أحكام الحائض والمستحاضة في شهر رمضان

أحكام الحائض في الصيام هي الأحكام الشرعية التي تضبط تصرف المرأة حال نزول الدورة الشهرية خلال نهار رمضان أو في ليل رمضان؛ حيث إن الحيض والنفاس للمرأة له أحكام في الصيام والصلاة والجماع مع الزوج يجب على كل امرأة أن تكون ملمة بها، ومن هذه الأحكام أحكام الصيام ومشروعيته في حقها وهل تأثم المرأة إن صامت حتى لو كانت تنوي القضاء وغيره من الأحكام الشرعية التي نتعرف عليها.

أحكام الحائض في رمضان

أجمع العلماء في كل العصور على أن الحائض يحرم عليها الصوم حال نزول الدَّم، ويلزمها القضاء بعد انتهاء الشهر عن الأيام التي أفطرتها بسبب الحيض، وفيما يلي أحكام الحائض في شهر رمضان.

القضاء بعد انتهاء الشهر

في حالة نزول دَم الحيض على المرأة في شهر رمضان فإنها تفطر هذه الأيام ومن ثم يلزمها قضاء هذه الأيام بعد انتهاء الشهر. هذا القضاء لا يلزم منه أن يكون على الفور بعد انتهاء شهر رمضان ولكنه على التراخي بحيث تقوم المرأة بقضاء ما عليها قبل دخول رمضان القادم.

حكم الإمساك عند الطهر في نهار رمضان

إذا حدث وطهرت المرأة في نهار رمضان أو بعد بزوغ الفجر فهل يلزمها حينئذ الإمساك بقية اليوم أم أنها تفطر ولا تمسك. اختلف العلماء في ذلك؛ حيث يرى فريق من العلماء أن المرأة لا يلزمها الإمساك حينئذ لأنها ستقوم بقضاء اليوم على كل حال، فلا معنى للإمساك، وهذا القول هو قول المالكية والشافعية وقول للإمام أحمد واختاره الشيخ ابن عثيمين. بينما يرى طائفة أخرى من أهل العلم أن المرأة تقوم بالإمساك باقي يومها ذلك احترامًا لحرمة اليوم بالإضافة إلى أن طهرها أدخلها فيمن يجب عليه الصوم فعليها أن تمسك عن الطعام والشراب حتى لو كانت ستقضي هذا اليوم، وهذا القول للأحناف والأشهر في مذهب أحمد واختاره ابن باز رحمه الله.

احكام الحائض في رمضان
قضاء الصوم للحائض

تناول الدواء لمنع الحيض في رمضان

من أحكام الحائض أن بعض النساء تقوم بتعاطي الحبوب أو الأدوية التي تمنع نزول الدَّم خلال شهر رمضان حتى تتمكن من صيام الشهر كاملًا. ويرى العلماء أن ذلك جائز ولا إثم للمرأة فيه. ومن ثم فإن الصيام عند عدم نزول الدَّم بسبب الدواء صيام صحيح لا شبهة فيه. إلا إنه لا يجوز للمرأة أن تتعاطى هذه الأدوية إذا رأى الأطباء أن فيه ضرر على صحة المرأة، فحينها يحرم عليها تناول هذه الأدوية.

تأخير الغسل للحائض إلى ما بعد الفجر

إذا طهرت المرأة قبل الفجر فإنه يلزمها حينئذ الصيام بعد الفجر وتأثم إذا أفطرت ذلك اليوم، ويرى جَمهور أهل العلم أن تأخير الغسل إلى ما بعد الفجر لا يؤثر على صحة الصيام وإن كان الأفضل في حقها أن تغتسل عند الطهر مباشرة.

تجد هنا: فتاوى من أحكام الحيض في الحج والاعتمار

حكم المستحاضة في رمضان

الاستحاضة هي استمرار نزول الدَّم بعد انتهاء مدة الدورة الشهرية المعروفة للمرأة، فإذا كان الدَّم متميز عن دَم الدورة الذي يكون أسود متغير الرائحة بينما دَم الاستحاضة هو دَم أحمر لا رائحة له، فإن الحائض تتوقف عن الصيام والصلاة حال نزول الدَّم المعروف للحيض، ثم تغتسل وتصلي وتصوم حتى لو استمر نزول الدَّم الآخر. وإذا لم تعرف المرأة التفريق بين الدمين فإنها تحسب أيام دورتها المعروفة ثم تعتبر الباقي استحاضة وتصوم فيه وتصلي.[1]

تأخير القضاء إلى دخول رمضان التالي

إذا تأخرت المرأة عن قضاء الأيام التي أفطرتها في رمضان حتى دخل عليها رمضان التالي، فإن كان هذا التأخير بسبب عذر شرعي مثل المرض أو الحمل فإنها لا تأثم ويبقى القضاء في حقها بعد انقضاء رمضان التالي. أما إذا تأخرت المرأة في القضاء تكاسلًا وإهمالًا حتى دخل عليها رمضان التالي فإنها تأثم حينئذ. كما يلزمها مع القضاء الكفارة وهي إطعام عن كل يوم مسكين مع القضاء.

مس المصحف للحائض
حمل المصحف وقراءة القرآن للحائض

ما يحرم على الحائض

  • الحائض لا يحل لها الصوم حال نزول الدَّم.
  • لا يحل لها الصلاة، ويلزمها قضاء الصوم ولا تقضي الصلاة لما فيه من مشقة عليها، بينما الصيام تقضيه لأنه مرة واحدة في السنة فلا مشقة في قضاء عدة أيام فطرها فيه.
  • مس المصحف في حق الحائض الأظهر أنه لا يجوز لها ذلك، أما قراءة القرآن حفظًا عن ظهر قلب فلا يحرم عليها، كما لا يحرم عليها سائر الأذكار من تسبيح وتحميد وتكبير.
  • الطواف بالبيت الحرام غير جائز في حق الحائض حتى لو كانت في الحج، فإنها أفعال الحج كاملة فيما عدا الطواف.

تعرفنا على أحكام الحائض في رمضان، كما تعرفنا على ما يحرم على الحائض وما لا يحرم عليها من الأعمال.

المراجع[+]

زر الذهاب إلى الأعلى