أدعوا الدعاء الذي لم يدعو به مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له

يقول الله تبارك وتعالى: ” وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم “.

” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ”

بهذا الدعاء ناجى سيدنا يونس من بطن الحوت ربه في الظلمات ، وكان هذا الدعاء سببا في نجاة سيدنا يونس من هذا الغم، يقول تعالى: ” فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين “، سورة الأنبياء ، وفي الأثر عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ” دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين “، لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له”، وقال صلى الله عليه وسلم:” إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه، كلمة أخي يونس صلى الله عليه وسلم ” فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” “.

وهذه الجملة العظيمة فيها اعترافين كبيرين، الأول وهو الأعظم: الاعتراف بألوهية الله تعالى ووحدانيته، والثاني: الاعتراف بالذنب، والتقصير، والخطأ، فالأول يدل على تمام العبودية لله رب العالمين، والثاني يدل على قوة الإيمان والرغبة في تطبيق العبودية تطبيقا صحيحا بالتنازل عن الغرور، والتوقف عن التمادي في العصيان، والرغبة بل العزم في الطاعة، والإخلاص، والاستقامة لله تعالى. إن البدء بتوحيد الله تعالى في الدعاء وتنزيهه فيه اعتراف بذلك، وفيه ردع للنفس العاصية أو الطاغية، و تذكير لها أنها مهما تمادت وتعجرفت فإن هناك من خلقها، ومن سيحاسبها، ومن هو قادر عليها، فيجعلها ذلك تتراجع، وتخاف، وتتأدب، وتمتنع عن الحرام، ثم يكون الاعتراف بالخطأ نتيجة حتمية للشعور بعظمة الله تعالى، وقدرته، واليقين بذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى