الصداقة واحدة من أجمل وأسمى العلاقات لدى الانسان، من لديه شخص مميز في حياته يمتلك الكثير من المكاسب الحياتية فهو يعد بمثابة الاخ أو الاخت بالنسبة لك حيث تلجأ إليه في الأوقات الصعبة للتحدث عن ما يدور بخاطرك من مشاكل كما تعتاد على الحديث معه في كل كبيرة وصغيرة في حياتك وتثق في نصائحه بأنها تكون من أجل مصلحتك العامة فهو الشخص المخلص والوفي.

من لديه صديق وفي يمتلك نعمة من نعم الله الرائعة التي يتميز بها عن الآخرين فهناك من لديه أخوات لكنه رزق بالصديق الوفي ويؤكد أن هذا الصديق بمثابة الأخ بالنسبة له لكن المشكلة أن هذا الصديق الوفي أصبح عملة نادرة في الفترة الماضية بسبب مشاكلنا الحياتية والتفكير في النفس وانشغال العديد منا بمشاكله وعدم التفكير في الآخرين.

أشعار عن الصداقة
هناك الكثير من الأقوايل الرائعة التي قيلت عن الصديق بشكل عام من بينها :” اختار الصديق قبل الطريق” وكذلك ” من بين كل الأصدقاء هناك صديق وحيد يشبه البحر، تزوره كلما عانيت من ألم وضيق في الصدر ولا يمكن أن ترحل عنه إلا وقد زال همك، حينها تمضي مبتسما على الرغم أنك لم تتحدث إليه عن مشاكلك ولم تبح له بأي شىء عن ما يتسبب في أحزانك.
الصداقة الحقيقية هي أمر أشبه بالخيط المتوازي والذي لا يمكن أن يلتقي إلا عندما تطفو المصالح على السطح عندما تفقد توازيها ويؤدي ذلك الى تقاطعها.

قيل كذلك من نصائح الصداقة أنك قبل أن تحكم على الصديق لابد أن تسمع منه وتسمع عنه قم بمعرفة ظروفه الكاملة والعيش بها ومن ثم لا تتحدث عنه إلا بالخير أو أن تصمت.

وعن نصائح الصداقة قيل كذلك بكونها قصر مفتاحه الوفاء وغذاؤه الأمل وثماره السعادة. الصداقة والود والإيمان.
ويعد الانسان من دون صديق وفي مثل الشجرة التي دون بذور أو السيارة التي من دون محرك فالصديق الحقيقي الذي يقربه دائما من الله سبحانه وتعالى ويساعدك بشكل دائم في كسب رضاه والبعد عن معصيته ولا يمكن يوما ما ان توزن تلك الصداقة بميزان أو تقدر بأي ثمن مهما كان.

أشعار عن الصداقة

إليكم واحدة من أجمل القصائد التي كتبت عن الصداقة للشاعر أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري المشهور بلقب أبو العلاء المعري والذي ولد وتوفى كذلك في منطقة معرة النعمان.

لا يحسب الجود من رب النخيل جدا (أبو العلاء المعري)

لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً، حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ
ما أغدرَ الإنس! كم خَشْفٍ تربَّبَهُم، فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب
هذي الحياةُ، أجاءتنا، بمعرفةٍ، إلى الطّعامِ، وسَترٍ بالجلابيبِ
لو لم تُحِسّ لكان الجسمُ مُطّرحاً، لذْعَ الهَواجِرِ، أو وقَعَ الشّآبيب
فاهجرْ صديقك، إن خِفْتَ الفساد به؛ إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب
والكفُّ تُقطعُ، إن خيفَ الهلاكُ بها، على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب
طُرْقُ النفوس إلى الأخرى مضلَّلة؛ والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب
ترجو انفساحاً، وكم للماءِ من جهةٍ، إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب
أمَا رأيتَ صروفَ الدهرِ غاديةً، على القلوب، بتبغيضٍ وتحبيب
وكلُّ حيٍّ، إذا كانتْ لهُ أُذُنٌ، لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب
عجبتُ للرّوم، لم يَهدِ الزمانُ لها حتفاً، هداهُ إلى سابورَ أو بيب
إن تجعَلِ اللّجّةَ الخضراء واقية، فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب

 

هناك كذلك من أفضل ما قيل من أشعار عن الصداقة للشاعر الشهير أبوالحسن علي بن العباس بن جريج، وهو يلقب بـ إبن الرومي من شعراء العصر العباسي، ولد وتوفي في بغداد والذي كتب قصيدة بعنوان : “عدوك من صديقك مستفاد” إليكم تلك القصيدة:

