أمراض تبيح الفطر في رمضان للمصابين بها

هناك أمراض تبيح الفطر ويجوز لأصحابها الأخذ بالرخصة في ترك الصيام، فالشريعة جاءت بالرحمة والتخفيف ولم تأتي بالمشقة والعنت على أتباعها. ومن صور التخفيف في شريعة الرب سبحانه وتعالى الرخص التي أعطاها الله سبحانه لأصحاب الأعذار مثل المرض أو السفر أو المرأة في أحوال معينة. وذلك بهدف التخفيف عنهم وتجنيبهم المشقة والتعب في أداء ما افترضه الله سبحانه وتعالى عليهم.

أمراض تبيح الفطر في رمضان

اتفق العلماء على أن المرض الذي يبح الفطر في رمضان هو المرض الشديد، الذي تتحقق فيه أحد الشروط التالية:

• الخَشْيَة من زيادة المرض عند الصيام والامتناع عن الطعام والشراب.
• الخوف من تأخر الشفاء من المرض بسبب الصيام.
• حصول المشقة الشديدة عند الصوم حال المرض حتى إذا لم يزدد المرض أو يتأخر الشفاء.
• الخَشْيَة من لحوق المرض بالصائم وإن كان غير مريض.[1]

أمثلة أمراض تبيح الفطر في رمضان

وإذا أردنا تنزيل الشروط السابقة للأمراض التي تبيح الفطر في رمضان على الواقع والحال. فإن هناك أمراض تدخل في هذه الطائفة من الأمراض المبيحة للفطر. ولكن يكون ذلك بأمر الطبيب المسلم الأمين. ومن أمثلة هذه الأمراض ما يلي:

1. الإسهال الحاد

الإسهال الحاد والشديد يمكن أن يكون من الأمراض التي تبيح الفطر في رمضان. فالإسهال الشديد يترتب عليه فقد الكثير من السوائل من الجسم التي لا يستغني عنا الإنسان. ومن ثم فالجسم يحتاج إلى تعويض هذه السوائل بسرعة من خلال تناول الطعام والإكثار من شرب العصائر والسوائل. وإلا تعرض الشخص لأمراض قد تصل إلى الفشل الكلوي، أو الضعف الشديد والوهن والإغماء بسبب نقص المعادن والسوائل في الجسم.

2. القيء الشديد

كما يمكن إلحاق حالات القيء الشديد المتواصل بالإسهال؛ حيث إن النتيجة في الحالتين واحدة من حيث فقدان الجسم لكثير من المعادن الضرورية والسوائل الهامة للجسم والتسبب في مضاعفات مثل الهبوط في الدورة الدموية، والإعياء الشديد والصعوبة في ممارسة مهام اليوم. فضلًا عن أن القيء يتسبب في مضاعفات أكثر من الإسهال. فهو قد يؤثر على المريء ويصيبه بالالتهابات بسبب العصارة المعدية الحامضة التي يتكرر مرورها علي المريء عند القيء. ومن ثم فإن المريض يكون في حاجة إلى أدوية لوقف القيء بسرعة.

3. الحمى الشديدة

كذلك في كثير من الأحيان قد تكون الحمى الشديدة وارتفاع درجة حرارة الجسم سبب من أسباب الفطر إذا أذن الطبيب في ذلك. فالجسم عندما ترتفع حرارته يكون في حاجة إلى السوائل ومخفضات الحرارة. كما يكون في حاجة إلى التقوي بالطعام بمواجهة الفيروس أو البكتريا التي تسبب له ارتفاع درجة الحرارة.

تجد هنا: معلومات خاطئة حول مبطلات الصوم

4. قرحة المعدة

بعد استشارة الطبيب قد تكون الإصابة بالقرحة المعدية من أسباب الفطر في رمضان. والقرحة المعدية تحدث في جدار المعدة المخاطي الذي يبطن الجزء الداخلي من المعدة. ومن ثم يحميها من العصارة المعدية شديدة الحموضة. وعند تأكل جزء من هذه البطانة تحدث القرحة. ويكون المريض في حاجة ماسة ودائمة إلى تناول الطعام لا سيما الحليب البارد للتخفيف من تركيز العصارة والتقليل من الآلام التي يشعر بها.

5. تجلط الأوعية الدموية

أصحاب مرض سرعة تجلط الأوعية الدموية يكون المريض في حاجة مستمرة إلى السوائل كثرة شرب الماء بصفة دائمة خلال اليوم، وذلك لتقليل فرص حدوث تجلط الدَّم في الأوعية الدموية وهو ما قد يسبب الذبحة الصدرية أو السكتة القلبية. لذلك فقد يرى الطبيب ضرورة إفطار المريض وشربه للماء بصفة مستمرة.

6. مرض السكري الشديد

الإصابة بمرض السكري وعدم القدرة على السيطرة على المرض في بعض الحالات قد يكون من أحد الأسباب التي تبيح الفطر للمريض، فمريض السكري غير المسيطر عليه يحتاج إلى تناول الأطعمة والمشروبات بالإضافة إلى الأدوية التي تساعد في ضبط نسبة السكر في الدَّم وإعادته إلى مستوياته الطبيعية.

7. أمراض الكلى المزمنة

كما أن الإصابة بأمراض الكلى الشديد أو كسل الكلى وارتفاع الوظائف الكلوية قد يكون أيضًا من أمراض تبيح الفطر في رمضان؛ حيث يحتاج المريض إلى شرب كمات كبيرة من السوائل لا سيما الماء على مدار اليوم لتنشيط عمل الجهاز البولي وحماية أنسجة الكلى من الجفاف.

تعرفنا على أمثلة أمراض تبيح الفطر في رمضان، كما تعرفنا على شروط المرض الذي بسببه يبيح الشرع لصاحبه الإفطار بعد مشاورة الطبيب المسلم الأمين.