عندما نتحدث عن القلق والتوتر سريعا ما يتبادر إلى الذهن الوجه السلبي للقلق والتوتر ومعاناة الآخرين بسبب القلق والتوتر لكن لابد ان نعلم ان للقلق والتوتر وجه آخر إيجابي

هل للقلق والتوتر وجه إيجابي ؟

 

بالطبع نعم فمثلا عندما نقلق ونتوتر قبل اداء اختبار أو قبيل مقابلة شخصية لوظيفة ما فان هذا التوتر والقلق يدفعنا للعمل بجديه في التحضير لهذا الاختبار أو تلك المقابلة .

 

هل التوتر والقلق أمر طبيعي ؟

 

التوتر والقلق في الحدود المقبولة وبسبب وجود مشكلة ما أو توقع قدوم أمر ما هو شئ طبيعي يحدث لجميع الأشخاص.

 

متى يكون القلق والتوتر أمر خطير غير مرغوب فيه ؟

 

مثلما يقول المثل العربي القديم ( اذا زاد الشئ عن حده انقلب الى ضده ) فانه ان زاد التوتر عن الحد فإنه يؤثر بشكل سلبي على حياة الإنسان ويدفعه في بعض المراحل المتقدمة إلى الانتحار .

 

أعراض القلق والتوتر

أعراض القلق والتوتر

 

يؤثر القلق والتوتر على الحالة النفسية وكذلك الحاله البدنيه فيظهر ما يعرف بالأعراض النفس جسمية ( هي أعراض جسمية ترجع إلى أسباب ومشاكل نفسية )
ومن هذه الأعراض الجسمية
١- الم بالمعده .
٢- الصداع.
٣-الشد العضلي.
٤-سرعة في معدل ضربات القلب .
٥- سرعة التنفس .
٦-زيادة في إفراز العرق .
٧-الدوار .
٨- زيادة أو فقدان الشهية.
٩-كثرة التبول .
١٠- الإسهال .
١١- الشعور بالتعب والإرهاق .
أما الأعراض النفسية فتتمثل في الآتي
١- الشعور بالأرق .
٢- نوبات الغضب غير المبرر .
٣- صعوبة في التركيز.
٤- الشعور بالموت الوشيك .
أما هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر لفترات طويلة فإنهم يصبحون اكثر عرضة للاصابة بامراض القلب وارتفاع ضغط الدم وكذلك مرض السكري .

 

أسباب القلق والتوتر

عادة ما يشعر الشخص بالقلق والتوتر في مواقف معينة مثل بداية عمل جديد أو قبل الزواج او عند انتظار مولود جديد .
وهناك مواقف أخرى يقترن فيها الحزن مع القلق والتوتر مثل مرض او موت أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء المقربين .
يمكن تجاوز هذه العقبات الحياتية الصعبة بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ثم بمساعدة الأشخاص المقربين .

 

هل يمكن أن تتسبب بعض الأدوية في الشعور بالقلق والتوتر ؟

هل يمكن أن تتسبب بعض الأدوية في الشعور بالقلق والتوتر ؟

 

نعم هناك بعض الأدوية التي تتسبب في ذلك مثل
١-أدوية علاج الغدة الدرقية .
٢-بعض أدوية الربو وخاصة المستنشق منها .
٣- بعض أدوية التخسيس .
لذلك يجب علينا الحذر جيدا واستشارة الطبيب المختص قبل تناول اَي من الأدوية.

 

هل من الممكن أن يتطور التوتر والقلق ليصبح مرض ؟

 

نعم قد يتطور التوتر والقلق بشكل مرضي ويصبح الشخص مريض بأحد الأمراض التالية
١- متلازمة القلق العام
Generalized anxiety disorder (GAD)

متلازمة القلق العام

هو نوع من أنواع اضطرابات القلق وهو شائع
حيث يشعر المريض بخوف( مرضي )شديد من أن يصاب أحد أحبائه بمكروه ما ويسيطر عليه شعور القلق والتوتر كما أنه في بعض الأحيان يشعر بالتوتر والقلق بدون سبب واضح .
٢- اضطراب الهلع
Panic disorder

اضطراب الهلع

حيث يصاب المريض بنوبات من الهلع ( الخوف الشديد ) تكون مصحوبة بسرعة في معدل ضربات القلب وكذلك ضيق في التنفس .
يشعر المريض دائما بأنه على حافة الهلاك .
٣- اضطراب ما بعد الصدمة
Post-traumatic stress disorder (PTSD)