أشعار عن الصداقة

عدوك من صديقك مستفاد (إبن الرومي)
عدوك من صديقك مستفاد فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ
فإن الداءَ أكثرُ ما تراهُ يحول من الطعام أو الشراب
إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً مُبيناً، والأمورُ إلى انقلابِ
ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ مُصاحبة ُ الكثيرِ من الصوابِ
وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُروياتٍ وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ

نذهب كذلك إلى واحدة من القصائد المصنفة بألأجمال على الاطلاق عن الصداقة وهي للشاعر العملاق إيليا أبو ماضي شاعر لبناني وهو من أشهر شعراء المهجر وهي قصية بعنوان : “يا من قربت من الفؤاد”.
يا من قربت من الفؤاد (إيليا أبو ماضي)
يا من قربت من الفؤاد و أنت عن عيني بعيد
شوقي إليك أشدّ من شوق السليم إلى الهجود
أهوى لقاءك مثلما يهوى أخو الظمإ الورود
و تصدّني عنك النوى و أصدّ عن هذا الصدود
وردت نميقتك التي جمعت من الدرّ النضيد
فكأنّ لفظك لؤلؤ و كأنّما القرطاس جيد
أشكو إليك و لا يلام إذا شكى العاني القيود
دهرا بليدا ما ينيل وداده إلاّ بليد
و معاشرا ما فيهم إن جئتهم غير الوعود
متفرّجين و ما التفرنج عندهم غير الجحود
لا يعرفون من الشجاعة غير ما عرف القرود
سيّان قالوا بالرضى عنّي أو السخط الشديد
من ليس يصّدق في الوعود فليس يصدّق في الوعيد
نفر إذا عدّ الرجال عددتهم طيّ اللحود
تأبى السماح طباعهم ما كلّ ذي مال يجود
أسخاهم بنضاره أقسى من الحجر الصلود
جعد البنان بعرضه يفدي اللجين من الوفود
و يخاف من أضيافه خوف الصغير من اليهود
تعس امريء لا يستفيد من الرجال و لا يفيد
و أرى عديم النفع ان وجوده ضرر الوجود

كذلك كتب الشاعر المصري الشهير محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي من شعراء العصر الحديث قصيدة عن الصداقة تحت عنوان : ” ليس الصديق الذي تعلو مناسبه”:

أشعار عن الصداقة
ليس الصديق الذي تعلو مناسبه (محمود سامي البارودي)
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة ٍ وَ لاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
لا كالذي يدعى وداً ، وباطنهُ من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُ
يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
وَ ذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة ٍ فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ

كما كتب شاعر العصر العباسي بشار بن برد العُقيلي، وهو من الشعراء العمالقة في العصر الأموي وهي قصيدة بعنوان: “جفا وده فازور أو مل صاحبه”.

