أعطي الشرع أصحاب الأعذار في رمضان الرخصة في الفطر، ومن ثم قضاء الأيام التي يفطرها المسلم من رمضان بعد انتهاء الشهر، أو الإطعام والكفارة عن هذه الأيام وذلك حسب نوع العذر الذي بسببه أفطر المسلم.

أصحاب الأعذار في رمضان

الشرع لم يأتي لمشقة المسلم أو التعنت عليه في الأوامر والنواهي، فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم بعباده. ومن آثار هذه الرحمة الأعذار التي يبيح الشرع لأصحابها الفطر في رمضان والتي نتعرف عليها فيما يلي:

1. المسافر

المسافر أعطاه الشرع الرخصة في الفطر، فإن شاء المسافر صام وإن شاء أفطر. وإذا أفطر المسافر فعليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد رمضان وقبل دخول رمضان التالي عليه. قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر ﴾ [البقرة: 184]. وقد يعتقد البعض أن السفر في وسائل النقل الحديثة لا يعطي الرخصة للمسافر في الفطر باعتبار عدم شعوره بالمشقة. وهذا الرأي غير صحيح ، بل للمسافر الحق في الإفطار أيًا كانت وسيلة سفره. والفطر في رمضان للمسافر له شروط يجب أن تتوفر فيه ألا وهي:

  • أن يكون السفر طويلاً لمسافة قصر الصلاة. ومن ثم يحق فليس كل سفر يباح فيه الفطر.
  • ألا يكون المسافر قد عزم على الإقامة في البلد الذي ينزل فيه. ومن ثم فالمغترب على سبيل المثال الذي يظل في بلاد الغربة السنة والسنتين لا يحق الفطر لأنه ينوي الإقامة.
  • ألا يكون السفر سفر معصية، بل يجب أن يكون الغرض من السفر غرض مباح.

2. المريض من أصحاب الاعذار في رمضان

المريض أيضًا أعطاه الشرع الرخصة في الفطر في رمضان ،والمرض الذي يبيح لصاحبه الإفطار في رمضان هو المرض الذي يخشى صاحبه تأخر الشفاء بسبب الصيام، أو زيادة العلة مع الصيام. ويكون ذلك بالتجربة أو بإخبار الطبيب الثقة بأن الصيام فيه مضره على المريض. ويكون القضاء في حق المريض عن الأيام التي أفطرها في شهر رمضان بعد شفاؤه من مرضه. أما إذا كان المرض لا يرجى برؤه فيطعم عن كل يوم أفطره مسكين.

أصحاب الأعذار
المسافر والفطر في رمضان

تجد هنا: السنن المهجورة في شهر رمضان يغفل المسلم عنها

3. الرجل الكبير والمرأة العجوز

ومن تيسير الشرع على المسلم أنه أعطي كذلك الرخصة في إفطار رمضان للشيخ الفاني العجوز ، والمرأة الكبيرة في السن، وليس عليهم قضاء بعد رمضان بل يقوم صاحب العذر بالإطعام عن كل يوم أفطره مسكين، وله ان يعطي الفدية لمسكين واحد، كما له أن يفرقها على أكثر من مسكين حسب المصلحة التي يراها المسلم للفقير المستحق للإطعام.[1]

أصحاب الأعذار في شهر رمضان
رخصة الفطر للعجوز والشيخ الكبير

4. الحامل والمرضع

كذلك الحامل والمرضع لهما الحق في الإفطار في رمضان إذا خافت المرأة على الجنين أو الطفل، حيث أن حكمهما هو حكم المريض الذي يخشى زيادة العلة. وبعد رمضان فإن المرأة التي أفطرت يلزمها القضاء عن الأيام التي أفطرتها. فإن شغلها شاغل مشروع مثل حمل ثاني أو الرضاعة عن القضاء، فإنها تقضي بعد رمضان التالي ولا شيء عليها. أما إذا كانت لم تقضي تكاسلًا فيلزمها حينئذ القضاء والإطعام.

5. الحائض والنفساء

  • من أصحاب الأعذار في رمضان المرأة الحائض والنفساء،  فالصوم في حقهما محرم ،ولا يجوز للمرأة الحائض أن تصوم، كما ان النفساء لا يحل لها الصوم. وإذا حاضت المرأة قبل غروب الشمس فيجب عليها الفطر في ذلك اليوم ولا تحتسبه من الشهر، وتقضيه بعد رمضان.
  • كما أنها إذا حاضت قبل طلوع الفجر فإنها لا تنوي الصيام وتقضي ذلك اليوم أيضًا، والنفساء كذلك عليها الفطر حتى ينقطع عنها الدم وتطهر ومن ثم تقضي بعد رمضان. عن مُعاذة قالت: سألتُ عائشة رضي الله عنها، فقُلتُ: مَا بَالُ الحائِض تقضِي الصَّوم، ولا تقضي الصَّلاة؟ فقالت: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قلت: لستُ بحروريَّةٍ، ولكنِّي أسأل، قالت: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ ».
  • أما المستحاضة التي لا يتوقف نزول الدم عنها فهي ليست من أصحاب الأعذار بل تحتسب الأيام المعتادة لحيضتها. ومن ثم تتطهر في الأيام الباقية وتصلي وتصوم وتقضي الأيام التي أفطرتها في الحيض فقط.

تعرفنا على أصحاب الأعذار في رمضان والذين أعطاهم الشرع الرخصة في الفطر، والذين يلزم بعضهم القضاء والبعض الآخر يلزمه الكفارة حسب نوع العذر.

المراجع[+]

شاركها.