اضطراب ما بعد الصدمة

وهو اضطراب مرضي يحدث عادة بعد تعرض المريض لصدمة ما بعد حدوث تجربه مؤلمه .
٤-الرهاب الاجتماعي
Social phobia
يشعر المريض بالخوف والقلق الشديد من الاختلاط والتعامل مع أفراد المجتمع فنجده دائم الانطواء والهروب من اَي مواقف مجتمعية .
٥- الوسواس القهري
Obsessive-compulsive disorder
هو حالة مرضية تكون مصحوبة بتكرار الأفعال بشكل مرضي مثل أن يكون الشخص يعاني من الوسواس القهري في أمر ما مثل النظافة فنجده يكرر غسل يديه مثلا مرات كثيرة ومع ذلك يسيطر عليه الشعور بأن يديه متسخه .
٦- الرهاب
هو عبارة عن حالة مرضية تكون مصحوبة بخوف شديد من أشياء معينة مثل الخوف من التواجد في الأماكن المغلقة مثل المصعد (يسمى رهاب الأماكن المغلقة ) أو الخوف من صعود المرتفعات (يسمى رهاب الارض)
حيث يحاول المريض تجنب هذه الأماكن قدر الإمكان .

٧- الجهاز العصبي المركزي
نوبات القلق والتوتر المستمرة تؤثر سلبا على الجهاز العصبي المركزي حيث يقوم الجهاز العصبي بإفراز هرمونات ومواد كيميائية معينة ( مثل الأدرينالين والكورتيزون ) رغبة منه في مساعدة الجسم في التغلب على هذه النوبات .
هذه المواد المفرزه تكون مفيده للجسم في حالات التوتر والقلق لكن الإفراز المستمر لهذه الهرمونات يؤدي إلى حدوث مشاكل مرضية (مثل الإفراز الزائد للكورتيزون والذي يؤدي لزيادة الوزن ) كما يؤدي ايضا الى زيادة حدة أعراض القلق والتوتر مثل الصداع والدوخة والاكتئاب .

٨- أمراض القلب والأوعية الدموية
تتسبب اضطرابات القلق في زيادة معدل ضربات القلب والخفقان وألم في الصدر وبالتالي يكون المريض اكثر عرضه للاصابه بامراض القلب وأما ان كان المريض بالفعل مصاب بمشاكل بالقلب فانه يكون اكثر عرضة للاصابة بـ انسدادات شريانيه ( مثل انسداد الشريان التاجي )
٩- جهاز المناعة
عندما يشعر الشخص بالقلق والتوتر فإن ذلك يزيد من معدل إفراز بعض الهرمونات مثل الأدرينالين ( يقوم الأدرينالين بزيادة معدل التنفس وبالتالي يتمكن المخ من الحصول على المزيد من الأكسجين مما يساعد الجسم على تخطي التوتر والقلق ) ثم بعد زوال القلق يعود الجسم إلى حالته الطبيعية .
يؤدي التعرض للقلق والتوتر بشكل مستمر إلى إجهاد جهاز المناعة وبالتالي يصبح الجسم عرضة للإصابة بالالتهابات المختلفة (الفيروسية او البكتيرية ) المتكررة .

 

متى يعلم الشخص أن القلق والتوتر أصبح زائدا عن الحد و يشكل خطورة عليه ؟

 

عندما يفكر الشخص في ايذاء نفسه او ايذاء الآخرين فلابد من التدخل الطبي للمساعدة .

 

هل يمكنني السيطرة على القلق والتوتر وتفادي تطوره بشكل مرضي ؟

 

نعم بالطبع يمكننا ذلك باتباع بعض الأمور
١- الحرص على تناول وجبات متوازنة تحتوي على مختلف العناصر الغذائيه الهامه لصحه الجسم .
٢-النوم لفترات كافية .
٣- ممارسة الرياضة بشكل يومي .
٤-تخصيص بعض الأوقات لممارسة بعض الهوايات.
٥- ممارسة جلسات التأمل والاسترخاء .
٦- التحدث مع صديق عن سبب القلق والتوتر (جلسات الفضفضة ) .
٧- التقليل من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة .
٨- معرفة الأسباب التي تساهم في زيادة القلق والتوتر للبعد عنها وتجنبها قدر الإمكان .

 

ماهي طرق علاج القلق والتوتر المرضي ؟

 

هناك العديد من الطرق العلاجية الطبية منها
١- العلاج السلوكي المعرفي
هو وسيله شائعه وفعاله لإدارة القلق حيث يقوم المختص بمساعدة المريض على معرفة كيفية تحويل القلق والتوتر إلى أفكار إيجابية .
٢-جلسات علاجية معينة تشمل تعريض المصاب بشكل تدريجي للمنبهات المثيرة للقلق والهدف من ذلك هو تدريب المصاب على كيفية التحكم في مشاعره .
٣- الأدوية
في بعض المراحل المتقدمة قد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للقلق مثل دواء الديازيبام (الفاليوم ) وكذلك مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين مثل السرتالين .
لكن ينبغي الحذر واستشاره الطبيب عند تناول هذه الأنواع من الأدوية لأن استخدامها على المدى الطويل يسبب الإدمان .

شاركها.