن ابنها الدائم أنه لن يحب أحد مثلها وأنها إن أمرته بطلاق زوجته سوف يطلقها دون تردد، أو أن الأم لا يمكن تغييرها أما الزوجة فمن السهل تغييرها، أو الحديث السيء عن الزوج وأنه رجل كان متعدد العلاقات ويحب النساء بسبب تدليل أمه.

وفي الواقع، تجهل هذه الحماة أنه لا أحد يستطيع اختيار أمه فهي مفروضة عليه، إنما زوجة الابن هي التي اختارها ابنها من بين جميع نساء العالم لتكمل معه حياته. كما تجهل هذا الحماة أن حب الأم مختلف تماما عن حب الزوجة، وتتداخل لديها الأمور في طريقة الاهتمام فمن غير الطبيعي أن يهتم الرجل بأمه مثل اهتمامه بزوجته أو العكس. فكل علاقة لها اهتمامها الخاص.

وتحتاج هذه الأم إلى الصبر وبعض الجهد من ابنها وزوجته. فيجب على الابن أن يهتم بأمه ويحتويها ويخبرها كم يحبها ويشرح له أن المقارنة مرفوضة بينها وبين زوجته، وأنه لا أحد يستطيع أخذ مكانتها في قلبه لأنه أمه، وفي نفس الوقت يوضح لها بأن زوجته هي النصف الآخر في قلبه فهي أم أبنائه وشريكة حياته، ويذكرها بأنها كانت زوجة في يوم من الأيام. كما يجب على الزوجة محاولة التقرب والتودد إليها وإخبارها بأنها تحبها بسبب حب زوجها لأمه وحديثه الدائم عنها بالحسنى.

أم الزوج الحسودة

هناك بعض الحموات التي تستكثر الخير والنعمة على زوجة ابنها، وهذا النوع من الحموات قلوبهن مليئة بالحقد والحسد تجاه زوجات أبنائهن. ودائما ما يحاولون حث الزوج على أن زوجته غير متحملة للمسئولية وامرأة مسرفة لا تقدر ظروفه ولا يهمها سوى المال. ودائما ما تفتش في منزل ابنها وتسأل عن الأشياء الجديدة وقيمتها وتلوم الزوجة على كل شيء، وتسبب الكثير من المشاكل والخلافات في حياة ابنها الزوجية بسبب تدخلاتها المستفزة.

ويعد هذا النوع من الحموات مرهق للغاية، ويفضل تجنبه قدر المستطاع ومحاولة عدم السماح له بالتدخل في كافة التفاصيل، وعدم إخباره بكل شيء.

 

ام الزوج الظالمة

كل شيء يهون ويمكن معالجته إلا الظلم. الظلم يترك قلوبنا مكسورة دائما. وأم الزوج الظالمة من أسوأ أنواع الحوات، مهما كانت درجة ظلمها لزوجة ابنها. وعند الفشل في التعامل مع هذه الحماة، يجب على الزوجة تجنبها تماما والابتعاد عنها قدر المستطاع لتجنب الأذى التي تسبب لها فيه. ويجب على الزوج تفهم أن أمه تظلم زوجته، والوقوف في وجه هذا الظلم ومحاولة ردعه.

ام الزوج في الاسلام

أمرنا ديننا الحنيف بالاهتمام بالأم ومراعاتها وحفظها “أمـك ثم أمـك ثم أمـك”، فهي التي حملت ووضعت وربت وسهرت وتعبت لأجلنا. ولم يغفل ديننا أبنا عن توضيح العلاقات بالشكل الكافي ووضع النقط على الحروف، فكما وصى الدين على الأم وصى على الزوجة “رفقا بالقوارير”. ولم يجعل الدين أبدا الزوجة خادمة لأم الزوج، فإن فعلت هذا فهو من منها وإحسان تجزى عليه، وإن لم تفعل، فلا تحاسب على ذلك أبدا. وإن كانت الأم بحاجة إلى المساعدة فالأولى بخدمتها ورعايتها هم أبنائها وبناتها وليس أزواجهم وزوجاتهم.

كما أنه ليس من الإسلام أبدا التدخل في الخصوصيات واقتحام الحياة الزوجية، والأمر والنهي بغير حق.

 

نصائح هامة لتحسين العلاقة مع أم الزوج

تحسين العلاقة مع أم الزوج

فلا يقتصر الزواج على اتحاد شخصان من أجل تكوين أسرة فحسب، بل هو أيضا اندماج هذان الشخصان في عائلات بعضهما البعض. وبالتالي، يجب تحسين العلاقة مع أم الزوج. وتشمل أهم النصائح لتحسين هذه العلاقة ما يلي:

  • حسن معاملتها، والاهتمام بمشاعرها.
  • يجب على الزوج الفصل بين علاقته بأهله وعلاقته بزوجته.
  • زيارة أم الزوج وتقديم لها الهدايا.
  • عدم فعل الأمور التي تزعج أم الزوج أمامها.
  • توضيح لاأمور من البداية، وتجنب الاختلاط الزائد الذي يتسبب في المشاكل.

زر الذهاب إلى الأعلى