كشفت دراسة أمريكية حديثة، نُشرت نتائجها اليوم الأحد أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالسكري، أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.

وأجرى الدراسة باحثون بمنظمة “قيصر بيرماننتي” البحثية بجنوب كاليفورنيا، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية ” جورنال أوف ذي أمريكان ميديكال أسوسييشن” العلمية.

ويوصف التوحد بأنه اضطراب عصبي يؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الأطفال، وتتطلب معايير تشخيصه ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات، ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ.

وبهدف كشف العلاقة بين إصابة الأمهات بالسكري، وخطر إصابة أطفالهن بالتوحد، راقب الباحثون 419 ألفًا و425 طفلاً، ولدوا في الفترة بين عامي 1995-2012 في الولايات المتحدة.

وكشفت النتائج أن النساء المصابات بالسكري من النوع الأولي أو الثاني أو سكر الحمل، هن أكثر عرضة لولادة أطفال قد يصابون بمرض التوحد لاحقًا.

ويعرف سكر الحمل بأنه إصابة السيدة الحامل بارتفاع في مستوى السكر بالدم، رغم أنها لم تكن تعاني من ذلك من قبل، وعند الإصابة بمرض السكر، لا يستطيع الجسم تمثيل السكر الموجود بالدم كما ينبغي، وبالتالي يرتفع مستوى السكر في الدم عن المستوى الطبيعي.

ووجد الباحثون أن الخطر يكون أكبر للإصابة بالتوحد، إذا تم تشخيص إصابة النساء بسكر الحمل قبل 26 أسبوعًا من عمر الجنين.

وكانت دراسة سابقة كشفت، أن ارتفاع نسبة السكر في الدم في وقت مبكر من الحمل، يزيد فرص ولادة أطفال مصابون بعيوب خلقية في القلب.

يشار إلى أن هناك نحو 90% من الحالات المسجّلة في العالم لمرض السكري، هي من النوع الثاني، الذي يظهر أساسًا جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب، والفشل الكلوي، بحسب منظمة الصحة العالمية.

أما الإصابة بالنوع الأول من السكري فتحدث عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.

ويصل عدد المصابين بمرض السكري حول العالم إلى نحو 422 مليون شخص، يبلغ نصيب إقليم شرق المتوسط منهم 43 مليونًا، حسب بيانات الصحة العالمية.

شاركها.