“جفا وده فازور أو مل صاحبه” (بشار بن برد)
جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ وأزرى به أن لا يزال يعاتبه
خَلِيليَّ لاَ تسْتنْكِرا لَوْعَة َ الْهوى ولا سلوة المحزون شطت حبائبهُ
شفى النفس ما يلقى بعبدة عينهُ وما كان يلقى قلبهُ وطبائبه
فأقْصرَ عِرْزَامُ الْفُؤاد وإِنَّما يميل به مسُّ الهوى فيطالبهُ
إِذَا كان ذَوَّاقاً أخُوكَ منَ الْهَوَى مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ
فَخَلّ لَهُ وَجْهَ الْفِرَاق وَلاَ تَكُنْ مَطِيَّة َ رَحَّالٍ كَثيرٍ مَذاهبُهْ
أخوك الذي إن ربتهُ قال إنما أربت وإن عاتبته لان جانبه
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه مقارف ذَنْبٍ مَرَّة ً وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وليْلٍ دَجُوجِيٍّ تنامُ بناتُهُ وأبْناؤُه منْ هوْله وربائبُهْ
حميتُ به عيني وعين مطيتي لذيذ الكرى حتى تجلت عصائبه
ومَاءٍ تَرَى ريشَ الْغَطَاط بجَوِّه خَفِيِّ الْحَيَا ما إِنْ تَلينُ نَضَائُبهْ
قَريبٍ منْ التَّغْرير نَاءٍ عَن الْقُرَى سَقَاني به مُسْتَعِملُ اللَّيْل دَائبُهْ
حليف السرى لا يلتوي بمفازة نَسَاهُ وَ لاَ تَعْتَلُّ منْهَا حَوَالبُهْ
أمَقُّ غُرَيْريٌّ كأنَّ قُتُودَهُ على مثلث يدمى من الحقب حاجبه
غيور على أصحابه لا يرومهُ خَليطٌ وَلا يَرْجُو سوَاهُ صَوَاحبُهْ
إِذَا مَا رَعَى سَنَّيْن حَاوَلَ مسْحَلاً يجد به تعذامه ويلاعبه
أقب نفى أبناءه عن بناته بذي الرَّضْم حَتَّى مَا تُحَسُّ ثَوَالبُهْ
رَعَى وَرَعيْنَ الرَّطْبَ تسْعينَ لَيْلَة ً على أبقٍ والروض تجري مذانبه
فلما تولى الحر واعتصر الثرى لَظَى الصَّيْف مِنْ نَجْمٍ تَوَقَّدَ لاَهِبُهْ
وَطَارَتْ عَصَافيرُ الشَّقائق وَاكْتَسَى منَ الآل أمْثَالَ الْمُلاَءِ مَسَاربُهْ
وصد عن الشول القريع وأقفرت ذُرَى الصَّمْد ممَّا اسْتَوْدَعَتْهُ مَوَاهبُهْ
وَلاَذَ الْمَهَا بالظِلِّ وَاسْتَوْفَضَ السَّفَا منَ الصَّيْف نَئَاجٌ تَخُبُّ مَوَاكبُهْ
غَدَتْ عَانَة ٌ تَشْكُو بأبْصَارهَا الصَّدَى إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه
وظلَّ علَى علياءَ يَقْسِمُ أمْرهُ أيَمْضِي لِوِرْد بَاكِراً أمْ يُواتـبُهُ
فلمَّا بدا وجْهُ الزِّمَاعِ وَرَاعَهُ من الليل وجه يمم الماء قاربه
فَبَاتَ وقدْ أخْفى الظَّلاَمُ شُخُوصَها يُنَاهبُها أُمَّ الْهُدى وتُناهبُهْ
إذا رقصت في مهمه الليل ضمها إِلَى نَهجٍ مِثْلَ الْمَجَرَّة لاَحِبُهْ
إلى أن أصابت في الغطاط شريعة ً من الماء بالأهوال حفت جوانبه
بها صَخَبُ الْمُسْتوْفِضات علَى الْولَى كما صخبت في يوم قيظ جنادبه
فأقبلها عرض السري وعينهُ ترود وفي الناموس من هو راقبه
أخُو صيغة ٍ زُرْقٍ وصفْراءَ سمْحة ٍ يَجاذبُها مُسْتحْصِدٌ وتُجاذبُهْ
إذا رزمت أنَّت وأنَّ لها الصدى أَنين الْمريض للْمريض يُجاوبُهْ
كأن الغنى آلى يميناً غليظة ً عليه خلا ما قربت لا يقاربه
يؤول إلى أم ابنتين يؤودهُ إِذا ما أتاها مُخْفِقاً أوْ تُصاخبُهْ
فلما تدلى في السري وغره غليلُ الْحشا منْ قانصٍ لاَ يُواثبُهْ
رمى فأمر السهم يمسح بطنه ولبَّاته فانْصاع والْموْتُ كاربُهْ
ووافق أحجاراً ردعن نضيهُ فأصبح منها عامراهُ وشاخبه
يخاف المنايا إن ترحلت صاحبي كأنَّ الْمَنَايَا في الْمُقَامِ تُناسبُهْ
فقُلْتُ لهُ: إِنَّ العِراق مُقامُهُ وَخِيمٌ إِذا هبَّتْ عليْك جنائبُهْ
لعلَّك تسْدْني بسيْرك في الدُّجى أخا ثقة ٍ تجدي عليك مناقبهْ
من الْحيِّ قيْسٍ قيْسِ عيْلاَن إِنَّهُمْ عيون الندى منهم تروى سحائبه
إذا المجحد المحروم ضمت حبالهُ حبائلهم سيقت إليه رغائبه
ويومٍ عبوريٍّ طغا أو طغا به لظاهُ فما يَرْوَى منَ الْمَاء شَاربُهْ
رفعت به رحلي على متخطرفٍ يزفُّ وقد أوفى على الجذل راكبهْ
وأغبر رقَّاص الشخوص مضلة ً مَوَاردُهُ مَجْهُولَة ٌ وَسَباسبُهْ
لألقى بني عيلان إن فعالهم تزيدُ علَى كُلِّ الْفعَال مَرَاكبُهْ

شاركها.